دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونغرس الى العمل على ابقاء وتيرة الانتعاش الاقتصادي الحالية وإدامتها، بعد أن اظهرت آخر الارقام ان نسب البطالة الأميركية تراجعت الى اقل مستوياتها منذ ثلاث سنوات. وقال أوباما، في كلمة في دائرة الإطفاء في إحدى مدن فرجينيا، محذرا الكونغرس: “لا تبطئوا وتيرة الانتعاش التي نعيشها حالياً”.
وقال أوباما: “الآن، هذه الارقام سترتفع وتنخفض في الأشهر المقبلة، ولا يزال الكثير من الاميركيين بحاجة الى فرص عمل، او يحتاجون الى وظائف ذات أجور افضل من التي يعملون بها الآن”. واضاف: “لكن الاقتصاد ينمو على نحو اسرع، وزادت سرعة الانتعاش، ولا بد لنا ان نفعل كل ما نستطيع فعله لابقاء ذلك والحفاظ عليه وادامته”. وقال: “هذا ليس الوقت المناسب لتجريح الاقتصاد واعاقته، وانا اريد ارسال رسالة واضحة للكونغرس، وهي: لا تبطئوا الانتعاش الذي نحن فيه، ولا تعبثوا بالأمور”. ودعا أوباما الكتلة الجمهورية في الكونغرس الى التصديق على قانون يوسع مساحة الاعفاءات الضريبية لنحو 160 مليون أميركي حتى نهاية العام الحالي.
يستخدم الدين لدفع خطته الاقتصادية
وفي سياق متصل، أثار أوباما، تعليقات عديدة بعد كلمة له ألقاها الأسبوع الماضي، خلال مناسبة اجتماعية، إذ أضاف بعداً دينياً على خططه الاقتصادية بفرض ضرائب تصاعدية، قائلاً إنها تتوافق مع معتقداته الدينية وأن المسيح كان ليدعمها باعتبارها تصب في صالح الفقراء. وقال أوباما خلال كلمته إن مقترحاته الاقتصادية تستند إلى قناعاته الدينية، مضيفاً أنه على من وصفهم بأنهم “يتمتعون ببركة استثنائية” الاستعداد للتخلي عن بعض مزاياهم الضريبية لأن ذلك هو القرار الصائب “اقتصادياً ودينياً”.
وتابع الرئيس الأميركي بالقول: “بالنسبة لي كمسيحي فالأمر ينسجم مع تعاليم المسيح الذي قال إن الذين حصلوا على الكثير ينتظر منهم تقديم الكثير”، في اقتباس لمقطع من إنجيل لوقا. وأضاف: “أعرف بأن الكثير من الناس في بلدنا ظلموا وتعرضوا لمعاملة غير عادلة خلال السنوات الماضية، وأنا أثق بتعاليم الله التي تدعو إلى أن نحب الناس كما نحب أنفسنا، وأثق بوجود قواعد مماثلة لهذه القاعدة لدى كل الأديان الأخرى”.
وقال مصدر مقرب من الإدارة الأميركية لـ”سي أن أن” إن أوباما أراد من خلال هذه التصريحات اغتنام الفرصة للتعبير عن معتقداته الدينية الشخصية، وإظهار رغبته بمساعدة الآخرين.
من جانبه، قال ويلسي آلن، أستاذ اللاهوت والمتخصص بالأبحاث الإنجيلية بالقول إن الدين المسيحي لم يشر صراحة إلى موضوع الضرائب على الفقراء أو أوجه الإنفاق الواجبة على الأغنياء مضيفا: “إذا قمت بالبحث في الإنجيل فلن تجد الكثير من الأمور المفيدة حول هذا النقاش”.
وذهب آلن أبعد من ذلك ليقول إن المقطع الإنجيلي الأكثر استخداماً لدى الحديث عن دفع الضرائب، والذي يقول فيه المسيح لدى سؤاله عن وجوب دفع الضريبة لقيصر روما “ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، يتعرض دائماً لسوء الفهم بحيث يفسر على أنه دعوة لدفع الرسوم المالية، بينما في الحقيقة كان المسيح يحاول عبر إجابته تجنب فخ نصبه الذين طرحوا عليه السؤال.
ولفت آلن إلى وجود الكثير من المقاطع في الكتب المقدسة تحض على مساعدة الفقراء والأيتام والأرامل، ولكنه أضاف أن تلك الكتب لا تنص على إتباع سياسات معينة لتحقيق هذه الأهداف.
Leave a Reply