فعاليات مجتمعية وحقوقية تنفي وجود دوافع عنصرية خلف الجريمة
ديترويت – خاص “صدى الوطن”
استقطبت حادثة مقتل زبون افريقي أميركي، يوم السبت الماضي، في محطة وقود “بي <ـي” في ديترويت يملكها عربي أميركي اهتمام وسائل الإعلام المحلية فيما تواصل اعتصام أمام المحطة احتجاجا على الجريمة ما أدى الى إغلاقها مؤقتاً.
وفيما عبر صاحب المحطة عن صدمته جراء الحادث، وعن نيته بالتواصل مع أهل الضحية والعمل على مساعدتهم بكل استطاعته، بما في ذلك مشاركته في جمع تبرعات من أجل تكاليف مراسم الدفن والعزاء، دعت والدة الضحية الى إنزال عقوبة السجن المؤبد للقاتل بينما طالب متظاهرون بإغلاق المحطة.
وقال رجل الأعمال اللبناني الذي يملك المحطة إنه لم يكن يتصور أن تشهد محطته مثل هذه الجريمة المأساوية، وأنه كان يقوم بتدريب عماله وتوجيههم على الدوام بعدم الاشتباك مع الزبائن، لفظيا أو جسديا، حتى ولو كانوا عدائيين.
وكان الشاب مايكل هاينس (24 عاما) قد قضى جراء إصابته بطلق ناري في الظهر، صوبه عامل المحطة اليمني الأميركي ابراهيم قاسم صالح، بعد مشادة كلامية بينهما عقب مساومة الزبون على سعر واق ذكري اشتراه وأراد إرجاعه، ولدى خروج الزبون من المحطة قام بضرب وإيقاع بعض الرفوف تعبيرا عن غضبه، فما كان من عامل المحطة، صالح، إلا أن خرج من مقصورته الزجاجية، وقام بإطلاق الرصاص عليه في الظهر لينقل لاحقاً الى المستشفى حيث فارق الحياة.
وأبدى صاحب المحطة تعاطفه مع أهل الضحية، ولكنه رفض في الوقت ذاته، اقتراحات البعض بإغلاق المحطة رغم الاعتصام المطالب بذلك، وقال: “لقد أمضيت سنوات في إقامة علاقات جيدة مع الجوار، أنا أحب الجيران والزبائن وأحترمهم، وقال تواصل الكثيرون منهم معي بعد الحادثة وعبروا عن عزائهم وتضامنهم معي”.
ومع تواصل التظاهر أمام المحطة وفرض إغلاقها مؤقتاً عمل صاحب المحطة مع فعاليات مجتمعية في المنطقة لتفريغ الأجواء من الشحن والغضب وسوء الفهم الذي قد يدفع البعض إلى تحميل الحادثة تبعات ضارة، مثل الحديث عن وجود دوافع عنصرية وتمييزية وراء الحادثة.
وشدد إمام “المركز الإسلامي في ديترويت” عبدالله الأمين إلى أنه لا توجد أسباب عنصرية وراء اقتراف الجريمة، وإنما يجب الانتباه إلى طبيعة الأجواء التي تؤدي إلى مثل هذه المآسي والتي تشير إلى تراجع القيم الخاصة بحقوق الإنسان.
وقال: “القصة بمجملها يجب أن تكون حول السبب الذي أدى إليها، وليس حول هوية الشخص الذي قام بارتكاب الجريمة، وإن تبادل توجيه اللوم إلى هذا الطرف أو ذاك سيزيد في تعميق مشاعر التوتر والضغينة”.
من ناحيته، قال الناشط في منظمة “تحالف ديترويت ضد وحشية الشرطة” رون سكوت “إنه بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) العام 2001، فإن العرب الأميركيين والأفارقة الأميركيين يتشاركون الكثير من القضايا وقد وجدوا أنفسهم يواجهون نفس التحديات”. وشدد على أن الناس ليسوا غاضبين من صاحب المحطة والعاملين فيها، ولكنهم مستاؤون من إطلاق النار على الشاب هايس وقد أصبحت المحطة رمزا لتلك الجريمة.
وختم بالقول: “إنه وضع سيء بكل حال”.
في الأثناء، يواجه المتهم صالح اتهاما بارتكاب جريمة من الدرجة الأولى سوف تؤدي به إلى السجن مدى الحياة، وقد قامت عائلته برفع قضية قانونية ضد المحطة وصاحبها والمستشفى الذي تم إسعاف هايس إليه، بحجة أنهم تأخروا في تقديم العلاج إليه، مما أدى إلى مفارقته الحياة.
Leave a Reply