التوتر الإيراني-الخليجي يتصاعد
عواصم – مع اقتراب موعد إنسحاب الجيش الأميركي من العراق، رسمت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بهدوء خططاً واضحة لتوفير حليف “مفتاح” في الخليج عبر تزويده بالآلاف من القنابل المتطورة “الخارقة للتحصينات” وغيرها من الذخائر، وذلك كجزء من جهود الولايات المتحدة الساعية لبناء “تحالف إقليمي لمواجهة إيران”. وفي موازاة الطموحات الأميركية تزداد وتيرة التشنج في العلاقات الخليجية-الإيرانية عى خلفية اتهامات متبادلة بالتجسس وخلق شبكات تخريبية.
خليج معسكر
هي صفقة تقترحها الولايات المتحدة على الإمارات من المرجح أن توسع من القدرات الحالية للقوة الجوية في هذا البلد الخليجي بشكل كبير، وذلك لاستهداف المنشآت الايرانية الثابتة، التي يمكن أن تشمل المخابئ والأنفاق. اما الحزمة “العسكرية” المقترحة للإمارات فمن المتوقع أن تقدم رسمياً الى الكونغرس في الأيام المقبلة ليأذن ببيع ما يصل الى 4900 قنبـلة ذكية بالإضافة الى أنظمة أسلحة أخرى.
وتظهر الخطوة عزم إدارة أوباما على إبقاء إيران في دائرة الاختبار، لأنها “تناضل” من أجل استقطاب الدعم الأممي الكافي لاستصدار عقوبات جديدة، خصوصاً بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي والذي خلص الى ان طهران تطور التقنيات اللازمة لإنتاج سلاح نووي.
وتعكس هذه الصفقة تركيز إدارة أوباما على مواجهة إيران بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام، بالرغم من تأكيد بعض المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية ان الولايات المتحدة ستترك حوالي 40 الف جندي في المنطقة بعد الانسحاب.
صفقات السلاح الأخيرة بين الخليج وأميركا شملت رقما قياسيا بلغ 60 مليار دولار كخطة لبيع السعودية طائرات متطورة من طراز “اف 15″، بالإضافة الى الذخائر القوية الأخرى. كذلك، أخبر “البنتاغون” الكونغرس مؤخراً عن خطط لبيع صواريخ “ستينغر” وصواريخ “جو-جو” متوسطة المدى لسلطنة عمان. وقد سعت الولايات المتحدة أيضاً لبناء أنظمة للدفاع الصاروخي في المنطقة، بهدف بناء شبكة متكاملة للدفاع ضد الصواريخ الايرانية البالستية القصيرة والمتوسطة المدى.
توتر
وفي سياق التوتر في منطقة الخليج الموازي للانسحاب الأميركي من العراق، نفت الكويت أن يكون مواطناها اللذان اعتقلا في ايران جاسوسين مؤكدة أنهما يعملان لمصلحة قناة تلفزيونية، وقد دخلا الجمهورية الاسلامية بموجب تأشيرة. واعتقل المواطنان الكويتيان في عبادان جنوب غرب ايران بتهمة التجسس، كما اعلن حاكم المدينة بحسب ما نقل عنه تلفزيون “العالم” الايراني الناطق بالعربية. وقال الحاكم بهرم الخاص زادة “اعتقل كويتيان وفي حوزتهما معدات للتجسس”.
من جانبها، أشادت وزارة الخارجية البحرينية بتعاون الأجهزة الأمنية البحرينية والقطرية، والذي “كشف” أمر الخلية الإرهابية وهو “ما يعكس الإحساس العميق بوشائج الاخوة والتضامن التي تربط البلدين والتساند والتكاتف امام التحديات”.
وقالت وزارة الخارجية في بيان نقلته وكالة الانباء البحرينية، إن كشف الخلية الإرهابية “يدل دلالة واضحة على دور الحرس الثوري الايراني في زعزعة الأمن والاستقرار بدول مجلس التعاون، وذلك بإنشاء خلايا ارهابية نائمة في مختلف دوله”.
الى ذلك رفضت إيران اتهامات السلطات البحرينية بارتباطها بمجموعة من البحرينيين تحضر لاعتداءات في المملكة معتبرة أنها “لا أساس لها من الصحة”.
واتهمت البحرين إيران بالتحريض على الاضطرابات والضلوع في عمليات تجسس والتخطيط لهجمات، إلا أن ايران نفت تلك الاتهامات وقالت إن جارتها أصبحت “معادية لإيران”.
وكانت السعودية بدورها اتهمت ايران مؤخراً بأنها وراء الاضطرابات في المنطقة الشمالية الشرقية من المملكة. كما حملت السعودية ايران مسوؤلية المخطط المفترض، الذي كشفت عنه الولايات المتحدة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن.
Leave a Reply