الجمش: لا أريد اللجوء إلى المحاكم لكي لا أسيء إلى مسجد أو رجل دين
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
لمدة عشر سنوات حلم اليمني محمد الجمش بأداء فريضة الحج، وعندما عزم العقد على زيارة الأراضي المقدسة مع عائلته هذا العام، وقع ما لم يكن في الحسبان. لم يذهب.. وأكثر من ذلك وقع في دوامة كلفته ما يزيد عن أحد عشر ألف دولار جمعها بالتعب والشقاء طوال سنين.
مثل جميع العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، ذهب محمد إلى أحد مكاتب السفر التي تنظم سفريات خاصة في مواسم الحج، والتي تقدم حزمة خدمات تتضمن بالإضافة إلى تأمين الرحلات، توفير تأشيرات الدخول إلى السعودية وحجز أماكن الإقامة فضلا عن وجود مرشد يقود الحجاج ويساعدهم على تأدية الطقوس.. ألخ.
ومعظم الناس، في مثل هذه الحالة، يفضلون الذهاب، مع عائلاتهم وأولادهم، ويفضلون اللجوء إلى هذه المكاتب المختصة، التي غالبا ما يديرها أو يشرف عليها شيوخ وأئمة مساجد.
الحج لمن استطاع إليه سبيلا
وقصد محمد مكتب شركة “عزازي” للسفريات ووكليها الشيخ صابر الكيلاني إمام مسجد دار السلام (سابقا) في مدينة ديربورن، ودفع له مبلغ 10,500 دولار، كأجور سفر العائلة الى الحج.
ويقول محمد: وبعدها بثلاثة أيام طالبني الشيخ بدفع مبلغ إضافي، فقمت بدفع مبلغ 275 دولارا لكل واحد (825 دولارا) بثلاثة شيكات مصرفية لحساب شركة “سينا” للسفريات، ولا أعرف ما علاقتها بشركة “عزازي” للسفريات.
ولم تنته القصة هنا، إذ عاد الشيخ صابر وطالب محمد بدفع مبلغ ثالث قيمته 988 دولارا مقابل حجز رحلة لثلاثة أشخاص من ديترويت إلى العاصمة واشنطن، فقام محمد بدفعها أيضا. حيث كان من المقرر أن تلتحق عائلة محمد بسبع عائلات أخرى، ليسافروا مجتمعين في رحلة واحدة إلى المدينة المنورة.
الخطة تغيرت
ويتابع محمد: “بعد يومين اتصل بي الشيخ وأخبرني أن رحلتي قد تغيرت وأنه نقلني إلى رحلة أخرى على الخطوط الأردنية، وقال لي.. أنه يجب علي وعلى عائلتي أن نسافر منفردين على طريق شيكاغو”.
وأضاف: “لم أوافق على ذلك وطالبته بإعادة المبالغ التي دفعتها له، فوعدني بإرجاعها بعد يومين أو ثلاثة، وبالفعل أعاد لي جوازات السفر مع سائق الباص الذي أوصل الحجاج إلى المطار، ولكنه لم يعد لي الأموال التي دفعتها”..
وقام محمد بمراجعة إدارة مسجد السلام فقالوا له –حسب روايته- أن الشيخ سافر وأنهم لا يعرفون شيئا عن هذا الموضوع.
ويعلق محمد على هذه الفكرة بالقول: “قلت لهم لماذا تفتحون له مكتبا في المسجد إذن؟ ومن سأراجع”؟
وقال: أنا لا أريد الذهاب إلى المحاكم لكي لا أسيء إلى سمعة المسجد..
خلطبيطة
صرت تحت الأمر الواقع –يقول محمد- وبدلا من أن أفقد الأموال التي دفعتها نويت السفر عن طريق شيكاغو، فذهبت إلى المطار وليس معي أية وثيقة تثبت أن لي ولعائلتي حجزا لرحلة من ديترويت إلى شيكاغو.
و”لدى التدقيق وطلب المساعدة من العاملين في استعلامات المطار تبين لهم أن لنا حجزا بالفعل من شيكاغو إلى العاصمة المصرية القاهرة فقط، وليس إلى المدينة المنورة كما كان الاتفاق”. وقد قام محمد، بحسب قوله، بشراء ثلاثة تذاكر إلى شيكاغو، و”لكن بعض الأصدقاء نصحوني بعدم الذهاب، خوفا من أن أعلق في القاهرة، أو أن لا يسمحوا لي بدخول السعودية”.
ويقول: “قمت بالاتصال بالخطوط السعودية، وحاولنا عبر جهود كثيفة ومضنية معرفة التفاصيل وانتهت القصة أن اسمي موجود ضمن قوائم المسموح لهم بالدخول إلى السعودية لأداء فريضة الحج، ولكنهم قالوا.. أنه لا توجد تذاكر باسمنا”!
وقام محمد بإرجاع التذاكر التي اشتراها من أجل الرحلة بين ديترويت وشيكاغو.
شيك لحامله!
وفيما يخص الشيك المتعلق بالرحلة من ديترويت إلى واشنطن والذي تبلغ قيمته 998 دولار، كان محمد قد كتب قيمة ذلك المبلغ، من حساب ابنه، فيما كانت خانة الإسم الموجودة في الشيك فارغة.
وبعد أن فقد محمد الأمل بالرحلة، ولدى التدقيق تبين أن الشيك لم يصرف بعد، فطالب ابن محمد موظفي البنك بأن لا يصرفوا هذا الشيك.
واكتشف الابن أن خانة الإسم (التي ملئت لاحقا) في ذلك الشيك تحمل إسم زوجة الشيخ صابر الكيلاني التي قامت بالاتصال بابن محمد وحاولت الاستفسار عن أسباب توقيف صرف ذلك الشيك. ولدى الطلب إليها التعريف عن نفسها من هي ومن تكون وكيف وصل إليها الشيك، قامت بإقفال الخط.
رسالة تظلم
ويوجه محمد الجمش رسالة تظلم إلى شركة الخطوط العربية السعودية-فرع واشنطن، يشرح فيها تفاصيل ما حدث، مثبتا أقواله بالأوراق والإيصالات، ويطالبهم بمساءلة وكيلهم الشيخ صابر الكيلاني، ومساعدته على إرجاع المبالغ التي دفعها.
تجدر الإشارة إلى أن “صدى الوطن” حاولت الاتصال عدة مرات بالهاتفين المنزلي والجوال الخاصين بالشيخ الكيلاني لكنها لم تتلق أي رد.
Leave a Reply