يضرب ميشيغن.. ويزيد من معاناة أصحاب المنازل المتعثرين
ديترويت – خاص “صدى الوطن”
أنتجت أزمة مصادرة المنازل في ميشيغن والولايات المتحدة وباءً آخر، تمثل في تفاقم الاحتيال في مضمار تعديل الرهن العقاري (لون موديفيكايشن) جاء على حساب مقترضين يائسين تكبدوا خسائر بالآف الدولارات ووصلت الى حد فقدانهم لمنازلهم.
وتؤكد كريستي روميرو، وهي مسؤولة فدرالية مكلفة بمتابعة الاحتيال المحتمل في “برنامج إغاثة الاصول المتعثرة” (تارب) الحكومي، أن هناك “نتائج وخيمة” لهذا النوع من الاحتيال.
وكانت وكالة “سيغتارب” الحكومية، التي تديرها روميرو، قد وحدت جهودها أوائل الشهر الماضي مع وزارة الخزانة الاميركية والمكتب الفدرالي لحماية أموال المستهلك، لمكافحة اعمال الاحتيال التي تستهدف اصحاب المنازل الساعين لتعديل الرهون وفق برنامج تعديل الرهون الاميركي “هامب”. وكانت الحكومة الفدرالية خصصت 29,9 مليار دولار لـ”تارب” و”هامب” بهدف حماية اصحاب المنازل من مصادرتها.
ان التقدم بطلب المساعدة من برنامج “هامب” مجاني وكذلك طلب المشورة لناحية تعديل الرهن، من مستشارين معتمدين من وزارة الاسكان والتنمية الحضرية. وبرغم ذلك، ينجح المحتالون في اقناع اصحاب المنازل المتعثرين بدفع رسوم لقاء وعود زائفة بتخفيض ديونهم أو أقساط رهنهم. كما ان بعض النصابين عمدوا الى اقناع البعض بتسليم سندات ملكية منازلهم والامتناع عن دفع الأقساط بل والإصرار على عدم التعامل مع المقرضين. فهؤلاء المحتالون ينشرون اعلانات على الانترنت والتلفزيون والراديو ويضعون شعارات رسمية وأسماء رسمية لامعة لشركاتهم، أو يستخدمون أسلوب الترهيب لجذب الضحايا.
وفي هذا الصدد، يقول مدير الميزانية في مقاطعة أوكلاند آندي مايزمر “إن آخر ما تحتاجه العائلات المتوقع خسارتها لمنازلها هو محتالون يفرغون الجيوب ويجعلون الوضع أسوأ مما هو عليه”.
وتقول جميلة الحاج وهي مسؤولة في مقاطعة وين في الشؤون العقارية، إن هناك “محتال استخدم اسم مقاطعة وين في اسم شركته، وقام باقناع سيدة مسنة لتدفع له مقابل تعديل الرهن، حتى انه أخذها بسيارته الى البنك لتسحب له النقود، فيما قام آخر بزيارة مريض في المستشفى وحاول اقناعه للتوقيع على مستندات”.
وأمام هذا الواقع، هناك عشرات الآلاف في ميشيغن مهددون بخسارة منازلهم، بحسب مؤسسة “ريالتي تراك” العقارية فقد فاق عدد أصحاب المنازل الذين تأخروا عن دفعات الرهن العقاري في العام الماضي ٥١ الفاً في ميشيغن واكثر من 742 الفاً في أرجاء الولايات المتحدة.
وتمت في العام الماضي مصادرة ٥١٣٥٤ منزلا في ميشيغن وحدها بين كانون الثاني (يناير) وتشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١. فيما فاق عدد المنازل المصادرة على المستوى الوطني ٧٤٢ ألف منزل.
وقالت الحاج ان محتال آخر اقنع عجوزا (80 عاما) بتسليم سند ملكية منزلها، ومن ثم عمد الى الامتناع عن تسديد الاقساط، ما أدى الى مصادرة المنزل.
وفي السياق قالت روميرو، من “سيغتارب”، في مقابلة مع صحيفة “ديترويت فري برس” أن “قصص هؤلاء الضحايا تفطر القلوب.. وللأسف اصبحت ظاهرة الاحتيال في تعديل الرهون بمثابة وباء”. وأضافت روميو أن النصابين قديما “كانوا يضربون مدينة ومن ثم ينتقلون لضرب اخرى، هذا الوضع تغير الآن بوجود الانترنت حيث أضحى الاحتيال أوسع وأعمق”.
وكانت وكالة “سيغتراب” اغلقت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي 125 موقع احتيال منشورة اعلاناتها على مواقع “ياهو” و”بينغ” و”غوغل”. وادت تحقيقات المكتب الى توجيه الاتهامات لـ17 شخصا، ثلاثة منهم حكم عليهم بالسجن، والاخرين لا يزالون أمام القضاء فيما وصل عدد المتهمين بهذا النوع من الاحتيال عن طريق مكتب المدعي العام في ميشيغن الى 28 شخصاً وشركة منذ العام 2009، جميعهم ادينوا، وتم هذا العام تعويض الضحايا بمبلغ يفوق 200 الف دولار.
وقالت روميرو أنه على أصحاب المنازل “تثقيف انفسهم في مجال مكافحة الاحتيال”، واضافت “هامب برنامج مجاني، ولذلك على اصحاب المنازل ان يشككوا بكل من يطلب منهم الرسوم تجاه تقديم طلب المساعدة من هذا البرنامج.. وعليهم كذلك ان لايصدقوا من يقول لهم أن تعديل رهونهم مضمون عن طريق هامب”.
ومن جهتها، قالت جميلة الحاج أنه على المقترضين المتعثرين الاستفادة من برامج مجانية من خلال مستشارين في وزارة الاسكان والوكالات الحكومية والمؤسسات غير الهادفة الى الربح، مؤكدة ان هؤلاء يجري تدريبهم دوما واطلاعهم على مستجدات القوانين والتعليمات في مجال تعديل الرهون.
وقالت الحاج “عليك ان لا تدفع ابدا مقابل الاستشارات والمساعدة في مجال مصادرة المنازل”، فيما أعرب مايزنر عن خشيته من آثار الاحتيال على أصحاب المنازل والجوار. وقال “في كل مرة يتم الاحتيال على عائلة يكون هناك اثر فاعل، خاصة حين ينجح المحتال في الهروب، مؤكدا ان المنزل حين يصادر يصبح خاليا ويتحول الى وكر للمجرمين واللصوص”.
Leave a Reply