ديترويت، ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تجنب المرشح المتصدر للإنتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري ميت رومني هزيمة قاسية في مسقط رأسه ولاية ميشيغن بفوزه على منافسه المحافظ ريك سانتوروم بفارق أربع نقاط مئوية (41-37). وخفف هذا الفوز الضعيف في الولاية التي حكمها والده جورج رومني لثلاث دورات في الستينيات، من وهج فوزه الواضح في ولاية أريزونا التي ينتمي اليها المرشح السابق للحزب السناتور جون ماكين الذي كان سباقاً لتزكية رومني الذي حصل على 47 بالمئة من الأصوات مقابل 27 في المئة لسناتوروم. ومن جهته واصل المرشح رون بول تسجيل نسب مقبولة في الانتخابات (١٢ بالمئة من الناخبين في ميشيغن) ستدفعه الى مواصلتها حتى النهاية، في حين يبدو أن حملة المرشحة نيوت غيغريتش آخذة في الأفول بعد حلوله أخيراً في الولايتين.
وكان رومني، الذي يمثل الاعتدال في الحزب الجمهوري، كثف من جولاته الإنتخابية في ميشيغن وضاعف من الإعلانات وخصوصاً المتلفزة منها لاحتواء الصعود الكبير لسناتوروم بعد فوزه في ولايات كولورادو ومينيسوتا وميسوري في السابع من شباط (فبراير) الماضي وتفوقه على رومني في استطلاعات الرأي في ميشيغن وعلى المستوى الوطني وشكل تهديداً جدياً لرومني في ولاية يعول عليها استعداداً “للثلاثاء الكبير” في ٦ آذار (مارس) حيث تصوت 10 ولايات في يوم مفصلي.
إلا أن هذا الفوز لا يعني نهاية المتاعب لرومني فالأداء الجيد لسناتوروم والفارق الضئيل في النتائج يجعلان منه التحدي الأبرز الذي يواجه رومني خصوصاً مع التفاف المحافظين حوله بعد الضمور المستمر في شعبية غينغرتش.
وبفوزه في اريزونا وميشيغن، يكون رومني قد انتصر في ست ولايات مقابل اربع لسانتوروم وواحدة فقط لغينغريتش. وهو افضل تنظيما وتمويلا من خصومه ويبدو في طليعة السباق في عدد المندوبين لمؤتمر الحزب الجمهوري في آب (أغسطس) المقبل والذي سيحدد اسم الفائز الذي سيواجه الرئيس باراك أوباما في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وفي خطاب أمام مؤيديه في ميشيغن، أكد سانتوروم انه مرتاح لادائه. وقال “نجحنا في احتلال حديقة احد معارضينا في سباق نصحنا الجميع بنسيانه لاننا لا نملك اي فرصة” للفوز فيه. وقد نجح هذا الكاثوليكي المتشدد في جمع عدد من الجمهوريين حوله، يعتبرون رومني معتدلا جدا. لكن معارضته الشديدة لحق الاجهاض حتى في حالات الاغتصاب، ولمنع الحمل يمكن ان تنفر الناخبين المعتدلين اذا اختاره الجمهوريون لينافس أوباما في الانتخابات الرئاسية. والنتيجة هي ان ناخبين ديمقراطيين صوتوا عمدا الثلاثاء لسانتوروم في ميشيغن، الولاية التي يحق لكل مواطن التصويت في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين. ويعتقد هؤلاء الديموقراطيون انهم يخدمون بذلك مصلحة أوباما إذ أن استطلاعات الرأي تشير الى ان فرص سانتوروم في الفوز في الانتخابات الرئاسية اقل من تلك التي يتمتع بها رومني.
وقد عبر أوباما، الثلاثاء الماضي ،عن ثقة كبيرة في فوزه في الانتخابات الرئاسية. وقال انه “بقي لي خمس سنوات” في السلطة، مستبعدا بذلك اي هزيمة في الاقتراع الذي سيجري في تشرين الثاني المقبل.
ومع ذلك، الانتصارات التي حققها رومني لا تضمن له فوزه بترشيح الحزب. فالطريق الى مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيعقد في نهاية آب في فلوريدا ما زال طويلا.
ففي ولاية اوهايو الهامة مثلا حيث سيصوت الناخبون الاسبوع المقبل، يشير استطلاع للرأي اجرته “جامعة كوينيبياك” الى تقدم سانتوروم بسبع نقاط على رومني (36 بالمئة مقابل 29 بالمئة).
ومن ناحيته، قال رومني لأنصاره المبتهجين في مدينة نوفاي “لم نكسب بفارق كبير لكن كسبنا بفارق كاف.. وهذا هو المهم”.
وطوال تقلبات السباق الجمهوري أكد مساعدو رومني على ان تركيزهم ينصب على الفوز بأصوات 1144 مندوباً مطلوبة في المجمع الانتخابي للفوز بترشيح الحزب. ويقول محللون ان مرشح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية لن يحسم قبل حزيران (يونيو) القادم. ويخشى زعماء جمهوريون من ان إطالة أمد المنافسة في سباق الحزب واحتدامها قد يضر بالمرشح الجمهوري في نهاية المطاف. وانخفضت بالفعل نسبة التأييد التي يحصل عليها رومني في استطلاعات الرأي مع احتدام شدة المنافسة.
العرب في انتخابات ميشيغن
تعدت نسبة الإقبال على الانتخابات التهميدية 15 بالمئة في مدن منطقة ديترويت ذات الكثافة العربية. وكشف فرز الأصوات في مدينة ديربورن عن أغلبية مقترعة جاوزت الـ44,2 بالمئة لصالح رومني، بينما نال سانتوروم 31,87 بالمئة من نسبة أصوات ناخبي المدينة، وجاء المرشح رون بول الذي يتمتع بشعبية في أوساط الجالية العربية ثالثا بنسبة 16,12 بالمئة. وحل المرشح نيوت غينغريتش رابعا بنسبة 5,16 بالمئة.
وكانت نسبة المصوتين لصالح بول في مدينة ديربورن قد سجلت ما يزيد بخمسة نقاط عن المستوى الوطني. مع العلم أن بول فاز بأغلبية أصوات الناخبين في ثلاثة مدن في ميشيغن هي ديترويت وهايلاند بارك وإنكستر.
وكانت نسبة الإقبال في شرق مدينة ديربورن التي تعيش فيها أغلبية عربية، مقارنة مع غرب المدينة، وسجلت مركز اقتراع مدرسة “سالاينا” أقل النسب، 1,01 بالمئة، بينما سجلت مركز “كلية هنري فورد” أعلى النسب، بمقدار 27,11 بالمئة.
Leave a Reply