انتشرت في الحي إشاعة مفادها أن الحقيبة التي يحملها قحطان المجنون مليئة بالأموال، وتحسنت حالته. الكل أصبح يحبه. الكل يدعوه إلى العشاء وتناول الشاي. وجد التقدير والاحترام، ولم يعد يسمع كلمة مجنون كما في السابق. ولم يعد يتعرض للإهانات عندما كان يسير بين الأزقة وبين المحلات التجارية ويرميه أولاد الحارة بالأحجار، ويضحك عليه كل من في السوق.
بعدما رأى اهتمامهم بالحقيبة تمسك بها، وأصبحت ترافقه في كل مكان وكلما سألوه عن ما بداخل الحقيبة يقول:عزّي في هذه الحقيبة، ولو فقدتها فقدت عزّي!
الكل يمسك بالحقيبة زاعماً المساعدة في حملها والنية كانت تحسـس ما بدخلها. كانوا يجدونها ثقيلة، فتزداد الإشاعات ويزداد السباق على إكرامه وكسب مودته.
تنازعوا عليه ذات يوم، عندما دخل السوق. الكل يريده أن يأتي إليه. تجاذبوه وضاع بينهم. سقطت الحقيبة وانفتحت. انهال التراب الذي بداخلها على الأرض..
جثا المجنون على ركبتيه، وأخذ يحثو التراب على رأسه ويقول: ضاعت عزتي.. ضاعت عزتي!
تبادلوا النظرات فيما بينهم وطأطأوا رؤوسهم خجلين.
Leave a Reply