ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تأثرت المنطقة التجارية في الجزء الغربي من مدينة ديربورن سلبيا خلال السنوات الماضية بسبب عدادات مواقف السيارات (باركينغ ميتيرز)، وخاصة تلك المنطقة الواقعة على طول شارع ميشيغن أفنيو بين شارعي مونرو وميلتيري. فعدم توفر المواقف المجانية وانخفاض أعداد عدادات مواقف السيارات على جانبي الطريق جعل تلك المشكلة تتفاقم عاما بعد عام ولاسيما بعد رفع أجور ركن السيارات، إضافة إلى أن الكثير من المتسوقين غالبا ما يتلقون مخالفات من شرطة المدينة في حال تجاوز المدة المحددة لأي سبب من الأسباب، وهو ما يدفع الكثير من الزبائن إلى عدم قصد تلك المنطقة للتبضع وشراء الاحتياجات أو الذهاب إلى المطاعم والمقاهي في تلك المنطقة.
وكانت العدادات قد ارتفعت أجورها إلى 25 سنتا لكل 15 دقيقة في الساعة الأولى، و75 سنتا للساعة الإضافية، وذلك بحسب قرار “مجلس المدينة” لتعويض جزء من العجز في ميزانية المدينة، الأمر الذي زاد الطين بلة وأثر بشكل سلبي على حركة السوق في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة أصلا.
وقال صاحب مقهى “غود تايمز” بلال مروة: “إن هذه المواقف تؤثر بشكل على كل شخص وعلى كل مصلحة تجارية في هذه المنطقة وهذا الموضوع غير خاف على أحد”. ويوافق نيك سليمان على هذه المسألة ويقول “إن المقهى يقع في قلب المنطقة ولدينا ستة مواقف مجانية فقط وعندما يتوافد الزبائن ولا يجدون متسعا لسياراتهم يغادورن.. فبدلا من أن يدفعوا لركن سياراتهم يفضلون الذهاب إلى مقاهي أخرى مثل “ستاربكس” وغيرها حيث تتوفر مواقف مجانية”.
وغير بعيد عن مقهى “غود تايمز” يعاني صاحب مطعم “بيسترو” سهيل جوهر من المحنة ذاتها، ويقول: “إن الزبائن القادمين من المدن الأخرى غالبا ما يشتكون من مسألة الدفع مقابل ركن سياراتهم، وقد ازدادت شكواهم بعد رفع الأجور”.
أضاف “إن بعض الزبائن لا يصدقون أن عليهم أن يدفعوا دولارا مقابل ركن سياراتهم لساعة واحدة وبعضهم يستشيط غضبا ويصرخ بوجهي وكأنني أنا رئيس البلدية”.
وتتعقد المشكلة أكثر، خاصة مع الزبائن المسنين الذين لا يميزون بين المواقف المخصصة لركن السيارات لساعة واحدة فقط (ذات اللون الأخضر) وبين المواقف المخصصة لساعات طويلة (ذات اللون البرتقالي). وقد شدد جوهر بالقول “إنني أفعل كل ما بوسعي لكي أتجنب التأثير السيء لمسألة مواقف السيارات على عملي، فأحيانا أقوم بإرسال بعض العاملين لوضع النقود في الحصالات لكي لا يقطع الزبائن غداءهم، أو لكي لا يخرجوا في الطقس البارد، كما أنني في بعض الأحيان أقوم بدفع المخالفات لبعض الزبائن”.
ويشرح جوهر لـ”صدى الوطن” بمحاولاته العديدة لحل هذه المشكلة، منها أن قام بتوفير خدمة الـ”فالييه” المجانية لكي يوفر على الزبائن الجهد والمال ولكن تلك الخدمة سببت له أعباء مالية إضافية لم يكن قادرا على تحملها في جميع الأوقات.
من ناحيتها، قالت مديرة قسم المعلومات العامة في دائرة شرطة ديربورن ماري لاندوتش “إن البلدية كانت داعمة جدا لأصحاب المحال والأعمال التجارية الذين يقدمون خدمة “الفالييه” المجانية وكل كل ذلك توقف الآن”.
أضافت “لطالما كنا داعمين للأفكار العملية تلك التي تفيد أصحاب المحال، وتغطي مصاريف الخدمة في تلك المنطقة، ولكن مشكلة مواقف السيارات المدفوعة الأجر ماتزال مستمرة وتسبب بعض المشاكل”.
وأشارت إلى أن “اللجنة الاستشارية لمواقف السيارات” تجتمع بشكل دوري لتستمع إلى شكاوى أصحاب الأعمال وتحاول قدر الإمكان التخفيف من وطأة تلك المشكلة وتأثيراتها السلبية، وهي تواظب على هذه المهمة منذ العام 2005، ولكن في النهاية فإن “ديون الخدمة يجب أن يتم تسديدها”.
ونوهت إلى أن رفع أجور المواقف أقر عن طريق تصويت الناخبين ولذلك لسد مصاريف الخدمات وتكاليف المرافق المستحدثة التي تخدم في نهاية المطاف الأعمال التجارية في المنقطة وأصحابها الذين عليهم بدورهم أن يقوموا باستقطاب الزبائن عن طريق تقديم خدمات جيدة ومنافسة.
وحول النقطة الأخيرة يعلق جوهر ويقول إنه قام باستخدام كل الطرق الممكنة لاجتذاب الزبائن منها أنه قام بتخفيض أسعار قائمة المأكولات (مينيو) لتعويض الزبائن عما يدفعونه مقابل ركن سياراتهم. وقال جوهر: “لناحية الأعمال التجارية فإن منطقة غرب ديربورن هي منطقة خطرة وكثير من الزبائن أخبروني أنهم لن يعودوا الى هذه المنطقة ثانية”.
وكانت هذه المشكلة قد دفعت الكثير من اصحاب الأعمال التجارية إلى إغلاق أعمالهم، مثل “يو بي أس ستور” و”كولد ستون كريماري” ومكتبة “ليتل بروفسور” وغيرها الكثير. كما تجدر الإشارة إلى أن بعض الأعمال الأخرى في المنقطة ذاتها قد ازدهرت بسبب توفر المواقف المجانية، مثل مطعم “أو سوتشي” ومطعم “ديليسيوزو” و”شاروما بليت” ومقهى “بيغ باي” ومخبز “ايفيريس”.
وكان أصحاب مصالح تجارية عديدين قد أجمعوا على القول إن أغلاق أي محل مهما صغر يؤثر سلبيا بشكل ملموس على أعمالهم. وشدد مروة أن مسالة مواقف السيارات تبقى هي الأكثر ضررا، وقال “إنها قضية يصعب هضمها، فالكثير من الزبائن يفضلون عدم مبالغ إضافية والتوجه الى شرق ديربورن حيث تتوفر مواقف سيارات مجانية”.
Leave a Reply