أقنعة وأسماء مستعارة.. والآلاف يتدفقون الى وسط المدينة
ديترويت – خاص “صدى الوطن”دخلت مدينة ديترويت، يوم الجمعة الماضي، إلى قائمة المدن الأميركية المحتجة بتأثير من حركة “احتلوا وول ستريت” حيث تدفق آلاف المتظاهرين إلى وسط المدينة تحت شعاري “احتلوا ديترويت” و”استردوا البلاد” وتجمعوا عن نصب “روح ديترويت” ورمزها، ثم توجهوا بعدها إلى احتلال منطقة “غراند سيركوس بارك”.
وتقاطعت الشعارات المرفوعة مع مطالب الحركات الاحتجاجية التي تجتاح ما يزيد عن ١٥٠ مدينة أميركية، منذ أكثر من شهر، لناحية خلق الوظائف وإنهاء الحروب، وفرض الضرائب على الأغنياء، وحماية الطبقة الوسطى، وتقليص دور الشركات العملاقة في صياغة السياسات المالية والاقتصادية.
وكان مئات الناشطين قد تجمعوا سابقا وأسسوا ما أسموه “المجلس العام” مشددين على استبعاد أي دور قيادي له وحصر مهامه بأمور التنظيم العامة مثل تأمين الغذاء والخيام للمتظاهرين والتنسيق مع نشطاء قانونيين لتسجيل ومراقبة أية تجاوزات يحتمل أن يقوم بها رجال الشرطة ضد المحتجين.
وقال ثيو لـ”صدى الوطن”، وهو أحد أعضاء المجلس العام: “القيادة ليست من مهامنا فطبيعة هذه الاحتجاجات مختلفة تماما عن كل ما سبقها، وهذه الحركات ذات طبيعة أفقية وليس فيها تراتبيات حسب المسؤولية والدور”.
وشدد على أنها حركات ذات مضمون إنساني بأبعاد عالمية، ورغم أنها استمدت شكلها وشرارتها من الربيع العربي إلا أنها تختلف عن ثورات الشرق الأوسط التي كانت دوافعها سياسية بشكل واضح.
وسخر ثيو من انتقاد المحللين السياسيين والمراقبيين الأكاديميين لعدم وجود قيادات معروفة للحركات الاحتجاجية وغياب المطالب المحددة، وقال “إن قوة هذه الحركات ومصداقيتها تنبع من عدم وجود موجهين لها، كما أن تعدد مطالبها يدل بشكل واضح على أن معظم الأميركيين لديهم ما يؤرق حياتهم ويحولها إلى جحيم لا يطاق”.
وعبّر متظاهر آخر، وهو أستاذ مدرسة يدعى داوود، عن خيبة أمله من موقف الرئيس باراك أوباما من التظاهرات التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، وأبدى استغرابه من موقف الولايات المتحدة المؤيد لاحتجاجات العالم العربي وتجاهل ما يحدث في قلب البلاد.
من ناحيته، عبّر المتظاهر نايشن عن سأمه من تحكم الشركات الكبرى بمصير ومقدرات البلاد بالقول: “إن هذه الشركات هي الحاكم الفعلي لأميركا، وهي تحكم السياسيين أنفسهم من خلال تمويلها لحملاتهم الانتخابية”. أضاف “إن القوانين التي تحكم عمليات الترشح وتمويل الحملات الانتخابية يجب أن تتغير”.
وانتقد المتظاهر ماريو، الذي شارك لعدة أسابيع في تظاهرات نيويورك، التغطية الإعلامية للحركات الاحتجاجية في الولايات المتحدة ووصفها بـ”غير المقبولة، مع العلم أن الإعلاميين يبحثون دائما عن قصص مثيرة ولكنهم ولأسباب معروفة يتجاهلون هذه القصة الأكثر إثارة.
أقنعة وأسماء مستعارة
وكان ملاحظا خلال إجراءات المقابلات ميل المتظاهرين إلى عدم التصريح بأسمائهم الحقيقية، وعند محاولة التعرف على أسباب هذه الظاهرة، أفاد أحد المتظاهرين بأن أعضاء المجلس العام قاموا بتوجيه المحتجين إلى هذا الأمر، بدعوى أن السلطات وبعض الجهات “تقوم بمراقبة المنظمات والأفراد المنخرطين في هذه النشاطات” من دون تحديد هوية وطبيعة عمل تلك الجهات ودوافعها.
كما كان من اللافت ارتداء أعداد كبيرة من المتظاهرين قناع “غاي فاوكس” وهو شخصية بريطانية (1570-1606) حكم عليه بالإعدام إثر محاولته تفجير مجلس اللوردات البريطاني. وقد تم في العام 200٦ صناعة فيلم بعنوان V for Vendetta، مقتبس عن رواية مصورة للكاتب البريطاني آلان مور، تحمل الإسم نفسه، وتقدم شخص مجهول يضع قناع “غاي فاوكس” (المجهول) ويقوم بتحدي الحكم الشمولي ويسعى الى تدميره، ليصبح بذلك القناع رمزاً لمحاربة الفاشية.
Leave a Reply