واشنطن – ذهب المحلل الاقتصادي المعروف لاكشمان أتشوثان إلى أن اقتصاد الولايات المتحدة يتجه نحو “ركود حتمي” من جديد، مخالفاً بذلك توقعات غالبية المحليين الذين يرون أن أميركا نجحت في الإفلات من هذا المصير.
وقال أتشوثان، الشريك المؤسس لمعهد أبحاث “الدورة الاقتصادية”، إنه مصر على صحة نتائج التحليلات التي قدمها معهده في أيلول (سبتمبر) الماضي، والتي تؤكد التوجه نحو ركود جديد رغم التحسن الواضح على معظم المؤشرات الاقتصادية، مثل الوظائف الجديدة والأسهم. وتكمن أهمية مواقف أتشوثان من واقع أن المعهد الذي يديره يعتبر الأفضل في العالم على مستوى توقعات الركود، إذ لم يسبق أن أخطأ في تكهناته حول إمكانية حصول ركود في بلد معين أو في تشخيصه للأزمات حتى قبل أن تقر بها سائر مراكز الأبحاث. وقال أتشوثان إن الركود سيحصل حتى من دون وجود عوامل خارجية مؤثرة، مثل أزمة الديون الأوروبية أو ارتفاع أسعار النفط، معتبراً أن هذه العوامل لن يكون لها تأثير إلا على صعيد زيادة المعاناة.
وذكر أتشوثان، الأسبوع الماضي، أن الأرقام التي جمعها منذ أيلول الماضي تزيده إصراراً على صحة مواقفه السابقة حيال توقع ركود جديد في الاقتصاد الأميركي، والذي قد يحصل بنهاية الصيف المقبل، مضيفاً أن ما يقوله “ليس مجرد توقعات” بعد اكتمال صورة المعلومات أمامه. وتقوم تحليلات أتشوثان على مراجعة نسب نمو الإنتاج الصناعي وارتفاع الدخل الفردي ومستويات الإنفاق، إلى جانب التغيير السنوي في الإنتاج القومي.
ورأى أتشوثان أن الأرقام الحالية في الاقتصاد الأميركي على صعيد توفير الوظائف شهرياً ليست دقيقة، باعتبار أن أرباب العمل يأخذون قرارات التوظيف بعد وقت طويل، ما يعني أن التوظيف قد يستمر إلى ما بعد نهاية الصيف، على أن يعود ليتقلص لاحقاً مع تبلور الركود بصورة أوضح. كما شكك في أن يكون الصعود الحالي للأسهم في البورصات الأميركية نتيجة مكاسب حقيقة للأوراق المالية، معتبراً أن ما يجري ناجم عن ضخ المصارف المركزية الكثير من الأموال في الأسواق ضمن خطط الإنعاش بدليل أن صعود الأسهم يترافق مع تراجع غير مسبوق لسرعة دوران الدولار.
Leave a Reply