واشنطن – تعرضت ثروات الأسر الأميركية إلى أكبر خسارة فصلية لها في الصيف الماضي منذ أكثر من عامين، حيث تذبذبت الأسواق بشدة، ما أثر سلبا في قيم تلك الثروات، وذلك بالتزامن مع رفع الشركات مستويات السيولة إلى نطاقات قياسية.
هذا وتراجعت ثروات تلك الأسر 4 بالمئة، إلى 57,4 تريليون دولار خلال الربع الممتد من تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر) وذلك وفقا لتقرير، صدر الأسبوع الماضي، من البنك الاحتياطي الفيدرالي، ليكون التراجع الأكبر منذ الفترة المضطربة التي تلت إفلاس “ليمان براذرز” في أيلول عام 2008، بينما كان الانخفاض الفصلي الثاني على التوالي.
وتمثل ثروات الأسر قيمة ما تملكه من أصول مثل المنازل، الحسابات المصرفية، والأسهم مطروحا منها الديون بما فيها الرهون العقارية وبطاقات الائتمان.
ويؤثر انخفاض قيمة الثروات سلبا في الاقتصاد بشكل عام عندما يشعر الناس بأن قيمة ما يملكونه قد تراجعت، أو أن ما بحوزتهم قد تناقص وبالتالي يقومون بخفض إنفاقهم، ومن ثم يتراجع التوسع من قبل الشركات ويقل معدل التوظيف، حيث إن الإنفاق الشخصي في الولايات المتحدة يمثل حوالي ثلثي الناتج الإجمالي المحلي.
وقد أثر تراجع سوق الأسهم سلبا في ثروات الأميركيين وذكرهم بمرارة خسائر عام 2008، حيث تراجع مؤشر “أس آند بي 500” الأوسع نطاقا في وول ستريت 14 بالمئة خلال الربع الثالث منهيا بذلك ارتفاعا دام أربعة أرباع، وذلك بتأثير مباشر من مخاوف أزمة الديون الأوروبية.
كما أن أسعار المنازل لا تزال تحت الضغط أيضا، حيث تراجعت قيمتها 0,6 بالمئة في الربع السابق لتصل إلى 16,1 تريليون دولار بالمقارنة مع 21 تريليون دولار عام 2007 قبل بدء الركود.
وفي نفس الوقت، فإن الشركات قامت بـ”تكديس” مستويات قياسية من السيولة النقدية بلغت 2,1 تريليون دولار مع نهاية الربع الثالث، وهو الأمر الذي يشير إلى مدى التردد في الإنفاق، ويفسر أيضا ضعف معدلات التوظيف التي لا تزال متدنية على الرغم من تراجع معدل البطالة إلى 8,6 بالمئة الشهر الماضي بالمقارنة مع 9 بالمئة في الشهر الذي سبقه.
وأوضح تقرير البنك الفيدرالي أيضا أن متوسط دين الأسرة الأميركية مثل القروض العقارية، قروض السيارات، وبطاقات الائتمان بالإضافة إلى الديون الأخرى بلغ معدل 121 ألف دولار في تلك الفترة.
وتمثل هذه الديون حوالي 119 بالمئة من قيمة ما بحوزة الأميركيين من أموال بعد دفع الضرائب، في حين كانت النسبة عند 135 بالمئة أواخر عام 2007، لكنها في سنوات التسعينيات من القرن الماضي ناهزت حوالي 90 بالمئة.
Leave a Reply