واشنطن – خاص “صدى الوطن”
في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستان، فإن الحكومة الأميركية ماتزال تشعر أن التهديدات الإرهابية على أراضيها تزداد. وعلى الرغم من أن العام الماضي لم يشهد سوى الإطاحة بثلاثة من أعضاء “القاعدة”، فقد تضاعفت الأعداد في “لائحة الممنوعين من السفر جواً”، وهي اللائحة التي أثارت الكثير من الجدل في البلاد.
وكشف مسؤولون حكوميون لوكالة “أسوشيتد برس”، مطلع الشهر الجاري، أن اللائحة التي أعدت في أعقاب هجمات ايلول (سبتمبر) 2001 ماتزال ضرورة ملحة، وأن أعداد الممنوعين من الطيران قد تضاعفت خلال عام واحد. وفي العام 2011 فإن قائمة الممنوعين من السفر (ممن توجد إشارات حمراء بجانب اسمائهم) تضم حوالي 10 آلاف إسم. ولكن بحسب “اسوشيتد برس” فإن تلك القائمة تضم أكثر من 21 ألف إسم.
وقال مدير “مركز التفتيش (سكريننغ) لمكافحة الإرهاب” تيموثي هيلي لوكالة “أسوشيتد برس”: إن سلسلة من التعديلات قد تم إجراؤها، خاصة تلك المتعلقة بالمعايير التي من شأنها أن تقود إلى منع مسافر مشتبه به، كالذي فشل في عملية تفجير في مطار ديترويت، ليلة عيد الميلاد، في العام 2009.
ولم تكشف الحكومة الأميركية عن العوامل التي من شأنها وضع الأشخاص في قائمة المشتبه بهم، كما أنها لم تكشف عن قائمة الممنوعين من السفر.
ورغم أن الولايات المتحدة أوقفت حربها رسميا في العراق في تشرين الثاني (ديسمبر) الماضي، ورغم قتلها لأسامة بن لادن، فهذا يشير إلى أن أميركا التي أنهت حروبها خارج أراضيها ماتزال تتحسب للتهديدات الإرهابية داخل حدودها.
وقبل يوم واحد من نشر “أسوشيتد برس” لتقريرها أمل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن تنهي القوات الأميركية عملياتها العسكرية في أفغانستان، بعد عام من الآن، واضعة حدا لعقد من العمليات التي بدأت في نفس الوقت الذي اصدرت فيه الحكومة الأميركية “قائمة الممنوعين من السفر” عبر الخطوط الجوية (نو فلاي ليست).
من ناحيته، قال مدير “إدراة أمن النقل” (تي أس أي) جون بيستول لـ”أسوشيتد برس”: “إن الاستخبارات الأميركية ووكالات تطبيق القوانين ووكالات الخدمات الخارجية (وكلها مؤسسات أمنية) سوف تستمر في عملها لتحديد الاشخاص الذين يريدون إيذاءنا، خاصة في الولايات المتحدة، وتحديدا عبر الوسائل المتعلقة بالملاحة الجوية”.
وكانت قائمة الممنوعين من السفر عبر الرحلات الجوية قد ازداد أعداد الممنوعين فيها بمقدار 1000 إسم في نهاية العام 2002، أي بعد سنة واحدة فقط من إعدادها. وبعد عشر سنوات فإن أسماء الممنوعين قد ازدادت بمقدار عشرين ضعفا، وتدعي الولايات المتحدة أنها تعمل على وضع جميع أعضاء منظمة “القاعدة” التي كان يتزعمها أسامة بن لادن حين قامت بتنفيذ الهجمات الإرهابية في العام 2001.
ويشكك البعض في وجود أية فائدة للائحة فيما يتعلق بحروب أميركا، وإنما وضعتها الحكومة الأميركية لتبقي مواطنيها بعيدا عن الطائرات. ويعتقد أن اللائحة حاليا تضم 500 إسم أميركي، ولكن هذه الأسماء كحال الأسماء الأخرى، ستبقى معرفتها متاحة فقط للحكومة الأميركية.
وقال الناشط في “اتحاد الحريات المدنية الأميركي” نصرت تشودوري لـ”اسوشيتد برس”: “إن الأخبار التي تقول بأن اللائحة تكبر، تخبرنا أن حقوق الناس تنتهك”. اضاف “إنها لائحة سرية والحكومة الأميركية تضيف مزيدا من الأسماء بدون أية توضيحات. والمواطنون تتقطع به السبل في العالم”.
وكان “اتحاد الحريات المدنية الأميركي” قد حاول سابقا مقاضاة الحكومة الأميركية لمنعه مواطنين من السفر الجوي بدون تقديم أية أعذار منطقية، كما خاض الاتحاد معركة مع وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفدرالي في العام 2010 حول ما وصفه موظفو المحامي بين وينزر “بالأعمال غير الأميركية وغير الدستورية التي تقوم بها الحكومة الأميركية”.
وكان عدد من المحاربين القدماء في الجيش الأميركي وجدوا أسماءهم في لائحة الممنوعين من الطيران ومن دخول أميركا، وخاض الاتحاد معركة من أجل الأميركي والعامل السابق في البحرية الأميركية ايمن لطيف الذي يعيش الآن في مصر، والأميركي العسكري السابق رايموند إيرل كنيبل الذي مازال عالقا في كولومبيا. ورفع الاتحاد دعوى قضائية في العام 2010 عندما كانت اللائحة تضم ثمانية آلاف إسم فقط.
وتعليقا على الأخبار الأخيرة نشر موقع “اتحاد الحريات المدنية الأميركي” بيانا قال فيه: “إن حرمان الناس من حقهم في السفر بدون أية مذكرة أو فرصة للاعتراض هو أمر غير عادل وغير دستوري، والأخبار التي تقول بأن اللائحة تكبر أكثر فأكثر يزيد من تعقيد المشكلة”.
Leave a Reply