القدس المحتلة – مع انشغال الشارع العربي بـ”ربيعه” عن فلسطين، وجدت المجموعات الصهوينية المتشددة الفرصة السانحة لفرض واقع جديد في مسجد الأقصى في القدس بتواطؤ واضح من السلطات الإسرائيلية.
فقد اصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات وقعت مع القوات الاسرائيلية يوم 19 شباط (فبراير) في باحات المسجد الاقصى. وافادت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن نحو 40 عنصراً من القوات الخاصة الاسرائيلية قامت بإقتحام المسجد الاقصى من جهة باب المغاربة ومن ثم اعتدت على عدد من المصلين الذين تواجدوا في ساحات المسجد، قبالة الجامع القبلي المسقوف، كما واعتقلت عدة مصلين. وبحسب شهود عيان والمعلومات المتوفرة فإن القوات الاسرائيلية تمركزت قبالة الجامع القبلي المسقوف وأخذت باستفزاز المصلين الذين تواجدوا هناك، وبعد وقت قصير أدخلت القوات عددا من السياح الأجانب من باب المغاربة، ومباشرة تعالت أصوات التكبير والتهليل من المصلين، فقامت القوة باقتحام المسجد الاقصى وأخذت بالاعتداء على المصلين بالهراوات وبالأيدي.
واستمرت الاحداث نحو 50 دقيقة بعدها انسحب اغلب عناصر القوات الاسرائيلية الى منطقة باب المغاربة وبقي عدد محدود منهم عند منطقة الكأس.
ومن ناحيتها أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت 13 فلسطينيا في باحة المسجد “بعد تعرّض سياح لرشق بالحجارة”. وقال الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد: “إن “سياحًا وضباطًا في الشرطة رُشقوا بالحجارة وقامت الشرطة بتوقيف 13 شخصا يشتبه بأنهم قاموا برشق الحجارة” مع العلم أن دعوات اقتحام المسجد من قبل مجموعات متشددة كان علنيا خلال أسبوع سبق الحادث.
وكان زعيم الجناح المتطرّف في حزب الليكود موشي فيغلين، وهو من مستوطني الضفة، أعلن أنه ينوي التوجه إلى باحة الأقصى كما يفعل كل شهر منذ سنوات مع عشرات من أنصاره. وقد تسبّبت زيارة قام بها ارييل شارون زعيم المعارضة آنذاك، إلى تلك الباحة في اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 أيلول (سبتمبر) 2000.
تحذيرات من تقسيم الأقصى
من جهته، حذر “مركز إعلام القدس” من تقسيم المسجد الأقصى المبارك خلال العام الجاري بين المسلمين واليهود على ضوء ما حصل في الحرم الإبراهيمي. وأوضح المركز في بيان أن الاحتلال يسعى لفرض توقيت زمني في الأقصى يتمكن من خلاله المستوطنون من أداء صلواتهم التلمودية بحرية هناك، لافتا إلى أن الاقتحامات المتتالية للمتطرفين اليهود للمسجد تأتي في هذا الإطار “لخلق ذريعة لتنفيذ المخططات الخبيثة”.
وأضاف مدير المركز محمد صادق أن مخطط الاحتلال يقوم على إبعاد المقدسيين والمصلين المسلمين عن المسجد الأقصى من خلال قرارات عسكرية تعسفية تحت حجج واهية، موضحا أن من بين الأساليب التي تتبعها قوات الاحتلال على بوابات المسجد الرئيسية حجز بطاقات الهوية للشبان المقدسيين على البوابات، وفي حال عدم مغادرتهم المسجد فور انتهاء الصلاة يتم تحويلهم لمراكز تحقيق الاحتلال.
وفي السياق نفسه، حذر كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر (فلسطين 48) من أن كافة الممارسات التي تجري داخل المسجد الأقصى وخارجه، مشيرا إلى أن هذه الممارسات تندرج في إطار استكمال “المشروع الأسود” لاستهداف المسجد الاقصى وهدمه وبناء “الهيكل” المزعوم على أنقاضه.
من جهة اخرى وبحسب قراءة “مؤسسة الأقصى” فإن العام الجاري 2012 مرشح لتصعيد احتلالي على قاعدة القفز على المراحل والبرامج واختصار الوقت في منحى لتحقيق أكبر قدر من الانجازات التهويدية بأقل وقت ممكن. وبالتوازي مع ذلك كثرت ونشطت فعاليات المنظمات اليهودية الداعية الى تسريع بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الاقصى، معتبرين ان الوجود اليهودي شبه اليومي في الاقصى واداء الصلوات التلمودية فيه، هو الخطوة الاولى في تنفيذ مخطط تقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود، وواضعين ذلك انه المقدمة الميدانية لإقامة الهيكل المزعوم، يُضاف اليه ما حوّله الاحتلال من مواقع في محيط المسجد الاقصى الى مرافق “للهيكل”، وغيرها الكثير من الانتهاكات.
Leave a Reply