عودة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين
عواصم – شهد الأسبوعان الأخيران تطورات بارزة على الساحة الفلسطينية في مقدمتها فك العزلة السياسية لحكومة “حماس” في قطاع غزة إضافة الى حراك تفاوضي شهدته العاصمة الأردنية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن مفاوضي السلام الفلسطينيين والإسرائيليين سيعقدون محادثاتهم المباشرة يوم الاثنين القادم بالعاصمة الأردنية عمان، في وقت اعتبر فيه مسؤول فلسطيني أن الحديث عن لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “سابق لأوانه”.
وعقد الجانبان أول محادثات عالية المستوى بينهما منذ أكثر من عام في عمان، في اجتماع تم برعاية اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة وأميركا.
وفي سياق متصل، أعرب نمر حمّاد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون السياسية، في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، عن أمله في أن تنفذ إسرائيل ما جرى طرحه خلال لقاء عمان من إجراءاتٍ لبناء الثقة التي كان الرئيس الأميركي باراك أوباما طلبها سابقاً من الجانب الإسرائيلي، وتشمل الإفراج عن أسرى، وإزالة حواجز، ونقل مناطق جديدة إلى السيادة الفلسطينية الكاملة.
وذكر أن ما تم تقديمه إسرائيلياً خلال اللقاء هو نقاط أو ملاحظات على التصورات الفلسطينية حول قضيتيْ الحدود والأمن، لافتاً إلى أن الجانب الفلسطيني وعد بدراسة هذه النقاط والرد عليها خلال اللقاء التشاوري المقبل. وقال حمّاد إن الجانب الإسرائيلي تعهّد أيضاً بدراسة التصورات الفلسطينية بشكل جدي. وكانت معلومات صحفية قد ذكرت أن إسرائيل قدّمت، خلال لقاء عريقات-مولخو، وثيقة تضم 21 مبدأً للعملية السياسية تؤكد المتطلبات الأمنية، بما يشمل الوجود الإسرائيلي الدائم في الأغوار وعدم تحديد سقف زمني للتفاوض بشأن ملف القدس.
هنية في تركيا
وكان رئيس حكومة “حماس” المقالة اسماعيل هنية قد قام، مع نهاية العام الماضي بجولته الإقليمية الأولى منذ العام 2007، حيث زار تركيا والتقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، قبل أن يكرم ضحايا سفينة “مافي مرمرة” ويلتقي بعدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين الذين تم ابعادهم إلى تركيا، ثم زار تونس حيث التقى بقياداتها. وأكد هنية خلال لقاءاته سعيه لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة قبل انتخابات العام 2012، وأشاد بالانتصارات الانتخابية للاسلاميين العرب، معتبرا أن “الربيع العربي” أصبح “ربيعا إسلاميا”.
وشكر هنية تركيا ولا سيما رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي التقاه في اسطنبول، “على ثبات التزامه مصلحة الفلسطينيين”. وقال هنية في تصريحات لوكالة “الأناضول”: “إننا نعمل من أجل إنهاء نظام الدولتين في فلسطين. وسوف يتم تشكيل حكومة موحدة تضم الإدارتين في غزة والضفة الغربية قبل انتخابات العام 2012”. وتابع قائلا “لقد تناقشت مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فى العديد من القضايا التي تهم الفلسطينيين”. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن اردوغان أكد لهنية دعمه له وأشاد بالمصالحة الفلسطينية.
وحول تولي الاحزاب الاسلامية السلطة في بعض البلدان العربية مثل تونس والمغرب ومصر، قال هنية إن “هذا سيكون له الإسهام الأكبر في اتجاه حل القضية الفلسطينية، لان “الربيع العربي” ساهم في أن يأتي بالاتجاه الاسلامي إلى السطح ويمكن القول إن الربيع العربي يتحول إلى الربيع الاسلامي”، مؤكدا أن “القضية الفلسطينية والقدس هي قضية كل العرب”.
البرغوثي يرفض العودة الى المفاوضات
من ناحيته، اعتبر القيادي البارز فى حركة “فتح” المعتقل لدى إسرائيل مروان البرغوثي، الثلاثاء الماضي، أن عملية السلام مع إسرائيل “فشلت وانتهت”، داعياً إلى عدم التعويل على محاولات إحيائها.
وقال البرغوثي، في رسالة مكتوبة سربت من داخل سجنه بمناسبة الذكرى 47 لانطلاقة حركة “فتح”، إنه لم يعد هناك أي جدوى “من بذل المحاولات اليائسة لبعث الحياة في جسد ميت.. والسعى لتحريك عملية السلام”.
Leave a Reply