ضغوط الأهالي والمعلمين والجهات الحقوقية متواصلة على ”كريست وود”
ديربورن هايتس – خاص “صدى الوطن”
يستمر الجدل القائم حول إهمال منطقة “كريست وود” التعليمية (مدارس ديربورن هايتس) للطلاب الأجانب خاصة فيما يخص نقص تأمين خدمات تعليم الطلاب ثنائيي اللغة (برنامج إي أس أل)، ممن تعد اللغة الإنكليزية لغتهم الثانية.
وقد إجتمع مجلس “كريست وود” التعليمي، الإثنين الماضي، بحضور عدد من أولياء الأمور العرب الأميركيين وممثلين عن جمعيات حقوقية لمتابعة التنديد بالتمييز والتعبير عن القلق من نقص البرنامج لتأهيل التلاميذ للنجاح الأكاديمي والمطالبة بالأجوبة على الأسئلة التي طرحت في اللقاء السابق، لكن المجلس، بدوره، أكد أنه يلبي شروط الولاية في تأمين الخدمات للطلاب الأجانب.
ويوجد الآن معلم واحد مرخص لتعليم الطلاب ثنائيي اللغة الذين يبلغ عددهم لـ351 طالباً في منطقة “كريست وود” وهم بحاجة الى برنامج “إي أس أل” لتوفير سبل النجاح الأكاديمي لهم.
الضغط على المجلس التعليمي أثمر حتى الآن قيام المجلس بفتح وظيفة تطلب معلم لبرنامج “إي أس أل” إضافة الى مساعدين لهم. وجاءت هذه الخطوة بعد الشكاوى المتزايدة من قبل المعلمين والأهالي كما انخرطت اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز” (أي دي سي) فرع ميشيغن، في هذه المعركة بعد أن تقدمت مرشدة طلابية بشكوى قانونية ضد منطقة “كريست وود” تتهمها بالتقصير في تعليم الطلاب الأجانب وعدم توظيف معلمين عرب أميركيين.
وفي اجتماع الإثنين الماضي، قال أعضاء المجلس التعليمي أن المساعدة المالية التي تتلقاها الثانوية من حكومة ولاية ميشيغن بالكاد تكفي لدفع مستحقات أستاذ واحد متخصص في تعليم برنامج “إي أس أل” وسط رفض الأعضاء لتخصيص أموال من الصندوق العام للمنطقة لصالح برنامج “إي أس أل”. ورغم احتجاجات الأهالي صرحت عضو المجلس التعليمي كوليين كريزانياك بالقول: “أعتقد أن المنطقة تقوم بعمل ناجح.. لكنني أريد أن أسمع المزيد من الأهالي الذين يشكون من كون أولادهم لا يتلقون التعليم المناسب”. وأضافت: “نخصص في منطقة كريست وود المزيد من الأموال لتأمين التعليم المناسب للطلاب وأكثر من أي ثانوية أخرى في الولاية”.
وشجع أعضاء المجلس أولياء الأمور وكل من يعتقد أن الدعم المالي للثانوية غير كاف بأن يرفع قضية إلتماس الى الولاية يطلب فيها المزيد من الدعم المالي.
من ناحيتها، تساءلت زينب حسين، عضو “لجنة تكافؤ الفرص الأميركية”، وهي إحدى الجهات التي تلقت الشكاوى، “كيف بإمكان معلم “إي أس أل” واحد أن يخدم 76 تلميذ في ثانوية “كريست وود” وحدها؟.
وردت عليها مديرة منطقة “كريست وود” التعليمية لورين فان فالكنبورغ بالقول: “إن ولاية ميشيغن تعتقد أن هذا الأمر يمكن تحقيقه وأن أستاذ واحد كاف لهذه المهمة”.
والجدير بالذكر، أن المرشدة الطلابية في ثانوية “كريست وود” هيام برنجقجي أقدمت على رفع شكاوى الى وزارة العدل الأميركية ودائرة الحقوق المدنية التابعة لوزارة التعليم الأميركية و”لجنة تكافؤ الفرص الأميركية” الشهر الماضي. وطالبت بوقف التمييز التي تقوم به منطقة “كريست وود” التعليمية ضد الطلاب الأجانب، ومعظمهم من العرب الأميركيين، بسبب نقص خدمات التعليم المناسبة لهم والتي تؤهلهم للنجاح الأكاديمي. وتولت “أي دي سي-ميشيغن” قضية برنجقجي. كما تلقت “الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية” (أي سي آر أل) شكاوى حول برنامج “كريست وود” لتعليم ثنائية اللغة. وقال المدير التنفيذي للرابطة رشيد بيضون بأنه يتم حالياً ”دراسة مسارات مختلفة من أجل التصدي لمخاوف أولياء أمور الطلاب وقلقهم”.
وبرأي المجلس التعليمي فإن منطقة “كريست وود” تتبع كل إرشادات وشروط الولاية للتأكيد على أن طلاب ثنائية اللغة يتلقون خدمات تعليمية مناسبة لتأمين لهم النجاح الأكاديمي، وحتى ذهب الأعضاء لتأكيد أن منطقتهم تتفوق على المناطق الأخرى، حسب معايير “دائرة التعليم في ميشيغن” وطالب أعضاء المجلس المشتكين بإثبات أن الطلاب لا يتلقون الخدمات المطلوبة.
وفي هذا السياق، إعتبرت رئيسة المجلس التعليمي دونا أنسينك أن المنطقة تقدم الخدمات المتوافقة مع قوانين الولاية ولو أن هذه الخدمات لم تتوفر كالمطلوب لما تلقت الثانوية الدعم المالي بصورة دائمة.
وحسب تعبيرها “فإن المنطقة مطالبة بالتصريح عن كل الأموال التي تصرف وكيف صرفت وذلك للتأكيد على أن الأموال تصرف في المواقع المطلوبة والملائمة”. وأشارت فالكنبورغ الى أن الثانوية تلقت مراجعة الحسابات الروتينية، في الخريف الماضي، من “دائرة التعليم في ميشيغن” وإستعرضت كل الأصول لتتأكد من تطابق مؤهلات البرامج التعليمية. وأضافت: “لو أن المعايير لم تتطابق، لكانوا أوقفونا حينها”.
نائب رئيس المجلس رون بانيتا كان أكثر شدة بحديثه وتساءل لماذا لم نسمع شكاوى الأهالي (من العرب الأميركيين) سابقاً، حول تدني المستوى التعليمي الذي يتلقاه أبناؤهم.. لماذا الآن”. وأبدى بانيتا إستغرابه عن وجود شكاوى متكررة بالرغم من أن الفترة الطويلة السابقة لم تشهد أي نوع من هذه الشكاوى.
ورد رشيد بيضون على تساؤلات بانيتا بالقول “ما طرحه بانيتا لا يجب أن يكون السؤال المطروح بل يجب أن نسأل: كيف بإمكاننا إيجاد الحلول”.
كما أنه حسب برنجقجي، فإن أولياء الامور والطلاب وبعض المسؤولين في المنطقة التعليمية رفعوا الشكاوى على مدار سنوات ولكنه تم تجاهلها.
وأكد بانيتا، أيضاً، رفضه لتخصيص أموال من صندوق منطقة “كريست وود” التعليمية العام لبرنامج “إي أس أل”.
وشارك سامر سعد، خلال الاجتماع الذي عقد في مبنى المجلس التعليمي، قصة زوجته التي منذ ثلاث سنوات، كانت تعلم في إحدى مدارس منطقة “كريست وود”، ولكنه تم طردها “بعد أن تحدثت سهوا ثلاث كلمات باللغة العربية وهي تدرس أحد الصفوف”، فإشتكى عليها أحد الطلاب لمدير الثانوية الذي بدوره عبر عن سخطه “لأن المدرسة هي مكان لتحدث اللغة الإنكليزية فقط”. وتم إستبدالها من قبل المنطقة التعليمية بمدرس آخر.
من ناحيته، قال مساعد مدير ثانوية “كريست وود” جون تافلسكي أنه عين طلاب معززين بثنائية اللغة في مواقع قيادية لمساعدة طلاب آخرين ممن يحتاجون هذه الخدمة. ويخضع الطلاب للفحص من أجل تحديد المستوى التعليمي لبرنامج “إي أس أل” الذين يحتاجون اليه. وأكد أن التعليم المناسب يقدم لهؤلاء الطلاب..
Leave a Reply