بغداد – قام نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع الماضي، بزيارة إلى العراق لـ”الاحتفاء بنهاية الوجود العسكري الأميركي”، في وقت أفاد نائبان عراقيان أن البرلمان العراقي يعتزم إكمال قراءة مشروع اتفاقية للتعاون الأمني والعسكري مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما أعلن السفير الأميركي لدى بغداد جيمس جيفري أن بلاده ستنفق ستة مليارات دولار في العراق العام المقبل، مع التأكيد على الانسحاب الكامل في نهاية العام الحالي. وتأتي هذه التحركات لتثبيت النفوذ الأميركي في بلاد الرافدين عشية الانسحاب المزمع من العراق مع حلول نهاية العام الجاري. واعتبر المراقبون أن زيارة بايدن حملت مطالبات أمنية أميركية بانتظار جواب نوري المالكي عليها في واشنطن في 12 من الشهر الجاري. نقطتان فقط حسمتا في بغداد: لا تغيير في الموقف العراقي من النظام السوري، ولا بديل من تسليم اللبناني موسى دقدوق إلى السلطات في العراق.
وبزيارة بايدن أسدل الأميركيون الستار على تسع سنوات من الحرب على العراق… تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الاحتفال الرمزي إيذاناً بإنهاء الاحتلال والذي شهده قصر الفاو، وهو أحد قصور صدام، في قاعدة “فيكتوري” العسكرية حفلت بعبارات الشكر لما قدّمه الأميركيون من “تضحيات” وما تحقق من “نجاحات”. ولكن الواقع العراقي يخالف رغبة أميركا بالتخلّص من “خزيها”، وما وصفه بايدن والمسؤولون العراقيون في الاحتفال بـ”نقطة الانطلاق نحو الأفق الرحب”، قد تصحّ تسميته بنقطة النهاية في الصفحة العراقية المروّعة، التي سطّرها الأميركيون بمئات آلاف القتلى والمعوّقين والأرامل وشتىّ صنوف الترويع والنهب، والتدمير الكامل لمختلف أوجه الدولة والثقافة والتاريخ.
Leave a Reply