توكل كرمان تطالب بتجميد أرصدة الرئيس صالح وإحالته إلى محكمة الجنايات الدولية
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
ملأت اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان صالة الـ”سيفيك سنتر” بالطاقة والحماسة الثورية، ونقلت أجواء ميدان التغيير اليمني في العاصمة اليمنية صنعاء إلى مدينة ديربورن، حين استعادت شعارات الثورة اليمنية التي رددها وراءها آلاف اليمنيين الأميركيين:
صامد أنا في ثورتي/ صامد وعهدي من حديد/ حيوا الصدور العارية/ حيوا الأدياي العالية/ نضال سلمي يا شباب/ حتى سقوط الطاغية.
وكانت كرمان قد لبت مساء الأحد الماضي زيارة الجالية اليمنية في مدينة ديربورن، بدعوة من “لجنة المساندة الشعبية للثورة اليمنية” و”جامعة ميشيغن-فرع آناربر”، حيث التقت بفعاليات متعددة وعقدت مؤتمرا صحفيا أعادت فيه التأكيد على ثوابت الثورة اليمنية السلمية وتطورات الأحداث السياسية في اليمن.
وقالت كرمان أمام ما يزيد عن 2500 شخص استقبلوها وقوفا ومصفقين لها بحرارة: “إن جائزة نوبل التي حصلت عليها هي جائزة الشعب اليمني الذي أثبت مسؤوليته ورقيه والتزامه بسلمية الثورة في معركة الحرية والكرامة والعدالة من أجل إنشاء الدولة المدنية الحديثة”. وأكدت أن الثورة اليمنية ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح قد انطلقت منذ سنوات، وليس فقط منذ تسعة أشهر، وأنها سوف تستمر حتى إسقاط النظام ومحاكمة رموزه. وقالت: “إن الشعب هو مصدر السلطات ويجب أن تعود السلطة إليه”.
وفي معرض إطرائها لأحوال الجالية اليمنية في الولايات المتحدة، تساءلت كرمان: ما الذي ينقص 21 مليون يمني، وكذلك جميع سكان العالم العربي، أن يعيشوا داخل أوطانهم بحرية وكرامة ولهم حقوق في التعلم والصحة والعمل. وأضافت قائلة: “بسبب هذا الأمر.. كانت الثورة اليمنية ثورة ضد الجهل والتخلف وانتهاكات حقوق الإنسان وحقوق المرأة.. إنها ثورة من أجل أن يكون وطننا عضوا صالحا في القرية الكونية”.
وطالبت كرمان أبناء الجالية اليمنية في الولايات المتحدة ألا يدخروا جهدا إلا ويبذلونه في سبيل دعم ثورة الشباب “الذين يعيشون في الخيام تحت الشمس والبرد والمطر وينامون على الأرصفة.. لأنهم يعلمون أن طريق الحرية يجب أن يبدأ بالآلام”.
وفي السياق ذاته، أضافت “إن إخوانكم شقوا طريق الحرية واستطاعوا أن يصلوا إلى آخر الطريق، ولم يبق أمامهم إلا شيئا واحدا وهو إسقاط النظام الحاكم الذي لم يبق معه سوى مربع صغير، فيما يحكم الثوار معظم المناطق اليمنية”.
وشجبت كرمان أعمال القتل والتنكيل التي يقوم بها النظام اليمني، والتي كان آخرها قتل عدة نساء يمنيات.
ووعدت كرمان بمتابعة النضال السلمي، وقالت “إن خيمتي ماتزال في ساحة التغيير، وكنت قطعت وعدا على نفسي بألا أغادرها وألا أترك رفاقي، ولكنني وقد فعلت ذلك.. فلكي أطالب المجتمع الدولي بنزع الشرعية عن نظام عبدالله صالح، ولكي أقول للعالم أجمع.. يكفيكم صمتا”.
وأدانت في كلمتها صمت المجتمع الدولي وتواطؤه مع نظام صالح، وطالبته “بتجميد أموال الرئيس صالح، والعمل على إحالته إلى محكمة الجنايات الدولية كي يحاكم كمجرم حرب”.
مفتاح مدينة ديربورن لكرمان
وسلم رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي مفتاح مدينة ديربورن وقال في معرض تكريمها: “إنها لحظة رائعة أن تستضيف مدينة ديربورن شخصية عالمية مثل كرمان.. التي أثبتت أنها نموذج للمرأة القادرة على إنجاز أي شيء”.
وأشاد أورايلي بصلابة وإصرار كرمان التي “عملت كصحفية وكقائدة وكزوجة لمواجهة كل المصاعب في سبيل إحقاق الحق”.
كما تم عرض مقاطع من شريط وثائقي بعنوان “جمعة الكرامة” تضمن حقائق وصورا “عما اقترفته يد الإجرام في في يوم الجمعة الموافق 18 آذار (مارس) والذي اعتبره معدو الشريط بأنه “اليوم الذي غيّر صورة اليمن إلى الأبد”.
كما ألقى الناشط علي بلعيد قصيدة باللهجة اليمنية امتدح فيها كرمان ولقبها بـ”بلقيس الثورة اليمنية”.
لقطات
– لعدة مرات كان الحاضرون يقاطعون كلمة كرمان ويهتفون بحماسة: الشعب يريد إسقاط النظام. وفي كل مرة كان أحد اليمنيين يعارضهم ويهتف لوحده بين عدة آلاف: الشعب يريد عبدالله صالح، حتى جاء أحد رجال الأمن وأخرجه خارج الصالة.
– في المؤتمر الصحفي، وجهت صحيفة “صدى الوطن” سؤالا لكرمان حول ما تناقلته وسائل إعلام متعددة، عن صحة تهديد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لكرمان عبر مكالمة هاتفية جرت بينهما. وفي الرد قالت كرمان: إن الرئيس صالح اتصل بأخي وقام بتهديده.
وسألت “صدى الوطن” ثانية: هل اتصل بك الرئيس صالح؟
وأجابت: نعم.. لقد اتصل بي، ولكن ذلك الاتصال كان قبل اندلاع الثورة..
ولم يسنح الوقت لكرمان للإجابة على السؤال الأخير الذي وعدت بالإجابة عليه لاحقا. وكان السؤال: لماذا اتصل بك الرئيس وقتها.. طالما أن أعمال الاحتجاج لم تكن قد انطلقت؟ وماذا كان مضمون المكالمة؟
– علمت “صدى الوطن” أن بعض الناشطين اليمنيين الموالين لنظام علي عبدالله صالح قد قاموا بمحاولات لتعطيل زيارة كرمان إلى مدينة ديربورن.. عبر أساليب متعددة، ولكنهم فشلوا في ذلك.
– لاحظت “صدى الوطن” مدى الترحيب الحار وغير المسبوق من قبل أبناء الجالية اليمنية لكرمان، لدرجة أن الكثيرين كانوا يصفونها بأنها “رئيستنا القادمة”.
Leave a Reply