شارك في عدد من اللقاءات والنشاطات في منطقة ديترويت والتقى بفعاليات عربية أميركية
ليفونيا، ديترويت – خاص “صدى الوطن”
زار السفير الفلسطيني معن عريقات كنيسة سانت ماري في ليفونيا، الاربعاء الماضي، بدعوة من “نادي رام الله” و”جمعية رام الله” ضمن زيارة قام بها الأسبوع الماضي الى منطقة ديترويت، حيث أطلع الحاضرين على المستجدات المستحدثة في ما يخص مسألة الاعتراف بدولة فلسطين كدولة عضو في الامم المتحدة، والسباق للحصول على التصويت في مجلس الامن للأمم المتحدة مستمر مع حاجة الفلسطينيين الى 9 أصوات من أصل 15 وذلك للحصول على عضوية دولة فلسطين في مجلس الامن ومن دون استخدام الدول الخمس دائمة العضوية لحق النقض “الفيتو” وهي بريطانيا، فرنسا، الصين، الولايات المتحدة الاميركية وروسيا.
وبالرغم من علم عريقات مسبقاً بأن اميركا سوف تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع عضوية دولة فلسطين في مجلس الامن الا أنه سيستمر في تقديم الطلب. وحتى الآن استطاعت الجهود الفلسطينية الحصول على موافقة ست دول للتصويت مع قرار عضوية فلسطين في مجلس الامن وتذهب المساعي الى مشاورات للحصول على تصويت دول كل من البوسنة والغابون ونيجيريا وكولومبيا (وهي البلد الوحيد في جنوب اميركا لم تحصل فلسطين على دعمها).
وقال عريقات: “لقد اخبرنا الأمين العام للأمم المتحدة أن التأجيل والتأخير في عملية التصويت على طلب العضوية لفلسطين هو مقصود ومفاده الضغط على الدول الاعضاء لمنع إنجاز الطلب.. ولكننا سنواجه الموضوع أمام الرأي العام”. وأضاف عريقات: “الدول اليوم لا تفكر بقضية فلسطين كما كانت تفكر في السابق. فالبوسنة والهرسك وكرواتيا لطالما كانت تربطها علاقات وطيدة بمنظمة التحرير الفلسطينية لكنهم اليوم يسعون الى الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الاوروبي وهذا يسلط الضوء على الطريقة التي تقلبت فيها التوجهات السياسية والاخلاقية للدول ومطامعها”.
دولة مراقبة هو خيارنا الأخير
من ناحية أخرى، أشار عريقات الى أن الخيار الاخير أمام منظمة التحرير الفلسطينية في حال استخدام الدول الدائمة العضوية لحق النقض “الفيتو” ضد مشروع عضوية فلسطين في مجلس الأمن الى التصويت على الاعتراف بفلسطين كدولة لكن بلا عضوية.
وهذا التشريع يمنح فلسطين الحق في المشاركة في المحافل الدولية وربما حتى المقدرة على السعي المطالبة بمعاقبة اسرائيل دوليا في ما يتعلق بالجرائم الانسانية التي تطال الشعب الفلسطيني.
ومن القضايا الاساسية التي تناولها اللقاء الحديث حول جدوى الاستمرار في المفاوضات في ظل الطابع الحيادي لـ”عملية السلام”. وفي هذا السياق، قال عريقات “الغاية الأساسية يجب ان تتمركز حول القيام بكل ما يتطلب الامر من مساع لابقاء الفلسطينيين على أرضهم في ظل استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات غير القانونية”. واضاف: “اتفاقات اوسلو في العام 1993 كان من شأنها أن تبعث السلام والأمن ولكنها انتقدت أداء اسرائيل في عدم التقيد بالتزاماتها وخرقها لبنود الاتفاقية”.
وحول كيفية دعم العرب الاميركيين في أميركا لقضية فلسطين قال عريقات: “المشكلة في النشطاء في اميركا انهم يعملون مستقلين في مجموعات صغيرة، ولكن كل انواع الدعم وحملات التوعية التي يقومون بها تساعد القضية الفلسطينية بلا شك. ولكن اذا أصبح هؤلاء النشطاء أكثر تنظيماً وتوحداً فهذا سوف يخلق لهم ثقلاً سياسيا حقيقيا على الارض”.
مواطن أميركي يعتذر للفلسطينيين
وأثناء اللقاء اعتلى احد المدعوين، ويدعى رودني بنتز، المنصة وقدم اعتذاره من عريقات كمواطن اميركي يدعم المقاطعة وقال: “أشعر بالخجل وقد فكرت جدياً في التنازل عن جنسيتي الاميركية وذلك بسبب المواقف غير الأخلاقية لأميركا التي لم تتخذ يوما موقفاً صريحاً حيال القضية الفلسطينية”.
ومن ناحيته، شكر عريقات بنتز على موقفه الشجاع، وقال له: “احتفظ بجنسيتك الاميركية واستمر بالعمل على رفع مستوى الوعي بين الأميركيين”.
وقدم الأب جورج شلهوب هدية رمزية من السيراميك تمثل السيدة العذراء نيابة عن المجتمعات العربية الاميركية المسيحية والاسلامية. كما وافق عريقات على استضافته في برنامج “فلاش بوينت”، مع المذيع التلفزيوني في “القناة الرابعة”، ديفين سكيليان المقرر عرضه نهار الأحد 30 تشرين الأول (اكتوبر) الساعة العاشرة صباحاً.
لقاء إذاعي مع الزميل وليم سلايطة
وفي لقاء إذاعي مع الزميل وليم سلايطة، أورد عريقات أمثلة على العديد من المؤتمرات والندوات والبرامج التلفزيونية والإذاعية والمقالات الصحافية والنشاطات شبه اليومية، الفكرية والثقافية والسياسية، التي تتبناها الجامعات والمعاهد الأميركية لبحث وتحليل وتسليط الأضواء على الصراع العربي-الإسرائيلي، مشيرا إلى مبادرات الجاليات العربية الأميركية والمراكز التابعة لها والتواصل التي تجريه مع أفراد المجتمع الأميركي بشرائحه المتعددة والمختلفة.
وأكد أن لعدالة القضية الفلسطينية، بالرغم من الإساءات والمعلومات الخاطئة والمشوهة التي يتم تدوالها في المجتمع الأميركي عن العرب والمسلمين، مؤيديها من الأميركيين الذين يتفهمون المواقف العربية ويدعمون الحقوق الإنسانية للفلسطينيين، وأن مثل هذا التحول الإيجابي يأتي كنتيجة لجهود ومبادرات أفراد ومؤسسات الجاليات العربية الأميركية دور مهم في هذه المسألة.
يصحح ما أوردته صحيفة “يو أس أي توداي”
وردا على ما أوردته صحيفة “يو أس أي توداي” الأميركية من تصريحات لعريقات جاء فيها “إنه من الأفضل على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي أن يكونا منفصلين، ولن نسمح بوجود اليهود في الدولة الفلسطينية المنتظرة”، نفى عريقات صحة هذه الأقوال وقال إنها جاءت “في سياق الحديث عن المستوطنات ووجود الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، كما أنها وردت في إطار ربط الجانب الفلسطيني وبقاء القوات الإسرائيلية والتوطين في أراضي الدولة الفلسطينية المستقبيلية”، وأكد لسلايطة “أنه تم تشويه وتحريف هذه التصريحات من أجل استغلالها من قبل اجتماعات مجلس الأمن، الشهر الماضي”.
وفيما يخص موضوع الاعتراف بدولة يهودية إلى جانب الدولة الفلسطينية وصف عريقات هذا الطرح من قبل الإسرائيليين بـ”الخطير”، مؤكدا أنه لم يكن موجودا في السابق ولم يتم التطرق إليه خلال المفاوضات السابقة، كما أن الإسرائيليين لم يطلبوا من المفاوضين الفلسطينيين وقتها الاعتراف بيهودية الدولة حين تم التوقيع على المعاهدات. وأضاف “هذا لن يبحث قبل أن يتم حل الصراع العربي الإسرائيلي بجميع جوانبه.. إذ أن هناك أكثر من عشرين بالمئة يعيشون في إسرائيل من الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ودورزا، ونحن لن نقوم بإي إجراء من شأنه تهديد الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية لهذه الأقليات الموجودة هناك”.
ونوه عريقات إلى حقيقة أن الاعتراف بدولة يهودية سيلغي قرار حق العودة للشعب الفلسطيني.
إسرائيل تحول دون إقامة دولة فلسطينية
وشرح السفير عريقات خلال اللقاء موضوع طلب العضوية في الأمم المتحدة ووصفه أنه بمثابة رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي وإلى الولايات المتحدة الأميركية بأن سياسة الأمر الواقع التي تمارسها إسرائيل بفرض الحقائق على الأرض مثل بناء المستوطنات وسرقة الأرض وتفريغ القدس من أهلها وهدم المنازل وبناء الجدار العنصري.. كل هذه السياسات تفرضها إسرائيل من أجل الحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية.
أضاف: “هذه السياسات الاسرائيلية العنصرية لا يمكن قبول استمرارها دون أن يكون هناك نتائج كان منها ذهابنا إلى الأمم المتحدة لإدراكنا أن مسار التفاوض الذي بدأ منذ العام 1991 في مؤتمر مدريد لم يؤد إلى أية نتائج فالاحتلال لم ينته والدولة الفلسطينية لم تر النور، وإسرائيل مستمرة في خداع العالم وإيهامه أنه تريد السلام. وبالتالي كان ذهابنا إلى الأمم المتحدة خيارا ونهجا بديلا، وقد آن الأوان للأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية والقانونية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وشدد عريقات على أن الفلسطينيين ذهبوا إلى الأمم المتحدة رغم تهديدات الأميركيين بقطع الدعم المالي الذي يقدر بـ22 بالمئة من ميزانية اليونسكو السنوية، واعتبر تصرف الولايات المتحدة تصرفا غير حكيم سيؤدي بدوره إلى نتائج سلبية وسيظهر أميركا بالدولة الضعيفة ويفقدها تأثيرها في الكثير من مناطق العالم نتيجة فقدانها لدورها في “اليونسكو”.
دور الولايات المتحدة
وردا على سؤال طرحه سلايطة حول خطاب المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة التي حذرت من ترشيح فلسطين للحصول على عضوية الأمم المتحدة لن يدفع بعملية السلام إلى الأمام، أجاب عريقات بالقول “نحن نختلف كليا مع الموقف الأميركي في هذا الخصوص، ونسأل أين المفاوضات؟ وأيضا هل تتبنى الولايات المتحدة مثل هذا الموقف عن قناعة ورؤية سياسية أو بسبب الضغوط التي تتعرض لها من قبل إسرائيل؟”. وتساءل عريقات هل هذا الموقف يثبت أن أميركا تقف إلى جانب الشعوب وحقها في تقرير مصيرها؟
جدير بالذكر، أن السفير عريقات قد أمضى اربعة أيام في منطقة ديترويت التقى خلالها بمجموعة من شخصيات الجالية، وتحدث في ندوة نظمها “نادي الطلبة العرب” حول آخر المستجدات التي تمر بها القضية الفلسطينية إضافة إلى الحديث عن ربيع الثورات العربي.
Leave a Reply