ساوثفيلد – خاص “صدى الوطن”
دعا نشطاء حقوقيون في مؤتمر صحفي، عقد الثلاثاء الماضي، في المكتب الرئيسي لـ”مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية” (كير) في ساوثفيلد، إلى إسقاط التهم الموجهة إلى أربعة طلاب عرب في مدرسة “ستار أكاديمي” بالتسبب للاعب خط الوسط في مدرسة “وستلاند لوثران” بارتجاجات دماغية، ووصف الحقوقيون التحقيقات التي أجرتها شرطة مدينة ديربورن هايتس بـ”المتحيزة”.
وكان الطلاب، وهم هادي عطايا ومحمد أحمد وعلي باجي وفنار السعدي قد اتهموا بالاعتداء على اللاعب بي جاي غوس وتسببوا له بارتجاج في الدماغ بعد وقوع مشادة خلال الثواني الأخيرة من مبارة كرة القدم الأميركية (فوتبول) التي جمعت الفريقين في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
ويظهر شريط فيديو تفاصيل الحادثة التي كان من بينها مشهد يبدو فيه اللاعب غوس وهو يجري خارج الملعب بكامل ملابسه ومرتديا خوذة اللعب بعد المشادة، قبل أن يتم، كما هو مزعوم، نقله إلى المستشفى وإجراء فحوصات له أظهرت إصابته بارتجاج الدماغ.
وقالت عائلة غوس في مقابلة مع قناة “دبليو أكس واي زد” (القناة السابعة) أن ابنها عانى من أضرار جراء الإصابة.
وفي تحالف حقوقي واسع، ضم المديري التنفيذي لـ”مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية” (كير-ميشيغن) وليد داود، ورئيس “الجمعية الوطنية لتقدم الملونين” في منطقة غرب مقاطعة وين ىرون سيمث ورئيس “الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية” نبيه عياد ومديرها التنفيذي رشيد بيضون، تم الإعلان من قبلهم جميعا: “أن التحقيقات التي أجرتها شرطة ديربورن هايتس ليست متوازنة ولا شفافة”.
وقال عياد: “لقد كانت التحقيقات والتهم التي وجهتها الشرطة للطلاب الأربعة غير نظيفة، وقد أخذت شهادة 22 شخصا من الحضور ليس بينهم عربي أميركي واحد، مع أنهم ملأوا أكثر من نصف مدرجات الملعب”.
وأشار إلى أن التحقيقات ليست مفهومة وأنه لم يشهد مثيلا لها طوال حياته المهنية، وأضاف: “إنه بالفعل يوم حزين في تاريخ نظامنا العدلي عندما نجرم أربعة طلاب يافعين لأنهم يلعبون كرة القدم… في الواقع أنك عندما تقرر اللعب فإنك تتخلى عن حقك بالقول هذا اعتداء وإلا فإن أي احتكاك خلال اللعب سيقود إلى مشكلة”.
ونوه عياد أنه قام مع فريق عمله طوال ايام لإيجاد أية أسباب معقولة، مثل وجود سلاح مثلا، لتوجيه التهم التجريمية ولكنه لم يجد شيئا وحتى أنه لا توجد قضايا مماثلة لهذه القضية.
وأشار إلى حادثة الدعس التي قام بها لاعب “ديترويت ليون” نداموكونغ سوه تجاه أحد اللاعبين والتي تسببت بتوقيفه عن اللعب ولم يتم على أثرها توجيه تهمة جرمية له مع أنه قام بضرب رأس اللاعب الخصم بالأرض مرتين وقام بدعسه خلال مباراة “عيد الشكر”، وأشار إلى حوادث في مباريات كرة السلة سقط فيها لاعبون مغميا عليهم أو تلطخت أرضيات الملاعب بالدماء، وأدى ذلك إلى إيقاف المتسببين عن اللعب، لكن لم يتم توجيه تهم جرمية.
من ناحيته، قال وليد أن التحقيقات المتحيزة كان لها تأثيرا واضحا في توجيه التهم.
وتم في المؤتمر الصحفي عرض شريط الفيديو الذي لم يظهر تسجيلا لأية لكمة أو رفسة أو سلوك عنفي مباشر تجاه اللاعب الخصم، على عكس ما أوردت بعض الوسائل الإعلامية.
وعلق وليد بالقول “نريد من الجميع أن يشاهد هذا الفيديو لأنه يوضح حقيقة الأمور”. وأضاف “إن مثل هذه الحوادث هي أمور شائعة جدا في مباريات كرة القدم، واقول ذلك من خبرتي كلاعب سابق خلال دراستي الجامعية”.
وقال: “إذا تمت إدانة هؤلاء الطلاب، فإن كرة القدم (فوتبول) يجب أن تحظر في أميركا”. وأضاف “وعلى الأساس نفسه يجب إدانة نصف لاعبي فريق ديترويت ليونز”.
ورفع كل من “كير” و”الجمعية الوطنية لتقدم الملونين” رسالة إلى مدعي مقاطعة وين كيم وورثي تطالبها بإسقاط التهم الموجهة إلى الطلاب، وتحمل في الوقت نفسه تساؤلا حول عدم توجيه أية تهمة لمدرب فريق مدرسة “وستلاند لوثران” الذي انخرط في المشادة ضد أحد لاعبي فريق “ستار أكاديمي”.
و تجدر الإشارة إلى أن الطلاب الأربعة قد تم إيقافهم عن الذهاب إلى المدرسة على أثر الحادثة، ولكن حقوقيين قالوا أن التهم لا تخول توقيفهم كونها لم تثبت بعد.
وأمل الطالب عطايا الحاصل على منحة للدراسة في “جامعة أوكلاند” ألا تتأثر منحته على خلفية توجيه التهمة له. ولدى سؤاله عما إذا التحيز ناتجا عن تمييز عرقي، رد بالإيجاب.
بدوره قال بيضون “إننا بالتضامن مع مجموعات حقوقية أخرى نطالب بإسقاط التهم”.
وأضاف “بالتأكيد نحن نشعر بأننا معنيون باتخاذ موقف تجاه سلوك شرطة ديربورن هايتس وطريقتها المتحيزة في التحقيقات ونقص الشفافية وسوف نتابع المطالبة بإجراء تحقيقات نزيهة وشفافة”.
Leave a Reply