يقف لبنان بكل أطيافه على مشارف التاريخ وهو بحاجة الى خطوة صغيرة جداً ليدخل لاعبو المنتخب الوطني تاريخ كرة القدم اللبنانية من أوسع ابوابها في مشواره بتصفيات كأس العالم 2014 عن قارة آسيا.
فلبنان لم يسبق له أن وصل الى المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية قط وهو يحتاج الى نقطة واحدة من مباراته الأخيرة ليضمن تأهله للجولة الرابعة بعد مشوار مبهر في طريقه الى مونديال البرازيل.
المنتخب اللبناني، الذي فاجأ المراقبين في رحلته، لا يحتاج الى أكثر من نقطة من منتخب الامارات متذيل ترتيب المجموعة في اللقاء المرتقب في مدينة أبو ظبي يوم 29 شباط (فبراير) عند الساعة السابعة صباحا بتوقيت ديترويت، ليضمن تأهله. وحتى الهزيمة لن تقصي المنتخب بحال فوز أو تعادل الكوريين الجنوبيين مع منتخب الكويت.
فلبنان يدخل المباراة وهو مفعم بالأمل والعزيمة والاصرار لتسجيل نتيجة ايجابية تجعله من افضل عشرة منتخبات في آسيا وهذا تجلى من تصريحات اللاعبين قبل توجههم الى دولة قطر للانخراط في معسكر تدريبي قبل المباراة المنتظرة. ويدخل اللبنانيون تلك المباراة برصيد 10 نقاط ويتخلف عن كوريا الجنوبية المتصدرة بفارق الاهداف في حين تأتي الكويت في المركز الثالث بـ8 نقاط، وبهذا سيكون التعادل أو الفوز كافيين للبنان للتأهل وحتى الخسارة تؤهله بشرط ان لا تفوز الكويت على كوريا الجنوبية في سيول.
أما المنتخب الكويتي فلا بديل له عن الفوز للتأهل بغض النظر عن نتيجة مبارة الامارات ولبنان.
من الناحية اللبنانية أكد الألماني ثيو بوكير، مدرب المنتخب، انه يذهب الى أبو ظبي وعينه على الفوز ولا شيء غيره و”التأهل من البوابة الاماراتية وليس من بوابة كوريا الجنوبية لأن التأهل بيدنا وليس بيد غيرنا ولن ننظر الى المباراة الاخرى التي ستقام بنفس التوقيت”.
وكان المنتخب اللبناني محور اهتمام رسمي وشعبي قل نظيره في السنوات الأخيرة حيث انه بات حديث الناس والبلد وبات الجميع يتابع اخباره وينتظر بفارغ الصبر لحظة التأهل، الأمر الذي نفخ الروح في الجسم الكروي اللبناني بعد سنوات من غياب الجمهور عن اللعبة الشعبية الأولى في البلاد. وسيتجلى الاهتمام الشعبي من خلال “الرابطة الوطنية” التي قامت بتسيير رحلات من بيروت الى أبو ظبي وستشرف على تنظيم دخول الجماهير وبيع التذاكر بشكل مباشر من مداخل الاستاد في خطوة ايجابية ملفتة من الاتحاد الاماراتي تجاه نظيره اللبناني ويتوقع ان يحتشد اكثر من 10 آلاف لبناني في هذ المباراة حيث بيعت لغاية صدور هذا العدد أكثر من خمسة آلاف تذكرة للجمهور اللبناني، مع العلم أن الإمارات تضم جالية لبنانية كبيرة تقدر بمئة ألف شخص.
مشوار لبنان في التصفيات
تأهل في المرحلة الثانية بفوز على بنغلادش ذهابا 4-0 وخسارته إيابا 0-2، مع العلم أن لبنان معفي من تصفيات المرحلة الأولى.
المرحلة الثالثة، بدأها اللبنانيون بخسارة كبيرة 0-6 أمام كوريا الجنوبية قبل أن ينتفض منتخب الأرز بطريقة مفاجئة ليسجل نقاطه العشر توالياً فاسقط الامارت 3-1 وتعادل مع الكويت 2-2 في بيروت بعد ان كان متقدما حتى آخر دقائق المباراة عندما تلقى هدفاً في مرماه من مدافعه محمد باقر يونس.. وبعدها اسقط الكويت على أرضها بنتيجة 1-0، ثم عاد الى بيروت ليسقط الفريق الكوري القوي 2-1 لأول مرة في تاريخه.
الجدير ذكره ان لاعب منتخب لبنان ونادي “العهد” بطل الدوري أحمد زريق سبق ولعب مع فريق مدينة ديربورن بطل “كأس ولاية ميشيغن” فريق “سبورتنغ ميشيغن”.
والجدير بالذكر أن الفرق التي ضمنت تأهلها للمرحلة الرابعة، التي تضم عشرة فرق ستقسم الى مجموعتين، هي: أستراليا، إيران، العراق، اليابان، الأردن وأوزبكستان. في حين يتنافس على البطاقات الأربع المتبقية كل من لبنان وكوريا الجنوبية والكويت (بطاقتان عن المجموعة الثانية)، وتتنافس السعودية وعمان وتايلاند على بطاقة وصافة المجموعة الرابعة، في حين تنحصر المنافسة على بطاقة وصافة المجموعة الخامسة بين قطر والبحرين. وستقام كل المنافسات في ٢٩ الجاري.
وبعد توزيع الفرق العشرة الى مجموعتين سيتأهل المتصدر والوصيف في كل مجموعة مباشرة الى كأس العالم ٢٠١٤. في حين سيتنافس ثالثا المجموعتين في مباراتين (ذهاب وإياب) على البطاقة الخامسة التي تؤهل للعب ضد خامس أميركا اللاتينية لتحديد آخر الفرق التي ستنضم لمونديال البرازيل.
Leave a Reply