أتلانتا – أعلن هيرمين كاين أحد المرشحين الجمهوريين الأوفر حظاً الجمهوري للسباق الى البيت الابيض السبت تخليه عن مواصلة حملته للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.
وفجر كاين مفاجأته أمام تجمع لناخبيه في مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا، أمام مبنى كان يفترض ان يصبح مقر حملته الانتخابية، “اعلق حملتي للانتخابات الرئاسية بسبب التضليل المستمر الذي يؤلمني ويؤلم عائلتي”.
وشكل تقدم كاين على منافسيه الجمهوريين مفاجأة للمراقبين، حيث يفتقر كاين الى الخبرة في العمل السياسي وهو صاحب سلسلة مطاعم للبيتزا.
وفي خطاب إنسحابه قال كاين الذي اتهم بفضائح جنسية في خطاب استمر نصف الساعة ان “اتهامات باطلة شوهت صدقيتي في تقديم حلول للناس”.
لكن كاين المرشح الاسود الوحيد في صفوف الجمهوريين الذي يخوض السباق الى البيت الابيض اكد انه سيترشح لمسؤوليات سياسية جديدة في المستقبل من دون أن يحددها.
ويتميز كاين عن المرشحين الجمهوريين الآخرين بشخصيته الاعلامية وصراحته وعفويته. وقد تقدم الى الطليعة في استطلاعات الرأي في ايلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) حيث يتعادل مع ميت رومني.
وبدأت متاعب كاين بعيد 30 تشرين الأول مع اول اتهام بالتحرش الجنسي. وقد تحدثت اربع نساء عن قضايا من هذا النوع تورط فيها.
وقد اتهمته احداهن وهي شارون بياليك علناً في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) بالتحرش الجنسي خلال لقاء في تموز (يوليو) 1997 بعدما اتصلت به لمساعدتها على العثور على عمل.
وفي أوج هذه القضية ظهرت سيدة ثانية تدعى كارين كروشار وتعمل في وزارة الخزانة، لتؤكد انها واحدة من سيدتين توصلتا الى تسوية ودية مع كاين في التسعينات بعدما كانت ضحية تحرش جنسي خلال عملها في التجمع الوطني لاصحاب المطاعم الذي كان يرأسه كاين.
ونفى كاين اولا هذه الاتهامات معتبراً أنها تهدف الى تخريب حملته. لكن بعد توضيحات ونفي، اعترف بالتسوية المالية لكنه نفى ان يكون “تصرف بشكل غير لائق مع أي شخص”. وقد اتهم “الآلة الديموقراطية” بالوقوف وراء هذه الاتهامات. وفي الثامن من تشرين الثاني عندما كانت استطلاعات الرأي في مصلحته على الرغم من اخطائه في الرد على اسئلة تتعلق بقضايا دولية، اعلن انه يرفض الانسحاب من السباق للفوز بترشيح الجمهوريين. وقال “هذا لن يحصل لانني افعل ذلك من اجل الشعب الاميركي”. وأضاف المرشح البالغ من العمر 65 عاما “لن نسمح لواشنطن او للسياسيين بانتزاع فرصة تمثيل وقيادة هذه الأمة العظيمة مني”.
وبينما سجل تراجع في نسبة مؤيديه في استطلاعات الرأي، جاءت الضربة القاضية في 28 تشرين الثاني عندما اعلنت جينجر وايت على التلفزيون انها كانت عشيقة كاين السرية في السنوات الـ13 الاخيرة. الا ان المرشح صمد اولا ونفى اي علاقة له بالمرأة واكد مجددا انه سيواصل حملته. لكن في اليوم التالي، اعترف بان الاتهامات تشوش على رسالة ترشحه وقال انه سيعلن ما اذا كان سيواصل الحملة.
وكشف اخر استطلاع للرأي في ولاية ايوا حيث ستجري في الثالث من كانون الثاني (يناير) أول عملية اقتراع في الانتخابات الجمهورية التمهيدية، ان نسبة مؤيديه لا تتجاوز 8 بالمئة مقارنة بـ23 بالمئة في نهاية تشرين الاول.
ويعود انسحاب كاين بالفائدة على نيوت غينغريتش الرئيس السابق لمجلس النواب، حيث يبحث المسيحيون المحافظون عن مرشح يزيح رومني ذا الديانة المورمونية، وقد فشل حاكم تكساس بيري في منافسته رغم حملة إعلامية ضخمة رافقت إعلان ترشحه، كما لم تساعد جذور كاين الإفريقية في جعله بديلا مناسباً. ويستبعد التيار الديني المحافظ دعم المرشح رون بول التيار المحافظ العلماني الداعي لسياسات أميركية تقشفية. فيما لا يملك المرشحون الآخرون قدرة على جذب الناخبين ولاسيما المرشحة المحافظة ميشيل باكمان التي لم تحظ بالقبول رغم قربها من التيار الديني المحافظ.
Leave a Reply