دي موينز – في دلالة جديدة على تسابق المرشحين الجمهوريين لنيل رضا إسرائيل، أصر المرشح نيوت غينغريتش في مناظرة أجريت السبت الماضي، على تصريحاته التي أدلى بها قبل يوم ووصف فيها الفلسطينيين بأنهم شعب “تم اختراعه”، في وقت تواصلت الردود الرافضة لما قاله.
وردا على سؤال عن تصريحه الذي أدلى به لقناة أميركية يهودية، قال غينغريتش في مناظرة للمرشحين الجمهوريين السبت بولاية إيوا إن ما قاله صحيح في الواقع، وأضاف أن “أحدا ما يجب أن يملك الشجاعة لقول الحقيقة. إنهم إرهابيون ويعلمون الإرهاب في مدارسهم”. وامتنع المرشحون الخمسة الآخرون عن “الموافقة تماماً” على هذه التصريحات لكنهم أكدوا دعمهم لإسرائيل.
وقال ميت رومني المنافس الرئيسي لغينغريتش “أعتقد أننا نتمتع بالحكمة لدعم حليفتنا إسرائيل وعدم الذهاب أبعد من ذلك معهم”، وأشار إلى أنه لن يقدم على الإدلاء “بكلمات محرضة في مكان أشبه بوعاء يغلي”، متهما غنغريتش بالسعي “لإجراء مفاوضات بدلا عن الإسرائيليين”. أما رون بول المؤيد بشدة لانعزال الولايات المتحدة، فقد رأى أن تصريحات غينغريتش تقود بطبيعتها الولايات المتحدة إلى “مزيد من المتاعب”.
وكان غينغريتش قد صرح في وقت سابق بأن الشعب الفلسطيني “شعب تم اختراعه”، معتبرا أنه يتكون من مجموعات من العرب الذين لم يريدوا الإقامة في مناطق أخرى إبان عهد الإمبراطورية العثمانية. وأضاف “هم من الناحية التاريخية جزء من العرب، وأمامهم فرصة للذهاب إلى العديد من الأماكن، ولعدة دواع سياسية تحملنا هذه الحرب التي يتم شنها على إسرائيل منذ أربعينيات القرن الماضي. إنه أمر مأساوي”(!). وأضاف أن مسيرة السلام المتواصلة بين إسرائيل والفلسطينيين لا تعدو أن تكون مجرد وهم، منتقدا بشدة معاملة الرئيس باراك أوباما للفلسطينيين على قاعدة المساواة مع إسرائيل باعتبارها “مكافأة للإرهاب”.
في المقابل، تواصلت الردود الفلسطينية الرافضة لتصريحات غينغريتش، وكان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض قد أكد أن تصريحاته تمثل إنكارا للحقائق التاريخية. ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التصريحات بأنها “بغيضة” وتمثل “أدنى حد من التفكير يمكن أن يصل إليه أحد”، مؤكدا أن مثل هذه التعليقات من شأنها فقط أن تؤجج دائرة العنف في منطقة الشرق الأوسط.
من البحر إلى النهر!
فلسطينياً، شهدت القدس المحتلة، الأسبوع الماضي، اعتداء جديدا على أحد معالمها التاريخية والدينية العريقة بعدما قامت مجموعة من المستوطنين والمتشددين اليهود بتخريب مسجد عكاشة وكتابة عبارات عنصرية مهينة للعرب على جدرانه، فيما أكدت حركة “حماس” خلال احتفال جماهيري ضخم في غزة لمناسبة الذكرى الـ24 لانطلاقتها، التزامها بالعمل على تحرير فلسطين “من البحر إلى النهر”. وقالت “حماس” في بيان صحافي ان “مئات الالاف احتشدوا في ساحة الكتيبة” غربي مدينة غزة لاحياء هذه الذكرى، تحت شعار “وفاء الاحرار، يا قدس اننا قادمون”. وضم مسرح الحفل مجسما للمسجد الأقصى ولـ”ميدان التحرير” واخر لمدينة سيدي بوزيد في تونس، ومجسما ثالثا لـ”ساحة الشهداء” في ليبيا، التي ترمز لانطلاق الثورات في هذه الدول التي رفعت اعلامها ايضا على منصة الحفل وبين المشاركين. وتخلل الحفل فقرات غنائية احيتها فرقة “الوعد” اللبنانية التي وصلت الى قطاع غزة منذ يومين عبر معبر رفح البري مع الحدود المصرية، خصيصا لاحياء مهرجان انطلاقة “حماس”. وشارك في المهرجان عدد كبير من قادة “حماس” وحكومتها، والقى رئيس وزراء الحكومة المقالة اسماعيل هنية كلمة اكد فيها ان “الكفاح المسلح هو الطريق والخيار الاستراتيجي لتحرير الارض الفلسطينية من البحر الى النهر”.
Leave a Reply