نيويورك – تحوّل الموقع الانكليزي لموسوعة “ويكيبيديا” التي يحررها المستخدمون على الانترنت ويبلغ عددهم حوالى 450 مليوناً شهرياً، الى صفحة سوداء ما خلا عبارة تقول: “تخيل عالماً بدون معرفة.. على مدى أكثر من عقد، أمضينا ملايين الساعات في جمع أكبر موسوعة في تاريخ البشرية، والآن يبحث الكونغرس الأميركي تشريعاً من شأنه تدمير الإنترنت الحر والمفتوح، لذا نحجب محتوى الموقع لمدة 24 ساعة من أجل إثارة الوعي”. وطالب الموقع المستخدمين بالتواصل بممثليهم المنتخَبين للاحتجاج على هذا التشريع.
وانضمّ محرك البحث العملاق “غوغل” إلى الحملة المناهضة لمشروع القانون بوضع وصلة على صفحته تقود إلى استفتاء يطالب بوقف إقرار القانون. ووضع “غوغل” لافتة سوداء كبيرة على رمز “ويكبييديا” تقول: “قولوا للكونغرس أن لا يراقب الانترنت”، كما حاول تنبيه المستخدمين لمخاطر التشريع. كما انضمت الى الاحتجاج بعض المواقع الإخبارية والمدونات.
ويعارض القائمون على هذه المواقع مشروعي قانون وقف القرصنة الإلكترونية وقانون “حماية الملكية الفكرية” اللذين يلزمان شركات الإنترنت، خاصة محركات البحث بتقديم معلومات عمن يستخدمون مواقعها للبحث عن مواد منسوخة وغير أصلية، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام ملاحقات قضائية لا نهاية لها لمن يقومون بذلك.
وربما يجبر القانون محركات بحث وشبكات إعلانية ومقدمي خدمات إنترنت داخل الولايات المتحدة على وقف بعض الأنشطة أو عدم عرض روابط مواقع أجنبية يشتبه في ممارستها أنشطة غير قانونية. ويقول أنصار مشروع القانون في مجلس النواب إن الهدف منه إغلاق الطريق أمام هذه المواقع.
وقال رئيس شركة “نيوز كورب” روبرت مردوخ، وهو من أكبر مؤيدي مشروع القانون في صفحته على “تويتر”، إن شركات تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة تمثل تهديداً مستمراً لمطوري البرمجيات الذين يخسرون الكثير بسبب أنشطتهم، مضيفاً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يخسر دعم مؤيدين تقليديين على رأسهم العاملون في صناعة الترفيه والبالغ عددهم 2.2 مليون شخص.
وكان البيت الأبيض قد أصدر بياناً السبت الماضي بدا فيه متعاطفاً مع معارضي مشروع القانون وملوحاً بفيتو رئاسي عليه. وقال البيان “على الرغم من أننا نعتقد أن القرصنة الإلكترونية من جانب مواقع أجنبية مشكلة خطيرة تتطلب رداً تشريعياً مهماً، فإننا لن ندعم تشريعاً يقلل من حرية التعبير ويزيد من مخاطر الأمن الإلكتروني أو يقوّض إبداع الإنترنت العالمي”.
وتسبب المشروع في تظاهرات أمام البيت الأبيض تطالب بعدم طرحه للمناقشة على اعتبار أنه يمثل تهديداً لحرية الإنترنت وحرية التعبير.
وقالت إحدى المتظاهرات أمام البيت الأبيض “لم يعد في عالمنا شيء يمكن أن نعبر من خلاله بحرية سوى الإنترنت.. فإذا تمّ تقويض ذلك فماذا ترى يتبقى من حرية التعبير؟”.
Leave a Reply