تونس – تحوّل المعارض التاريخي للنظام التونسي المخلوع منصف المرزوقي زعيم حزب “المؤتمر”، إلى أول رئيس جمهورية عربيّ ينتخب بعد انطلاق شعلة الثورات العربية. لكنّ المعارضة المعبّأة ضد تحالف “النهضة” و”التكتل” و”المؤتمر”، سجلت موقفا خلال عملية التصويت في المجلس التأسيسي مقترعة بالأوراق البيضاء تنديدا بما وصف بأنه تقويض للصلاحيات الرئاسية لمصلحة الحكومة التي ستتزعمها “النهضة”. وانتخب المرزوقي (66 عاما)، وهو سجين سياسي سابق وناشط حقوقي ( أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من العام 1997 حتى العام 2000)، بغالبية 153 صوتا مقابل معارضة 3 أصوات وامتناع اثنين عن التصويت و44 ورقة بيضاء من إجمالي 202 عضو يحق لهم التصويت من أصل 217 عضوا في المجلس التأسيسي.
وبعد انتخابه كلف المرزوقي، كما هو متفق عليه سابقاً، الامين العام لحزب “النهضة” الاسلامي حمادي الجبالي بتشكيل الحكومة، ووعد هذا الأخير بتشكيلها سريعاً للتصدي لظرف اقتصادي واجتماعي صعب. وجاء في بيان للرئاسة انه تم تكليف الجبالي “باعتباره مرشح الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي”.
وقالت مصادر سياسية إن تشكيلة الحكومة “لا تزال موضع تشاور” بين الائتلاف الثلاثي صاحب الغالبية في المجلس التأسيسي والمكون من “النهضة” وحزب “المؤتمر” وحزب “التكتل”. وكان الجبالي زار واشنطن بعد الثورة التونسية مع اثنين من القيادات “العصرية” للحركة هما المحاميان نور الدين البحيري وسمير ديلو وهما عضوان في المكتب السياسي لـ”النهضة”. وبحسب الصحافة التونسية فإن المسؤولين الثلاثة اجروا اتصالات “على اعلى مستوى” مع المسؤولين الاميركيين ووجهوا رسائل مطمئنة.
Leave a Reply