ديترويت   –     خاص “صدى الوطن”
لم يتوقف شغف الدكتور تمام محمد عند حصوله على شهادة الطب من كلية الطب في جامعة دمشق في العام 2003، فأراد أن يذهب الى أبعد من ذلك بطموحه. فجاءت المنحة الجامعية التي حصدها بتفوقه لتفتح الباب أمامه للتدرب في قسم طب القلب التداخلي في جامعة “وين ستايت” في ميشيغن. فإنتقل للعيش في الولايات المتحدة الأميركية، واليوم يمارس الدكتور محمد الطب في “مركز ديترويت الطبي” (دي أم سي)، وهو مدير وحدة العناية القلبية ومرخص من قبل المجلس الأميركي للطب الباطني في ستة إختصاصات مختلفة.
لقد عرف الدكتور محمد توجهه العلمي منذ صغره. كان في عمر السادسة حين توفي جده بذبحة قلبية، فقرر أن يصبح طبيب قلب. ولتحقيق هذا الحلم، ثابر محمد في دراسته في سوريا وأخذ على عاتقه التفوق في المدرسة الأمر الذي خوله الانضمام الى كلية الطب في جامعة دمشق فكان من الخمسة الأوائل في دفعته التي تخرج منها بإمتياز.
وبالرغم من كل الانجازات التي حققها محمد في سوريا، كان يطمح للهجرة الى أميركا من أجل مواصلة دراسته في عالم طب القلب. وفي العام 2003 ومباشرة بعد تخرجه من كلية الطب، تزوج محمد وانتقل للعيش في ولاية ميشيغن في أميركا. ويقول: “أن أميركا هي حلم كل طبيب، لما تقدمه من تطور في مجالات العلم والطب وتفتح الأفاق أمام تحقيق أهداف أوسع”.
عند وصول محمد الى ميشيغن بدأ مباشرة بتحضير الأبحاث في جامعة “وين ستايت” وفي “مركز ديترويت الطبي”. فلم يكن من الصعب عليه التأقلم مع نوعية ونظام الحياة هنا. وبعد التدرب لمدة سنة في مركز ديترويت الطبي، وقع الإختيار على محمد ليكون “متدرب السنة” كما وعين مسؤول عن قسم أمراض القلب.
بين العام 2004 و2009 أنجبت زوجة محمد صبيان وهما اليوم يبلغان السادسة والثالثة من العمر. ولم تثنيه مسؤوليات العائلة عن تحقيق مرتبات أعلى في طب القلب والأبحاث بل على العكس كان ذلك محفزا للاستمرار في المثابرة لتحقيق أعلى المراتب. ففي العام 2008، حصد محمد المركز الأول في قسم الأبحاث في جامعة “وين ستايت”. وفي العام 2009، تم تكريمه في مركز ديترويت الطبي كـ”متدرب أول”.
منذ بداية تمرسه للطب في “مركز ديترويت الطبي”، كان للدكتور محمد حضور متميز مكنه من إدارة “وحدة الرعاية القلبية” في المركز حيث يعاين مرضى القلب ذوي الحالات المتقدمة والطارئة.
يبيت محمد في المستشفى أربعة الى خمسة أيام في الأسبوع، وفي الوقت الذي لا يبيت فيه يقضي ما يزيد عن 12 ساعة في عمله. ويقول: “الوقت مسألة حساسة جداً عندما يتعلق الأمر بمرضى القلب فيمكن خسارة المريض بثوان معدودة إن لم تؤمن له العناية الطارئة”.
الدكتور محمد حائز على ست شهادات من المجلس الطبي الأميركي، وهي في الطب الباطني، طب القلب والأوعية الدموية، “الإيكو” لكبار السن، أمراض القلب النووية، أمراض القلب التداخلي، والموجات فوق الصوتية.
وقد أسفر مناطق نفوذه القوي وخبراته المتعددة في نشر أكثر من 20 مقالة في المجلات الطبية العالمية. ويشارك دائما في المؤتمرات الطبية الوطنية، حيث يقدم خطب عن الطب الباطني وطب القلب.
من الصعب تصديق بأن للدكتور محمد وقت لممارسة الهوايات، الا أنه يحب متابعة كرة القدم والإستماع الى الموسيقى في أوقات فراغه. ويقول: “إن عملي فيه الكثير من الضغوط ولكنني سأستمر في العمل حتى آخر رمق في محاولة لإنقاذ حياة الناس”.