ديترويت – خاص “صدى الوطن”
تظاهر ما يقارب الـ150 شخصا في مدينة ديترويت مساء الأربعاء الماضي الذي وافق الذكرى السنوية الأولى لانتصار الثورة المصرية التي أطاحت بحكم الرئيس حسني مبارك، وعبر المتظاهرون عن تضامنهم ودعمهم لتطلعات المصريين، وعن احتجاجهم في الوقت نفسه للمساعدات الأميركية للمجلس العسكري الذي يشرف على إدارة الحكم في البلاد.
وبدأت التظاهرة أمام “مبنى مكنمارا الفدرالي” بتنظيم نشطاء من حركة “احتلوا ديترويت” و”اتحاد الطلاب العرب في جامعة وين ستايت” و”اتحاد الطلاب العرب في جامعة ميشيغن-آناربر”.
ورفع المتظاهرون يافطات منددة بالمساعدات العسكرية الأميركية والتدخلات السياسية في الشؤون المصرية، كما رفعوا يافطات كتب عليها باللغة العربية: “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وأبدى الناشط والصحافي آرون بيتفوك استهجانه من قيام الحكومة الأميركية بـ”مساعدة المجلس العسكري الديكتاتوري بمئات ملايين الدولارات، في الوقت الذي تعيش فيه ديترويت أسوأ ظروفها الاقتصادية، وفي الوقت الذي يعيش عشرات ملايين الأميركيين قريبا من خط الفقر”.
وأضاف “إننا هنا لنتظاهر ضد التدخل الأميركي ومن أجل حماية الثورة المصرية”.
وكان بيتفوك قد كتب مؤخرا مقالة صحفية كشف فيها عن قيام شركة “جنرال دايناميك” في مدينة سترلينغ هايتس “بعقد صفقة بقيمة 395 مليون دولار لإجراء صيانة للدبابات المصرية التي قامت بقمع المتظاهرين السلميين ودفعت باتجاه تحويل سلمية التظاهرات إلى سلوكيات عنفية”.
وقال بيتكون الذي يكتب لموقع “سوشال ووركروز. أورغ” (العمال الاجتماعيون): “إن الكثير من الناس الذين قرأوا المقالة أبدوا دهشتهم من الصفقة التي عقدتها شركة “جنرال دايناميك” وقالوا إنهم غير قادرين على التصديق أن هذه الشركة يمكن أن تقوم بهكذا عمل في الوقت الذي لا تبعد فيه أكثر من 11 ميلا من ديترويت، أفقر مدن البلاد”.
وتساءل: “لماذا لا نستخدم هذه الأموال في تحسين سكن الناس ورفع سوية المدارس وفي مجال الرعاية الصحية”.
وقرأ الطالب مجدي الحسيني، وهو عضو في “اتحاد الطلاب العرب في جامعة وين ستايت” ما كتبته المصرية الأميركية علا السيد المتواجدة حاليا في مصر ووصفت فيه المزاج العام لدى المصريين في الوقت الراهن.
وجاء في الخطاب: “في الليلة التي تسبق الذكرى السنوية الأولى للثورة، فإن لدى المصريين مشاعر غضب من الذين قاموا بسرقة الثورة، تختلط مع مشاعر الأسى على الذين سقطوا من الرجال والنساء، وهذا كله ممزوج بالفرح لرؤيتنا لأول مرة انتخابات برلمانية حرة”.
وكتبت السيد “إن الناس يتجمعون في ساحة التحرير في منتصف الليل، في ليلة ماطرة، وكلهم عزيمة لحماية أهداف الثورة”. وقالت “كأني أرى الشعب المصري كله بكل طبقاته ومكوناته في فصل جديد من المظاهرات السلمية”.
من ناحيته، قال الناشط المحامي طارق بيضون: “إن الثورة المصرية أعطت مثالا لجميع السياسيين والحكام وألهمت حركات سلمية وفي مقدمتها حركة “احتلوا وول ستريت” في الولايات المتحدة”.
وأضاف “إن الجاليات العربية الأميركية تقف إلى جانب حركة الـ99 بالمئة، وهذه قضية أساسية في مستوى الكرامة الإنسانية، والكل هنا يفهم هذا الشيء”.
وعبر الناشط في “حركة احتلوا ديترويت” كيلي جايمس عن تأثيرات الثورة المصرية على حركات الاحتجاج الأميركية منذ بداياتها الأولى والتي انطلقت في مدينة ماديسون عاصمة ولاية ويسكونسن في أوائل العام الماضي، والتي امتدت لاحقا إلى مدينة نيويورك”.
ونوه إلى أن مصاريف الجيش الأميركي وميزانيته ماتزال هي الأكبر بينما يزداد الاقتصاد سوءا وتدهورا، وأبدى جايمس خشيته من أن تؤدي هذه الأوضاع إلى أوضاع مشابهة لتلك التي حصلت خلال الحرب الأميركية على فيتنام.
وقال “أعتقد أن الثورة المصرية هي ثورة عظيمة في نظر الكثير من الناس وأنا منهم، وأعتقد أن تأثيراتها على الحالة الأميركية سوف تزداد، فنحن نحتاج إلى حركة عملاقة ضد توزيع الثروة غير العادل، وذلك من أجل إعادة حقوق الطبقة العاملة في هذا البلد”. واضاف “للأسف فإن الحزبين الرئيسين لا يقومان بهذا الدور، وإننا بحاجة إلى أحزاب جديدة وحركات جديدة لتحل محلهما”.
Leave a Reply