عدد الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته السنوية عن “حال الاتحاد” إنجازات إدارته بدءا بالإنسحاب من العراق وقتل زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وصولا إلى إنجازات إدارته الاقتصادية، وفي حين أشاد بالربيع العربي، أكد عزم بلاده منع إيران من امتلاك سلاح نووي، كما أنه لم ينس أن يجدد تعهد أميركا بالحفاظ على أمن إسرائيل. وكانت لغة التحدي واضحة في كلمة اوباما مع نكهة جماهيرية وتصويب على المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني بدون تسميته وتركيزه على القضايا التي تهم الناخبين المستقلين.
وفي رد على أقوال مرشحي الرئاسة الجمهوريين، أكد أوباما “أميركا عادت. وأي شخص يقول عكس ذلك، أي شخص يقول إن اميركا في تراجع او نفوذنا قد تضاءل لا يعرف عما يتحدث. هذه ليست الرسالة التي تصلنا من قادة حول العالم يتوقون الى العمل معنا. هذا ليس ما يشعر به الناس من طوكيو الى برلين، من كايب تاون الى ريو، حيث الآراء حول اميركا أعلى مما كانت عليه منذ سنوات. نعم، العالم تغيّر. كلا، لا يمكننا السيطرة على كل حدث. لكن أميركا تبقى أمة لا يمكن الاستغناء عنها في الشؤون العالمية”. وفي المقاطع القليلة عن السياسة الخارجية، أكد اوباما انه من “موقع قوة” بعد توجيه ضربات الى تنظيم “القاعدة”، بدأت القوات الاميركية بالانسحاب العسكري من افغانستان تمهيداً لبناء شراكة مع كابول تضمن ان لا تكون افغانستان “مصدر هجمات ضد أميركا”.
وبدأ أوباما خطابه السنوي، الذي ألقاه في الكونغرس مساء الثلاثاء الماضي، بالإشادة بكون الجنود الأميركيين لم يعودوا يحاربون في العراق وبأن زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن “لم يعد تهديدا” للولايات المتحدة. وأشاد أوباما في خطاب “حال الاتحاد” الذي يأتي قبل تسعة أشهر من خوضه انتخابات الرئاسة لولاية ثاينة بـ”التحول المذهل” الذي أحدثه “الربيع العربي” واعداً بأن أميركا ستقف إلى جانب القوى الديمقراطية ضد “العنف والتهديد”.
وقال “لا نعلم بالتحديد متى سينتهي هذا التحول المذهل، سوف ندعم السياسات التي تشجع قيام ديمقراطيات قوية ومستقرة وكذلك أسواق مفتوحة، لأن الديكتاتورية لا تصمد أمام الحرية”.
وقال “في الوقت الذي تتراجع فيه الحرب، تنفجر موجة التغيير في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، من تونس الى القاهرة، من صنعاء الى طرابلس”. وأضاف “قبل عام، كان القذافي وهو قاتل على يديه دم اميركيين، احد اقدم الديكتاتوريين في الكوكب” مضيفا “اليوم، لم يعد موجودا”.
وأوضح “وفي سوريا، لا ينتابني أي شك بأن نظام الاسد سوف يكتشف قريبا بأنه لا يمكن مقاومة قوة التغيير ولا يمكن سحق كرامة الناس”.
من جهة أخرى، أكد أوباما في كلمته أن الولايات المتحدة عازمة على منع إيران من اكتساب سلاح نووي ولن تستبعد أي خيار لبلوغ تلك الغاية.
واعتبر أوباما أن حل النزاع بشأن البرنامج النووي لإيران بطريقة سلمية ما زال أمرا ممكنا إذا غيرت طهران مسارها ووفت بالتزاماتها الدولية.
كما شدد أوباما على “الالتزام الثابت” لأميركا بالحفاظ على أمن إسرائيل، وأضاف “التعاون العسكري بيننا وبين إسرائيل هو الأقوى وسنحافظ عليه”.
أما في الشأن الاقتصادي، الذي أُفرد له الجزء الأكبر من الخطاب، فعدد أوباما إنجازات إدارته الاقتصادية في عدة مجالات ومنها خفض نسبة البطالة في البلاد، وحث أوباما الجميع على عدم التنصل من مسؤولياتهم في إطار النظام الاقتصادي بدءا من أعلى الهرم إلى القاعدة.
وقال أوباما “في الأشهر القليلة الماضية خلقنا الملايين من الوظائف”، مذكرا بأنه وقبل ستة أشهر من وصوله إلى الرئاسة فقدت أميركا حوالي أربعة ملايين وظيفة. وأضاف “رفضت أن ينهار قطاع السيارات في حين كان البعض يدعو لترك هذا الصناعة لتنهار وتتلاشى، واليوم عاد هذا القطاع كصانع السيارات الأول في العالم”.
وشدد أوباما على ضرورة إصلاح قانون الضرائب، وحث الحزبين الجمهوري والديمقراطي للعمل معا من أجل عدم إعاقة تمرير القوانين التي تراها الإدارة مناسبة. وأكد أوباما على وجوب خفض الضرائب على الشركات التي تخلق الوظائف داخل البلاد. وأن الإدارة الأميركية ستدعم الشركات التي تخلق الوظائف وتركز على الطاقة النظيفة.
وتابع أوباما انتقاده لـ”وول ستريت” قائلاً “لن أعود الى الايام عندما سمح لها ان تلعب بقواعدها الخاصة”، معلناً عن تأسيس “وحدة الجرائم المالية لقمع الغش على نطاق واسع وحماية استثمارات الناس” والتحقيق في “الاقتراض التعسفي” الذي أدى الى الازمة في السوق العقارية. ورغم اعتراض الجمهوريين على هذه الفكرة، دعا مجدداً اوباما الى إصلاح ضريبي يدفع فيه من مدخوله أكثر من مليون دولار سنوياً أكثر من 30 بالمئة من الضرائب مقابل عدم رفع الضرائب على من مدخولهم اقل من ٢٥٠ ألف دولار سنوياً. وأكد ان هذه ليست “حرباً طبقية” أو “حسداً للاغنياء” بل “معظم الاميركيين يعتبرونها منطقاً سليماً”.
واعتبر ان “العجز في الثقة” بين واشنطن وسائر الولايات المتحدة يعود الى النفوذ المالي في السياسة الاميركية داعياً الى اجراءات تحدّ من هذا الامر. وقال أوباما “نحتاج الى وضع حد لفكرة ان على الحزبين الاستمرار في حملة دائمة من التدمير المتبادل… انا ديموقراطي. لكنني اعتقد بما يعتقد به الجمهوري ابراهام لينكولن: بأن الحكومة يجب ان تفعل للشعب فقط ما لا يستطيع الشعب فعله بشكل أفضل بنفسه، وليس أكثر”.
Leave a Reply