ديترويت – خاص “صدى الوطن”
رفض المجلس البلدي في ديترويت، يوم الثلاثاء الماضي، مشروع اتفاق تم بين البلدية ومسؤولين في الولاية بشأن الوضع المالي للمدينة التي تواجه خطر الإفلاس. وتعليقاً على ذلك قال الحاكم ريك سنايدر إنه يرحب بأي مقترح من جانب مدينة ديترويت لإيجاد الحلول اللازمة لديترويت للخروج من مأزقها.
وقال سنايدر للصحفيين في لانسنغ، الخميس الماضي، إن المشروع الذي تم رفضه “ليس سوى مسودة ونحن نرحب بأي اقتراحات تعديلية، من جانب المجلس أو رئيس البلدية دايف بينغ، إذا كانت واقعية”. وقال سنايدر، قبل توجهه الى أوروبا في إطار رحلة عمل، أن حكومة الولاية لن تنقذ ديترويت من عجزها البالغ ١٩٧ مليون دولار للعام الحالي ورفض مقولة أنه على الولاية مستحقات للمدينة بقيمة ٢٠٠ مليون دولار.
حال المدينة
وقبل أن يتم رفض المشروع في المجلس البلدي، تعهد رئيس البلدية دايف بينغ بمواصلة العمل “لإيقاف ديترويت مالياً على قدميها”، ودون اللجوء لمساعدة مدراء الطوارئ المالية المعينين من الولاية.
وقال بينغ في خطاب حال المدينة مؤخراً، أنه وحاكم الولاية اتفقا أن خيار مدير الطوارئ المالية ليس الخيار الأفضل لديترويت وأنهما يعملان سوياً لإيجاد حل مناسب. وأكد بينغ في خطابه وجود أزمة مالية خانقة تمر بها المدينة، مشيراً إلى بعض التفاصيل. وذكر بينغ العديد من انجازاته وحاول في حديثه رسم صورة متفائلة لمستقبل ديترويت، محاولاً عدم التطرق إلى مشكلة ديترويت الاكثر الحاحا، وهي العجز المالي.
وقد أظهرت تقارير أن بلدية ديترويت لم يبق لها في حساباتها المصرفية أكثر من 42,5 مليون دولار، مع الاشارة إلى أنها بحاجة إلى 60 مليون لتغطية مصاريفها الشهرية، ويتوقع أن تنهي ديترويت سنتها المالية في 30 حزيران (يونيو) بحساب سالب يصل إلى 46,8 مليون دولار. إلى ذلك, قال عضو المجلس البلدي كين كوكريل بأن بينغ لم يكن واضحاً فيما ينوي فعله لسد العجز، وقال “لا يمكننا الانتظار أسابيع وشهوراً ونحن نقلب في هذا الموضوع” وقال “بعد خطاب رئيس البلدية، ما عاد أمامنا سوى أن نسأل بينغ ما الذي سوف يفعله في هذا الأمر”.
من جانبه، قال رئيس المجلس البلدي تشارلز بيو “أود معرفة ما إذا كنا بصدد الإفلاس آخر الشهر”، مؤكداً أن بينغ تم استدعاءه إلى المجلس لاعطاء تفاصيل حول كيفية العمل لتوفير المال.
وفي خطابه الثالث حول حالة المدينة أوضح بينغ أنه قادر على حل مشاكلها ولكن بمساعدة حاكم الولاية ومشرعيها.
ويقول خبراء أن الاتفاق بين بينغ وسنايدر يعني اشهار حالة افلاس منظمة، مثلها في ذلك مثل الجسر المالي الذي كانت الحكومة الفدرالية منحته لشركة “جنرال موتورز”، حيث ستمنح الولاية ديترويت مساعدة طارئة وتساعدها في تطوير خطة للسداد. وقال بينغ خلال خطابه في قاعة “ايرما هندرسون” في الطابق 13 من مبنى البلدية “هذا لا يعني أن هذا سيكون نهاية مطافنا.. بل أنه إعادة لتعريفنا من نحن كمدينة، وكيف نعمل كبلدية، وكيف أننا نقدم خدمات جوهرية لأهالي ديترويت الذين يحاولون ولو ببطء تلمس طريقهم”.
وأضاف أن إدارته تسعى بأسلوب مزدوج لاستعادة استقرار المدينة المالي، أولاً عبر تحقيق تدفق السيولة من خلال عقد اتفاقات مع 48 من الاتحادات العمالية وثانياً من خلال تقليص حجم الحكومة والاستمرار في تقديم الخدمات الجوهرية للناس.
وقال بينغ “أننا نمر بأوقات حاسمة وعصيبة لم تمر بها ديترويت في تاريخها وهذا يستدعي المناقشة والشفافية والعمل الجاد”. وأضاف “أريد منكم أن تعلموا أن التزامي لم يتغير وهو إعادة الاستقرار المالي للمدينة وتحسين نوعية الحياة للأهالي”.
وكان بينغ تطرق في كلمته التي استغرقت 30 دقيقة إلى المواضيع الأساسية، الأمن العام، التعليم، الإعمار والإستثمار. وتعتبر هذه أول مرة يلقي فيها رئيس بلدية ديترويت خطابه عن حال المدينة في مكان غير مركز “ماكس فيشر” الموسيقي، وذلك بهدف توفير التكاليف. وكان بينغ أطلق عدة برامج تهدف إلى تحسين واستقرار مناطق الجوار، من بينها:
مزيد من التفاصيل
– عون من الولاية: ديترويت بحاجة لدعم مالي من الحاكم والمشرعين لتفادي مدير طوارئ مالية.
– الإضاءة: ستشكل سلطة للاشراف وإدارة صندوق بـ 150 مليون دولار لاصلاح الاضاءة في الشوارع.
– الهدم: الجهود مستمرة لهدم 6000 عقار مهجور بحلول تموز (يوليو) المقبل وهدم مجمع “بروستر دوغلاس” السكني المطل على الطريق “75”.
– إعادة استملاك: مبادرة لتطوير الجوار تتيح لأهالي هبارد فارمز وسبرينغ ويلز فيلاج لشراء أراضي مملوكة للمدينة مهجورة بمبلغ 200 دولار عبر البريد وتوسيع هذه المبادرة إلى مناطق أخرى لاحقاً.
– مرافق الترفيه: لا اغلاق لأي من المرافق الترفيهية على ان توضع جداول جديدة لساعات الاستقبال.
– التوظيف: سيقلص حجم حكومة البلدية من 13,400 موظف إلى 10,800 والسعي إلى شراكات مع القطاعين العام والخاص لدعم برامج الشباب الصيفية.
Leave a Reply