بيروت – أعاد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في مهرجان إحياء ذكرى استشهاد قادة المقاومة، التأكيد على ثوابت الحزب اللبنانية والسورية والعربية، مشرعاً يديه للحوار الداخلي غير المشروط، ناصحاً فريق “١٤ آذار” بعدم الاستعجال في قراءة المشهد السوري، مشدداً على بقاء الحكومة الميقاتية ضمانة للاستقرار، متفادياً أي ذكر للمحكمة الدولية تمديداً لبروتوكولها أو لما يقال عن قرار اتهامي جديد سيصدر عنها، أو حتى في سياق الرد على دعوة سعد الحريري للحزب لإجراء مقاربة جديدة لهذا الملف.
وكان نصر الله قد استهلّ خطابه من البوابة الفلسطينية، داعياً شعوب المنطقة وأنظمتها للتكاتف في مواجهة المشروع الإسرائيلي العدواني، مؤكداً أن “حزب الله” يبني تحالفاته ويحدّد أولوياته انطلاقاً من معيار الموقف من قضية فلسطين، داعياً الأحزاب والحركات الإسلامية الصاعدة في المنطقة الى تحديد موقفها من قضية فلسطين، وقال “لا يمكن أن أكون أنا حركة إسلامية في أي بلد عربي أو إسلامي ولا يكون موقفي واضحاً حاسماً قاطعاً لا لبس فيه باتجاه فلسطين والقدس والمقاومة في فلسطين وباتجاه إسرائيل والمشروع الصهيوني في المنطقة”.
واستخدم نصر الله في خطابه أمام المشاركين في الاحتفال بالذكرى السنوية لاستشهاد الرمز المقاوم عماد مغنية منطق الحجة مثبتاً تناقضات النائب سعد الحريري وسمير جعجع حول التدخل في شأن أية دولة عربية مع انخراطهما الكلي في الأحداث الداخلية في سوريا والتورط بالسلاح والمال والموقف والاعلام “في تسعير القتال في سوريا وتحريض السوريين على بعضهم البعض”. وانتقد نصرالله مقولة ان “الربيع العربي هو الابن الشرعي لثورة الارز”، لافتاً الانتباه الى انه لولا إسقاط الشرق الاوسط الجديد في العام 2006 لما سقطت انظمة عربية كانت تديرها اميركا، “وهي الانظمة ذاتها التي كانت تدير 14 آذار”. وقال نصر الله في خطابه “يا قادة 14 آذار، لستم في موقع من يعطي الضمانات في لبنان أمام المتغيرات القادمة لأن اللعبة في المنطقة أكبر منكم بكثير”، وأضاف “ان كل حريص على منع الفتنة بين السنة والشيعة، يجب ان يعمل من الآن على إسكات نوابه وإعلامه ومواقعه الالكترونية والانترنت التي تحرّض في الليل والنهار السوريين على بعضهم البعض”، وجدد التعبير عن مواساته وعزائه لعائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحبيه مؤكداً إدانة الحزب لكل الاغتيالات السياسية. وشجع نصر الله على الإصلاح الجدي في سوريا، وهو الأمر الذي ينادي به النظام، وقال “علينا أن نبحث عن حل سياسي في سوريا ومصر ولبنان والعراق وفي أي بلد عربي، حتى في البحرين نحن نبحث عن حل سياسي، ويجب أن نضيّع الفرصة على الإسرائيلي وأن لا نفتح أبواب بلادنا على الفتنة”. وسأل نصر الله “ما أقدم عليه حتى الآن الرئيس بشار الأسد والقيادة السورية من إصلاحات وما اتخذ من قرارات وأجري من تعديلات، هل يمكن أن يقدم عليه ملك أو أمير أو شيخ أو رئيس في أي نظام عربي حالي؟”.
Leave a Reply