جدد الرئيس الأميركي بارك أوباما، الأسبوع الماضي، مطالبته للكونغرس الأميركي بالتصويت لصالح مشروعه لتوفير فرص العمل الذي تبلغ قيمته 447 مليار دولار على مدى عشر سنوات، معتبرا أنه السبيل لإنعاش الاقتصاد الأميركي وتقليص معدل البطالة المرتفع في البلاد. واتهم أوباما عبر حديثه الإذاعي الأسبوعي (أيام السبت) أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس بافتعال “معارك أيديولوجية” مع خصومهم الديمقراطيين لعرقلة التصويت على المشروع، غير أنه طالبهم بالتركيز بدلا من ذلك على جهود توفير فرص العمل للعاطلين الأميركيين. وخلال الخطاب استعرض الرئيس الأميركي النتائج التي يمكن تحققها إذا ما اعتمدت خطة الوظائف، مشيرا لإمكانية توفير نحو 1,9 مليون وظيفة، وهو ما سيترتب عليه خفض معدل البطالة من 9,1 بالمئة إلى 8,1 بالمئة. وللتدليل على جدوى خطته وبعدها عن الأهداف الحزبية أو الانتخابية، بين أوباما أن الاقتصاديين المستقلين اعتبروا أن من شأن الخطة في حال تطبيقها أن تمنح الاقتصاد الأميركي دفعة قوية وتخرجه من تعثراته.
ويرى مراقبون أن أوباما يعمل بجدية، واضعاً انتخابات العام المقبل للرئاسة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 نصب عينيه. ويأتي هذا بعد أن أسقط الجمهوريون في مجلس الشيوخ، الثلاثاء الماضي، التصويت على خطة الوظائف التي اقترحها. وكان زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب أريك كانتور وصف مسبقا ذلك الإجراء بـ”الميت”. ويعترض الجمهوريون على الخطة على اعتبار أنها تحمل إنفاقا باذخا وزيادات ضريبية غير بناءة على الأميركيين الأكثر ثراء.
وذكر أوباما أنه سيعطي الجمهوريين فرصة أخرى لقضاء مزيد من الوقت للبحث في جدوى خطة الوظائف، مضيفا أنه سيعمد خلال الأسبوع القادم على حث أعضاء الكونغرس على التصويت لصالح إعادة مئات الآلاف من المدرسين ورجال الشرطة والإطفائيين إلى وظائفهم، لافتا إلى أن هذا سيكون أول مقترح لتجزئة خطته. وأضاف أنه إذا تم التصويت بالرفض فسيكون على الجمهور الأميركي مطالبة من يمثلهم بأن يطلعوهم على السبب. وركز الرئيس الأميركي في خطابه على مناشدة المواطنين الأميركيين على حث ممثليهم للتصويت لصالح الخطة إن كانوا مقتنعين بجدواها، معلنا عن جولة تشمل عدد من الولايات الأميركية بهدف الترويج لخطة الوظائف. ويحرص أوباما على التوجه الشعبي وذلك بعد أن أظهرت استطلاعات للرأي تراجع شعبيته في أميركا.
Leave a Reply