ديربورن هايتس – خاص “صدى الوطن”
حضر ما يقارب العشرين من أولياء الأمور العرب الأميركيين إجتماع مجلس إدارة ثانوية “كريست وود”، في مدينة ديربورن هايتس، الإثنين الماضي، للمطالبة بوقف ممارسات التمييز التي تقوم بها منطقة “كريست وود” التعليمية التي تقع الثانوية في نطاقها ضد الطلاب العرب الأميركيين، على خلفية نقص تأمين خدمات التعليم المناسبة للطلاب الأجانب (ممن تعد اللغة الإنكليزية لغتهم الثانية) لتأهيلهم للنجاح الأكاديمي كما تقضي القوانين الفدرالية، إضافة الى عدم توظيف المنطقة لمعلمين عرب أميركيين أيضاً.
وجاء هذا الإجتماع بعد أسبوع واحد من رفع المرشدة الطلابية في ثانوية “كريست وود” هيام برنجقجي شكاوى الى وزارة العدل الأميركية ودائرة الحقوق المدنية التابعة لوزارة التعليم الأميركية ولجنة “تكافؤ الفرص الأميركية” تطالب بالتحقيق في ممارسات تمييزية تقوم بها منطقة “كريست وود” التعليمية ضد الطلاب الذين يتعلمون اللغة الانكليزية كلغة ثانية (حيث لديهم معلمة مرخصة واحدة)، كما وباشرت السلطات الفدرالية فوراً تحقيقاتها بهذه الشكاوى.
إستهلت اللقاء رئيسة مجلس إدارة ثانوية “كريست وود” دونا أنسينيك التي قالت: “إن إدارة المدرسة توظف معلمين يدرسون ثنائية اللغة (إي أس أل) حسب الحاجة وبالقدرات المادية المتاحة في ظل الظروف الأقتصادية الصعبة التي تطال قطاع التعليم”. كما ونوهت بوجود معلمين مرخصين لتعليم ثنائية اللغة ومعلمين آخرين يساعدون الطلاب الذين لا يتقنون اللغة الإنكليزية.
وأشار نائب رئيس المجلس رون بانيتا الى أنه لم يسمع الأهل سابقا يشتكون من تدني المستوى التعليمي الذي يتلقاه أبناؤهم حتى الآن. وأبدى استغرابه عن وجود شكاوى متكررة بالرغم من أن الفترة الطويلة السابقة لم تشهد أي نوع من هذه الشكاوى.
من ناحية أخرى، أكد أولياء الأمور العرب أنهم عبروا عن مخاوفهم على مدى سنوات، وجاءت الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها برنجقجي لتساعدهم كي يرفعوا الصوت عالياً.
كما نوهت برنجقجي الى أن المطالبة بضرورة تأمين معلمي للغة الإنكليزية كلغة ثانية بدأت منذ العام 2006. ودعمت هذه الحقيقة عبر زميليها المرشدين بيل إيبيت وجوان كوهلر، اللذين أكدا أن شكاوى أولياء الطلاب كانت تقدم منذ سنوات ولكن دون آذان صاغية أو إكتراث لمدى جدية المسألة.
وفي سياق آخر، عبرت إحدى المعلمات، من العرب الأميركيين، عن إستيائها مما تعرضت له من تمييز من قبل مجلس إدارة الثانوية، حين قدمت بطلب للحصول على وظيفة في منطقة “كريست وود” التعليمية في العام 2008 ولم تتلق أي رد على طلبها حتى اليوم. وقالت: “شخص واحد تقدم من أجل الوظيفة الشاغرة ونالها.. ولكنني نلت موافقة منطقتين تعليميتين أخريين للتعليم فيهما رغم أنني تخرجت من هنا”.
إلا أن أنسينيك تدخلت لتؤكد “أن المنطقة التعليمية لا تمارس التمييز العنصري أو العقائدي وتوظف الأفراد بناءً على خبراتهم ومؤهلاتهم لتولي المناصب الشاغرة”، حسب تعبيرها. وأضافت: “نقوم ما بوسعنا لتأمين الخدمات التعليمية لتتوافق مع إحتياجات التنوع الطلابي في المدارس الإبتدائية والثانوية لمنطقة “كريست وود” وذلك عبر معلمين مرخصين لتدريس ثنائية اللغة ومساعدين”.
وأشار تقرير وزع على الحاضرين في الإجتماع الى ارتفاع نسبة نجاح الطلاب وتفوقهم مقارنة مع مناطق تعليمية أخرى، في مواد كالرياضيات والعلوم..
أما أولياء الطلاب الحاضرين فقد أجمعوا على أن مجلس إدارة الثانوية يهمل الكثير من الشكاوى الموجهة اليه. كما وعبروا عن قلقهم من أن المنطقة التعليمية توظف معلمة لغة إنكليزية واحدة للطلاب ثنائي اللغة رغم أن التمويل الذي تتلقاه يجبرها على توظيف معلمين أكثر لتلبية حاجات الطلاب. وأشار أحدهم الى أنه لا يتوقع أن يكون كل المعلمين في الثانوية من العرب الأميركيين الا أن بوجود الأكثرية الساحقة من الطلاب العرب الاميركيين يجعل من وجود معلمين من نفس الخلفية أمر شبه بديهي كي يستطيع التلاميذ التواصل مع معلميهم بصورة أفضل.
وتعهد المجلس التربوي لمنطقة “كريست وود” أن يجيب على المزيد من تساؤلات الأهالي في اجتماع آخر سيعقد في 12 آذار (مارس) المقبل في مكتب ثانوية “كريست وود”.
Leave a Reply