لوس انجلوس – حصد الفيلم الصامت الرومانسي “الفنان” The Artist خمس جوائز أوسكار من بينها جائزة أفضل فيلم، بينما فازت ميريل ستريب بجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم The Iron Lady الذي جسدت فيه دور رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغرت تاتشر. وأعاد الى الأذهان حفل توزيع جوائز الاكاديمية الاميركية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار) الرابع والثمانين، الذي أقيم في لوس انجلوس الأحد الماضي، المكانة الخاصة التي تحتلها الشاشة الفضية في قلوب كثيرين. ففيلم “الفنان” الفرنسي الذي اعتبر رسالة حب مفتوحة من صناع الفيلم الى “هوليوود” القديمة، عاصمة السينما الاميركية، أخذ لب لجنة التحكيم. وتدور أحداث الفيلم وهو على غرار الافلام الصامتة القديمة بالأبيض والأسود حول نجم افلام صامتة تخبو نجوميته مع ظهور الافلام الناطقة ويجد الخلاص في علاقة رومانسية.
وحصل الفيلم على أربع جوائز أخرى الى جانب الجائزة الكبرى، جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل اخراج التي حصل عليها المخرج الفرنسي ميشيل هازانافيشوس، وهذه اول مرة يفوز فيها بالأوسكار واول مرة يرشح فيها للجائزة، وجائزة أفضل ممثل التي نالها الممثل الفرنسي جان دوجاردان (39 عاما) وهو أول ممثل فرنسي يفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثل.
كما حصل فيلم “الفنان” على جائزة الموسيقى التصويرية والملابس.
وقال المخرج الفرنسي وهو يتسلم الجائزة في الحفل الذي زخر بنجوم “هوليوود”، وتصدرهم جورج كلوني وميشيل ويليامز وانجلينا جولي وبراد بيت، “أنا الان أسعد مخرج في العالم. شكرا لكم على هذا”. ولم يقل دوجاردان عنه حماساً وقال لدى تسلمه جائزة أفضل ممثل “أحب هذه البلد” وشكر الاكاديمية الاميركية للعلوم والفنون السينمائية وزوجته، وقال ان ممثل الافلام الصامتة الشهير دوغلاس فيربانكس كان ملهمه.
أما ستريب (62 عاما) فقد لعبت دور رئيسة الوزراء البريطانية السابقة التي تعاني من الخرف. وحققت ستريب بذلك رقماً قياسياً في عدد مرات الترشح لجائزة الاوسكار وهي 17 مرة فازت من بينها بجائزة أفضل ممثلة ثلاث مرات. وفازت ستريب من قبل بأول جائزة أوسكار لها كأحسن ممثلة وهي في الثلاثينات من العمر عام 1979 عن فيلم Kramer vs. Kramer. ثم في عام 1982 عن فيلم (خيار صوفي) Sophie’s Choice. ورأى النقاد ان الوقت حان، بل طال، الانتظار لفوزها بجائزة “أوسكار” ثالثة. وبدت ستريب وهي تتسلم الجائزة كمن تتسلم جائزة عن مشوارها الفني لا جائزة أفضل ممثلة وقالت في كلمة مشحونة بالعواطف “أدرك تماما أنني لن أصعد على هذه المنصة مرة أخرى”. وتعتبر ستريب، على نطاق واسع، أفضل ممثلة أميركية في الوقت الراهن ويقول النقاد انها قدمت أفضل أدوارها في شخصية تاتشر.
وقالت ستريب “حين سمعتهم ينادون اسمي شعرت ان نصف الاميركيين يصيحون في استهجان: أوه لا”. وفاجأ فوز ستريب البعض الذي توقع فوز الممثلة الاميركية فيولا ديفيز عن فيلم (المساعدة) The Help الذي تلعب فيه دور خادمة سوداء جريئة في دراما من الستينات تتناول عمل الاميركيين من أصل أفريقي عند الاسر البيضاء الغنية في مسيسبي في السنوات الاولى من فترة الحقوق المدنية. لكن دور ستريب كرئيسة الوزراء البريطانية تاتشر لم يكن بالامكان تجاهله.
وفاز الممثل الكندي كريستوفر بلامر (82 عاما) بجائزة اوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم (مبتدئون) Beginners الذي يدور عن قصة رجل مسن مثلي. وأصبح بلامر بذلك أكبر ممثل يفوز بالجائزة في تاريخ جوائز الاكاديمية وكان بطل الفيلم الكلاسيكي الشهير (صوت الموسيقى) The Sound of Music. ورشح بلامر مرة واحدة فقط من قبل لجوائز الاوسكار.
بينما فازت أوكتافيا سبنسر بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “المساعدة” وهذه أول مرة تفوز فيها الممثلة الاميركية (39 عاما) بجائزة “الاوسكار”، ولم يتم ترشيحها من قبل للاوسكار.
وفاز فيلم Rango للمخرج غور فيربينسكي بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة وأدى دور البطولة الصوتية فيه جوني ديب. وكان “رانغو” قد فاز بعدد كبير من الجوائز الاخرى من بينها جائزة الاكاديمية البريطانية للسينما وفنون التلفزيون (بافتا).
“انفصال” الإيراني.. أفضل فيلم أجنبي
وفاز الفيلم الايراني “انفصال” A Separation بجائزة “أوسكار أفضل فيلم أجنبي” ليصبح أول فيلم ايراني يفوز بالجائزة. ويركز الفيلم الذي أخرجه أصغر فرهادي على زوجين يمران بالطلاق ويتطرق الى العادات والعدالة والعلاقة بين الرجل والمرأة في ايران الحديثة. والفيلم هو ثاني فيلم ايراني يتم ترشيحه لجائزة الاوسكار وأول فيلم ايراني يفوز بالجائزة.
أهدى فرهادي جائزة الأوسكار الى الشعب الايراني، واصفا إياه بصاحب الثقافة والحضارة العريقة. وقال فرهادي بعد تسلمه الجائزة من الممثلة ساندرا بولوك، ان “الكثير من الايرانيين في مختلف أنحاء العالم يشهدون هذه اللحظة وأعتقد أنهم مبتهجون لذلك”. وأضاف “إنهم مبتهجون ليس من اجل جائزة مهمة أو فيلم أو مخرج فقط، بل أنه في مثل هذه الأيام التي يجري فيها تبادل التهديد بالحرب والعنف يطرح اسم بلادي ايران من نافذة الثقافة الرائعة، ثقافة غنية وعريقة”.
وتغلب الفيلم على أفلام أجنبية عملاقة هي “رأس الثور” للمخرج ميكائيل روسكام من بلجيكا و”في الظلمة” لأنييزكا هولاند من بولندا و”السيد لزهر” لفيليب فلاردو من كندا، وفيلم “ملاحظة هامشية” الإسرائيلي.
يذكر ان السينما الايرانية تمكنت مرة واحدة فقط من قبل في العام 1999 من الترشح لجوائز أوسكار من خلال الفيلم السينمائي “أطفال السماء” للمخرج مجيد مجيدي إلا انه لم يتمكن من الحصول على أي من جوائز المهرجان.
Leave a Reply