نيويورك – رغم تساقط الثلوج على المخيّم في ساحة “زوكوتي” في وسط نيويورك، أكد المشاركون في اعتصام “احتلوا وول ستريت” أن الثلوج والاعتقالات وعنف الشرطة لن تثنيهم عن مواصلة الاحتجاجات. وتظاهر ناشطو حركة “احتلوا وول ستريت” أمام وزارة الخزانة الأميركية، ثم أمام البيت الأبيض” في واشنطن تحت الأمطار، ثم الثلوج، التي هطلت قبل الأوان على مخيمهم.
وكتب المتظاهرون عند مدخل مخيمهم الأساسي في نيويورك، الذي أقاموه منذ السابع عشر من أيلول (سبتمبر) في ساحة زوكوتي في مانهاتن “ثلوج؟ أي ثلوج؟ يجب أن أهتمّ ببلدي”، بينما هبّ هواء بارد على المكان. وكما أعلنت الأرصاد الجوية، تواجه نيويورك أولى العواصف الثلجية في الموسم الجديد في حدث تاريخي، بما أن المدينة لم تشهد تساقطًا للثلوج في تشرين الأول (أكتوبر) منذ 135 عاما. ومن حيث المبدأ، الخيام ممنوعة في حدائق نيويورك، التي وجّهت شرطتها إنذارات مرات عدة إلى المحتجين. لكن مع وصول البرد والثلوج، أبقوا على خيامهم معتمدين على رعاية مالك الموقع.
وتظاهر مئات المعارضين للنظام المالي الأميركي وسطوة الشركات الكبرى والبنوك السبت الماضي امام وزارة الخزانة الاميركية، وأمام البيت الابيض تحت الامطار ثم الثلوج للمطالبة لفرض رسوم على المصارف الكبرى. وتوجه مؤيدو حركة “لنحتل دي سي”، (العاصمة واشنطن) الذين يقيمون مخيم اعتصام منذ اسابيع في العاصمة الفدرالية الى مخيم آخر اقاموه قرب البيت الابيض وامام وزارة الخزانة. ورددوا هتافات من بينها “روبن هود كان محقا وعلينا ان نفرض ضرائب على الاغنياء”، ملمحين الى الرسوم التي يطالبون بفرضها على المصارف الكبرى.
وفي غرب البلاد، اعتقلت الشرطة الأميركية في وقت سابق، يوم الجمعة الماضي، في سان دييغو بولاية كاليفورنيا أكثر من ستين ناشطا من حركة “احتلوا وول ستريت”، وأخلت مخيما كان أنصار الحركة معتصمين فيه.
وقال الناطق باسم شرطة المدينة ديفيد ستافورد إن الشرطة أوقفت 51 شخصا كانوا يعتصمون أمام بلدية سان دييغو منذ ثلاثة أسابيع، كما أوقفت 11 آخرين في حديقة مجاورة. وجاءت عملية إخلاء المعتصمين في سان دييغو بعد ثلاثة أيام من الصدامات بين الشرطة وناشطين من الحركة نفسها في مدينة أوكلاند قرب سان فرنسيسكو، أسفرت عن إصابة شخص واحد بجروح خطيرة، وشهدت أوكلاند إضرابا واحتجاجات خلال منتصف الأسبوع المنصرم احتجاجاً على قسوة الشرطة.
وتؤكد شرطة سان دييغو أنها تلقت في الأسابيع الثلاثة الماضية “عدة شكاوى” بشأن المخيم، تدين “ظروفه الصحية السيئة وانتشار المخدرات فيه وتراكم النفايات”!. وتدخلت الشرطة، بشكل مماثل ضد المحتجين، في عدة مدن منها شيكاغو وأتلانتا وناشفيل ونيويورك، وأسفرت هذه التدخلات عن إصابة واعتقال المئات من النشطاء.
Leave a Reply