منذ انطلاقها قبل ما يزيد عن ربع قرن، دأبت صحيفة “صدى الوطن” على تشجيع أبناء الجالية العربية على المشاركة في جميع الانتخابات المحلية والوطنية، وذلك بهدف تفعيل الصوت الانتخابي العربي وإدراجه في اللعبة الديمقراطية بما يضمن مصالح العرب الأميركيين في كل المجالات الممكنة، كما تعاونت الصحيفة مع “اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي” (أيباك) منذ تأسيسها عام 1998 في سياق توضيح القضايا المتعلقة بالمسائل الانتخابية، بشكل يساعد الناخب العربي على اتخاذ القرار المناسب لحماية وجوده ومصالحه ومستقبل أبنائه.
وتود “صدى الوطن” التأكيد على أن الأزمة الاقتصادية التي بدأت آثارها تظهر منذ العام 2008، والتي أخذت تأثيراتها المباشرة تبدو واضحة للعيان، على شكل اقتطاعات كبيرة ومؤلمة في الميزانيات المالية لمعظم المؤسسات والدوائر الحكومية والرسمية، تجعل من الانتخابات القادمة، يوم الثلاثاء الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، محطة شديدة الأهمية والحساسية، لأن نتائجها المباشرة ستظهر في حياة الناس وأحوالهم المعيشية وتمس في مستقبل أبنائهم لناحيتي التعليم والسلامة العامة.
وبالتالي فإن انخراط أبناء جاليتنا في هذه الانتخابات هام وحيوي، ودوافعه تتخطى هذه المرة مجرد إبراز الصوت العربي وتمثيله السياسي في منطقتنا، لا سيما وأن الورقة الانتخابية تتضمن استفتاءات على فرض مزيد من الضرائب لسد العجز الحاصل في ميزانية مدينة ديربورن، وفرض ضرائب لصالح تمويل المكتبات العامة لتفادي إغلاقها، إضافة إلى اقتراح بإلغاء “مفوضية الخدمة المدنية”. ولا شك أنه لهذه الاستفتاءات في حال إقرارها ستثقل كاهل المواطنين بمزيد من الالتزمات المالية.. والتي لن تؤدي بأي حال إلى ضمان بقاء الخدمات المدنية وخدمات الأمن والسلامة العامة في مستواها الحالي.
وقد كانت هذه المواضيع الشغل الشاغل لأعضاء “أيباك” خلال الفترة السابقة عبر عقد اجتماعات متكررة ومناقشات حامية للتوصل إلى موقف من هذه الاستفتاءات يضمن بالدرجة الأولى مصالح الناس ويضع المسؤولين الرسميين أمام مسؤلياتهم والتحديات التي تواجههم، وتجعلهم يفكرون بطرق أخرى لحل المسائل المالية المستعصية، بدل اللجوء إلى جيوب الناس ومطالبتهم بمزيد من الضرائب، بحيث يبدو المواطن وكأنه “الحلقة الأضعف” في هذه المعمعة.
وتحث “صدى الوطن” أبناء الجالية العربية على عدم تجاهل اليوم الانتخابي والاستهانة بصناديق الاقتراع، وتدعوهم إلى اعتماد خيارات “أيباك” والتصويت بـ”لا” على الاستفتاء الأول الذي يقترح زيادة ضريبة (ميليج) لموازنة بلدية ديربورن، والتصويت بـ”لا” على زيادة ضريبة “ميليج” لتمويل المكتبات العامة، والتصويت بـ”لا” على إلغاء “مفوضية الخدمة المدنية”.
وتحثهم في الوقت نفسه على الإدلاء بأصواتهم لمرشحيْ المجلس التربوي في مدينة ديربورن جوزيف غايدو وروكسان ماكدونالد الذين يتفهمان خصائص الجالية العربية ويدركان طبيعة المشكلات التي قد تعترضهما، آخذين بعين الاعتبار أن عدد الطلاب العرب في مدينتنا يبلغ الـ12 ألف طالب من أصل 18 ألف طالب، من دون أن يعني ذلك أي تجاهل أو تساهل مع مستقبل الطلاب غير العرب الذين يشكلون مع زملائهم العرب أولوية قصوى بالنسبة لنا، فهم الذين سيصنعون مستقبل هذه المدينة، والذي سيكون زاهرا ومشرقا بلا أدنى شك.
كما تحث “صدى الوطن” أبناء الجالية على التصويت لمرشحة المجلس البلدي لمدينة ديربورن هايتس كاثلين عبدالحق، التي تعد بطرح أفكار مبتكرة لحل المشاكل التي يعاني منها المجلس، والتي ستطالب بلدية مدينتها بمزيد من الشفافية والمصداقية في عملها.
ونود التأكيد من باب الحرص والالتزام بمصالح الجالية العربية، أن الإقبال على صناديق الاقتراع كان ضئيلا خلال السنوات السابقة، ونفهم أن لبعض الناس مشاغلهم وأعمالهم، ولكن هذه المرة ليست كغيرها، لأن تأثيرها سيكون مباشرا على الناس، ومن هذا المنطلق نرجو أن يكون الجميع بمستوى المسؤولية وأن يذهبوا إلى المراكز الانتخابية، وسوف يدركون بالتأكيد أن تخصيص ساعة من وقتهم للمشاركة في تلك الانتخابات سيحمي مصالحهم ومستقبل أبنائهم لسنوات.
أيها الناخب.. لا تستهن بصوتك، فهو يصنع الفرق!
Leave a Reply