ديترويت – نعم… نعم هناك الكثير من البنايات المهجورة والذكريات الحزينة لماضي ديترويت الجميل. بعض الفنانين يأتون إلى ديترويت للبكاء، لكن صناع الفيلم التسجيلي “ديتروبيا”، الذي يقدم عرضه في مهرجان “صندانس” السينمائي، يأملون أن يدرك المشاهدون جانباً آخر غير البكاء على الأطلال.
مخرجتا الفيلم هايدي أيوينغ وراشيل غرادي قالتا أنهما ينتظران من الجمهور أن يعي حقيقة الناس الباقين في ديترويت. وقالت غرادي “حين ذهبنا في البداية إلى هناك، كنا نبحث عن نسخة اميركية لأسطورة طائر الفينيق المروية في الآداب الإغريقية والهندية والرومانية والصينية والفرعونية والعربية، وملخصها أن هذا الطائر الجميل يحترق ويصبح رماداً وما يلبث أن يحيا مرة أخرى من الرماد، “لكننا اكتشفنا أن تلك كانت خرافة محض هراء، بالمقارنة مع الناس في ديترويت الذين كنا نأمل أن يصلحوا المكان ويعيدوا ديترويت إلى سابق مجدها، لكننا بعد مضي سنتين من التصوير وقضائنا أوقاتاً مع الممثلين أدركنا أن اسطورة العنقاء (طائر الفنيق) لم تكن صادقة” تقول غرادي.
في مقابلة مع صحيفة “ديترويت فري برس”، قالت ايوينغ موضحة “لم يكن هدفنا أن يقف احدهم ويقول أن ديترويت تعاني من الأزمات، لو كان هدفنا كذلك، لقلنا أن عملنا فشل فشلاً ذريعاً… على العكس نريد من الناس القول: هل هذا ما يحدث في مدينتنا؟ كيف سمحنا أن يصل الأمر إلى هذا الحد؟ أين نحن كأميركيين حتى نسمح بهذا؟ وما هي أولوياتنا”؟ أضافت “حقيقة نريد أن ترتد قصة ديترويت إلى المشاهدين لتعكس ما يدور حولهم وعلى هذا الجزء من بلادهم”.
ويبدو أن شيطان التفاصيل يكمن وراء نقل الصناعات الاميركية من اميركا إلى المكسيك والصين، حيث أجور العمالة هناك رخيصة، وفي هذا الخوص قالت ايوينغ “أهالي ديترويت أدركوا الموضوع وهم بامكانهم قبل غيرهم وحتى السياسيين من اعادة وضع مدينتهم على خريطة الاقتصاد العالمي”.
وأوضحت أيوينغ وغراندي في مقالة نشرت في صحيفة “نيويورك تايمز” ركزنا كاميراتنا على مسألة أبعد من الشعور بالقهر على مدينة كانت منبع تشكيل الطبقات الوسطى، وبدلاً من ذلك ركزنا على دورها القادم كرمز للتفاؤل باحياء الامجاد لها ولبقية الوطن.
Leave a Reply