بدعوة من “المجلس الاغترابي اللبناني”
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
دعا “المجلس اللبناني الاغترابي”، الخميس الماضي في قاعة “بيبلوس” في ديربورن، نائب حاكم مصرف لبنان المركزي السيد رائد شرف الدين للحديث عن الأوضاع المالية والمصرفية في لبنان، وتأثيرات مشروع قانون أميركي جديد مسمى بـ”قانون تطبيق النظام الضريبي على الحسابات المصرفية الخارجية للأميركيين” (فاكتا) والذي من المقرر أن يصبح ساري المفعول بشكل رسمي في كانون الثاني (يناير) العام 2013، حيث صدرت نسخته الأولى الشهر الماضي ومن المقرر أن تصدر المسودة النهائية لمشروع القانون في منتصف العام الحالي.
ويهدف “فاكتا” إلى تقليص حالات التهرب الضريبي، وبحسب القانون الجديد، بحال إقراره، فإن المؤسسات المالية الخارجية، كالبنوك وشركات الاستثمار، وبعض شركات التأمين الصحي، على سبيل المثال، ستطالب بالكشف عن الحسابات المصرفية الشخصية للمتهربين من الضرائب.
ورجح شرف الدين أن مصرف لبنان المركزي سيدخل في اتفاقية مع “فاكتا” وسوف يلتزم بها، ولكن السرية المصرفية تشكل الدعامة للقطاع البنكي والمصرفي في لبنان وبالتالي لابد من العمل على إيجاد تسوية مناسبة تراعي الطرفين.
ونوه إلى أن النظام البنكي لديه العديد من الوسائل للتحقيق بالحالات المحتملة للتهرب الضريبي.
ورد شرف الدين على أسئلة عدد من الحاضرين ولكنه رفض الإجابة بالتفصيل على الأسئلة المتعلقة بتأثيرات “فاكتا” قائلا أن البنك مايزال يدرس طبيعة الأنظمة القادمة، وحول سؤال فيما إذا ضروريا أن يتم الإبلاغ عن الحوالات المالية التي “قد يرسلها شخص إلى أمه في لبنان” أجاب: “لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال في هذه اللحظة.. عندما يستجد أي شيء جديد بخصوص القوانين القادمة سوف نقوم بإخبار الناس بذلك، وسوف نقوم برفع جميع المعلومات على موقع المصرف الإلكتروني: bdl.gov.lb.
وفي سياق آخر، تحدث شرف الدين عن الأوضاع المالية والنقدية في لبنان، ووصفها بـ”الصلبة والمستقرة” ولفت إلى أهمية الدور الذي يلعبه المغتربون اللبنانيون في الولايات المتحدة في تقوية اقتصاد بلادهم وتنميته.
كما استبعد وجود أية تأثيرات للاضطرابات التي تشهدها سوريا وأن يكون لها تأثير على سعر صرف الليرة اللبنانية، وقال: “إن لبنان يختلف عن باقي الدول التي تأثرت أحوالها بسبب تداعيات الربيع العربي كما هو الحال في مصر وليبيا.. لقد مرت أوقات طويلة كانت فيها الأداء الحكومي معطلا ومع ذلك لم يؤثر ذلك على الأحوال النقدية والمصرفية في لبنان”.
من جانبه، كان رئيس المجلس الاغترابي نسيب فواز قد تحدث في بداية اللقاء عن مهام المجلس وأهدافه وإنجازاته المتعددة التي ترمي إلى تطوير شبكة العلاقات بين رجال الأعمال العرب والأجانب.
تجدر الإشارة إلى شرف الدين قد حل، الثلاثاء الماضي، ضيفا على “جامعة ميشيغن”-فرع ديربورن بدعوة من “اتحاد الطلاب العرب” ليتحدث عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية العربية في ظل الربيع العربي.
وقال: “إن شرارة الربيع العربي انطلقت ضد الأنظمة المدعومة من الغرب، وأن الصحوة العربية تتطلع نحو التغيير”. وأشار إلى ضعف الاقتصادات العربية وانتشار الفساد وتدني المداخيل الوطنية تزيد من تفاقم وضغط الأوضاع المعيشية، وشدد على أن غياب سياسات التخطيط الاقتصادي حتى في بعض البلدان النفطية يزيد من تعقيد المشكلة.
كما شارك شرف الدين في اجتماع مع فعاليات اقتصادية عربية أميركية شرح لهم بعض المستجدات المالية والاقتصادية في لبنان، إضافة الى مشاركته في الحفل السنوي الذي أقامه فرع مؤسسات الامام الصدر في أميركا، السبت الماضي في “المركز الإسلامي في أميركا” وتحدث عن الدور الاجتماعي الذي تلعبه المؤسسات لجهة رعاية المحتاجين وإعادة تأهليهم ليشاركوا في صنع الحياة بدل أن يصبحوا عالة عليها بسبب ظروفهم البائسة.
Leave a Reply