تامبا – خاص “صدى الوطن”
يستمع القضاء إلى أميركي من أصل كوسوفي، قبضت عليه الشرطة السبت الماضي في فلوريدا بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية، بينها تفجير سيارة مفخخة وتنفيذ هجوم انتحاري، وتشير التحقيقات إلى أن المتهم، ويدعى سامي أوسماكاش، كان يعمل بمفرده متأثراً بأفكار تنظيم “القاعدة”، وقد طلب الحصول على علَم للتنظيم.
وذكرت مصادر الإدعاء الفدرالي أن القبض على أوسماكاش جاء بعد “الحصول على مساعدة من داخل المجتمع الإسلامي” الذي ينتمي المتهم إليه، وقد أكدت السلطات أن كل المعطيات تشير إلى أن أوسماكاش كان يعمل بشكل منفرد ولم يسبق له الارتباط بأي تنظيم.
وأشارت أوراق القضية التي كشفت الشرطة عنها الاثنين الماضي، أن أوسماكاش، ويبلغ من العمر 25 سنة، خطط لاختطاف رهائن وتفجير نفسه بحزام ناسف كان يعتزم الحصول عليه، وفقاً لما أكده لعميل سري من مكتب التحقيقات الفيدرالية (أف بي آي) كان قد تمكن من بناء علاقات مع المتهم.
ونقلت التحقيقات أن أوسماكاش قال للعنصر الأمني: “نحن جميعاً سنموت، فلماذا إذا لا نموت بالطريقة الإسلامية”؟ ولكنه لم يتم الكشف عن مدى الدور الذي لعبه العميل السري لإقناع المتهم بالتخطيط للهجمات.
وتشير القضية إلى أن أجهزة الأمن بدأت تلاحق أوسماكاش في أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد أن قال “مصدر سري”، إنه طلب الحصول على علم لتنظيم “القاعدة”، ومن ثم عمد المتهم إلى الطلب من “المصدر السري” مساعدته للحصول على أسلحة وذخائر، فما كان من الأخير إلا أن عرّفه على عنصر في الـ”أف بي آي” قدم نفسه على أنه قادر على توفير السلاح.
وقال أوسماكاش لعنصر الـ”أف بي آي” خلال اجتماع جرى بينهما في 21 كانون الأول (ديسمبر) الماضي إنه يرغب بالحصول على رشاش من نوع “كلاشينكوف” (روسي)، وعلى رشاش آخر من نوع “عوزي” (إسرائيلي)، وكذلك مجموعة من القنابل اليدوية وحزام ناسف، ومن ثم سلّم العنصر الأمني 500 دولار كدفعة مقدماً.
وفي 31 كانون الأول، اجتمع أوسماكاش مع العنصر الأمني مجدداً، وأطلعه على مخططاته التي تشمل مهاجمة أحد الملاهي الليلية في منطقة تامبا في ولاية فلوريدا، إلى جانب مقر للشرطة ومؤسسة تجارية مجاورة عبر سيارات مفخخة.
وبعد تفجير السيارات، كان أوسماكاش يعتزم استخدام البنادق الرشاشة التي كان يعتقد أنه سيحصل عليها لتنفيذ “المرحلة الثانية من العملية”، والتي تشمل احتجاز رهائن ومطالبة السلطات الأميركية بالإفراج عن بعض السجناء لديها، على أن يقوم بتفجير نفسه ما أن تتحقق شروطه.
ويقول الإدعاء الفدرالي إنه تم اعتقال أوسماكاش ليل السبت الماضي بعد أن قام بتسجيل شريط فيديو يعلن فيه دوافعه لتنفيذ العملية.
إشادات
وبدوره، أشاد “مجلس الشؤون العامة الإسلامي” (أمباك) بيقظة هؤلاء المواطنين المسلمين والمسؤولين الرسميين وبجهودهم في منع تنفيذ تلك الأعمال العنفية والمتطرفة. بدورها أشادت السلطات الأمنية بالدور الإيجابي الذي تلعبه المجتمعات الإسلامية في إحباط تنفيذ الأعمال الإرهابية، وقال المدعي العام الفدرالي لوسط فلوريدا روبرت أونيل في بيان صحفي: “إن التحقيقات (التي ساعدت في القبض على المتهم) كانت بمساعدة المجتمع الإسلامي الذي أتوجه لأفراده بالشكر العميق”.
من ناحيته، عبر مدير الـ”أف بي آي” في فلوريدا ستيف أبسون عن العلاقة المميزة بين المكتب والمجتعمات المتعددة في منطقة وسط وجنوب غرب فلوريدا، وقال إن دائرته “لطالما أخذت في عين الاعتبار أهمية العلاقة مع المجتعمات المحلية، وإننا نشعر بالامتنان لدور المجتمع الإسلامي المستمر في دعم عملنا”. وأضاف “إن هذا الحادث يظهر بوضوح كيف يمكن للمواطنين أن يساعدوا سلطات تطبيق القانون ويساهموا في نشر الأمن في مناطقهم وفي كامل البلاد”.
وناشد “أمباك” المواطنين أن يظلوا على يقظة من أمرهم وأن يتعاونوا مع دوائر الشرطة المحلية حول أية تهدايدات تؤثر على السلامة العامة، مؤكدا على تعاون المجلس مع المسؤولين المنتخبين وأصحاب القرار في كل ما من شأنه استتباب الأمن، مع تمسكه في الوقت نفسه بالحقوق المدنية والحريات العامة لجميع الأميركيين.
تجدر الإشارة إلى أن مساهمات المسلمين الأميركيين في إحباط هجمات إرهابية ليست جديدة، وبحسب الـ”أمباك” فإن المجتعمات الإسلامية ساعدت السلطات المختصة في إحباط اثنتين من أصل كل خمس خطط وتهديدات أطلقتها “القاعدة” منذ هجمات أيلول (سبتمبر) 2001.
Leave a Reply