اعتقلتها السلطات البحرينية وقامت بترحيلها
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
اعتقلت السلطات البحرينية، الأسبوع الماضي، الناشطة الحقوقية الفلسطينية الأميركية هويدا عراف لقيامها بتصوير المظاهرات المناوئة للنظام الحاكم في البحرين والتي تصادف هذه الأيام ذكراها السنوية الأولى، ليتم إطلاق سراحها وترحيلها لاحقا.
وعراف هي محامية حقوق مدنية تخرجت من “جامعة ميشيغن” ودائبة النشاط في المظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وكانت واحدة من المنظمين والمشاركين الأساسيين في “أسطول الحرية” الذي تشكل بهدف كسر الحصار على قطاع غزة، والذي انتهى بها إلى أحد السجون الإسرائيلية، لبعض الوقت.
وتتابع عراف مع صديقتها رايدكا سايناث التي أطلقت موقعا إلكترونيا بعنوان “وتنس بحرين.أورغ” بنشاطات المعارضة البحرينية، وكذلك زوجها آدم شابيرو الذي زار البحرين في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، والذي قامت السلطات البحرينية بتوقيفه بتهمة انضمامه إلى “تجمع غير قانوني” والمشاركة بنشاطات لا تنسجم مع شروط “التأشيرة السياحية” التي بحوزته.
وبحسب عراف فإن التجمع لخمسة أشخاص أو أكثر يعتبر غير قانوني في البحرين في نظر السلطات، وذلك في محاولة من النظام البحريني لمحاصرة التظاهرات المندلعة ضده وخنقها، إضافة إلى ممارساته العنفية الأخرى، مثل استعمال القوة ضد المتظاهرين والتعذيب في المعتقلات وحتى داخل المستشفيات.
وأكدت عراف في حديث مع “صدى الوطن” أنها لم تشارك في أي من تلك التظاهرات وإنما كانت تقوم مع صديقتها سايناث بتصوير المتظاهرين بكاميرا فيديو، ونوهت أن ستة أشخاص أميركيين آخرين قد تم اعتقالهم وترحليهم لأن السلطات المحلية لا تريد وجود أي شهود خارجيين ينقلون للعالم ما يحدث في البحرين.
ولفتت إلى أن السلطات تقاوم نشاطات المحتجين الذين يعملون على تحويل دوار اللؤلوة إلى رمز، كما حول المصريون ساحة التحرير إلى رمز لثورتهم.
ونقلت عراف أن “دوار اللؤلوة” ومستشفى السليمانية في البحرين، الذي شهد عمليات تعذيب للطواقم الطبية التي شاركت بإسعاف الجرحى والمصابين، يتم تطويقهما بالقوات الحكومية، ونصب نقاط تفتيش حولهما للتحكم بحركة الناس هناك ومنعهم من الوصول إلى تلك المواقع، ورغم ذلك، أكدت عراف، أن المتظاهرين يتوجهون إلى الموقعين في محاولة لتكريس رمزيتهما، في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق حركة التظاهرات.
وقالت عراف: “إن معنويات الناس مرتفعة ولقد حضرت بعض التجمعات التي ضمت ألوف الناس واستعمت إلى الخطابات بانتباه ولاحظت أنهم منظمون بشكل كبير، وهم مصممون على العودة إلى دوار اللؤلوة ويوجهون الدعوات عبر موقعي فيسبوك وتويتر”.
وأضافت عراف أنها خلال تواجدها مع المتظاهرين قامت القوات الحكومية بإطلاق الغازات المسيلة للدموع في مستوى الرأس والتي من الممكن أن تسبب الموت، وقالت: “في فلسطين لقي المتظاهر مصطفى تميمي حتفه بسبب تعرضه لتلك الغازات في شهر كانون الأول الماضي”.
ونوهت إلى أنها كانت محظوظة لكون قذيفة الغاز مرت بالقرب من رأسها خلال إحدى التظاهرات ولحسن الحظ لم يصب وقتها أي من المتظاهرين بأذى ولكن الخطر مايزال قائما، خاصة وأن القوات تطلق قذائف الغازات في كل الاتجاهات.
ونقلت عراف مشاهدتها اعتقال قوات الشرطة لصبي في الحادية عشرة من عمره وتعرضه للضرب من قبلهم، وأنها قامت بسؤال الشرطة لماذا يفعلون ذلك وماذا سيحل به، غير أنهم لم يجيبوا على أسئلتها.
وأكدت عراف على الروح المعنوية التي يتمتع بها البحرينيون المتظاهرون رغم كل الممارسات بما في ذلك إمطارهم الكثيف بالغازات المسيلة للدموع، وقالت “إنه من الشائع أن ترى النساء وهن يساعدن المصابين”، كما أشادت بوحدتهم وتماسكهم والفخر الذين يشعرون به بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.
وأضافت “إن مروحة مطالبهم قد تبدو مختلفة ولكنهم يتميزون بوحدتهم واحترامهم لبعضهم وهذا الشيء فعال جدا ويشبه إلى حد بعيد تجارب الفلسطينيين الذين بكل أسف مازالوا منقسمين على بعضهم”.
وكانت السلطات البحرينية قد أوصلت عراف وصديقتها سايناث إلى الطائرة، وتعاملت معهما بعدوانية، رغم كونهما مريضتين، حيث كانت عراف تعاني من الجفاف وسايناث تعاني من التقيؤ بسبب تعرضها للغازات المسيلة للدموع.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه معاناة البحرينيين، قامت الولايات المتحدة بتأجيل بيع شحنة من الأسلحة خشية استخدامها في عمليات تسيء إلى الحقوق المدنية للمواطنين. وكانت رسالة وقع عليها مسؤولون منتخبون ورسميون بينهم أعضاء في الكونغرس الأميركي تطالب بتأجيل تلك الصفقة، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض فيكتوريا نولاند، الاثنين الماضي، أنه لا يوجد جدول زمني لعقد تلك الصفقة التي تبلغ قيمتها 53 مليون دولار، في الوقت الذي يراقب فيه نشطاء حقوقيون هذه القضية باهتمام. وأعادت عراف التأكيد أنه يجب الضغط على الحكومة الأميركية لتطبيق عقوبات على الحكومة البحرينية وحظر تصدير المواد التي تستعمل في قمع الاحتجاجات.
وعبرت عراف عن تفاؤلها “بأن قوة الناس هناك سوف تقود إلى التغيير”.
Leave a Reply