تفجيرات دموية في العراق تستهدف القمة العربية
بغداد – تعرضت حوالي 14 مدينة ومنطقة عراقية، يوم الثلاثاء الماضي، لسلسلة من التفجيرات والهجمات الدامية، أدت الى مقتل 52 شخصا، وإصابة حوالي 250. واخترقت حملة أمنية واسعة النظاق تنفذها الحكومة العراقية لضمان أمن القمة العربية المقرر عقدها في بغداد في 29 آذار (مارس) الحالي.
في هذا الوقت، شن رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني هجوما على الحكومة المركزية في بغداد، بنكهة انفصالية، معتبرا أن “العراق يتجه نحو الهاوية، وأن فئة قليلة على وشك أن تجر العراق باتجاه الديكتاتورية”، داعيا الجميع الى تدارك الوضع والجلوس معاً لحل الموضوع، ملمحاً الى إمكان إجراء استفتاء يؤدي الى انفصال الأكراد.
وكان الثلاثاء الماضي، أكثر الأيام دموية في العراق منذ 23 شباط (فبراير) الماضي عندما وقعت عشرات الانفجارات في أنحاء البلاد وأدت الى مقتل 60 شخصا. وأظهر اتساع نطاق التفجيرات والهجمات المنسقة في مدن ومناطق تمتد من الشمال إلى الجنوب والوسط أن هناك تصميما واضحا من جانب المسلحين على إثبات أن الحكومة لا يمكنها المحافظة على الأمن في البلاد قبل القمة العربية. وقالت مصادر أمنية وطبية أن 52 شخصا قتلوا وأصيب حوالي 250 في ثلاثين هجوما وتفجيرا استهدفوا 14 مدينة.
وأدان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الهجمات معتبرا أنها “تهدف إلى إفشال عقد المؤتمر الوطني والقمة العربية”. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إن “الهدف من الهجمات هو تقديم صورة سلبية عن الوضع الأمني في العراق”، مضيفا أنه “سيتم تكثيف الجهود الأمنية لمواجهة هجمات الجماعات الارهابية وسد الثغرات التي استخدموها في اختراق الأمن سواء في بغداد أو في المحافظات الأخرى”.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: “رغم هذه الجهود من المتطرفين مازال العنف في العراق عند مستويات متدنية على نحو تاريخي”. واضاف “أظهرت القوات العراقية قدرتها على التعامل مع التحديات الأمنية الموجودة في هذا البلد مرة بعد الأخرى في السنوات القليلة الماضية، ونحن نثق بقدرتها”.
وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان “إن سوريا إذ تشدد على أن لا دين للارهاب ولا وطن له وتؤكد أن يد الإرهاب الآثمة التي ضربت دمشق وحلب مؤخرا هي ذاتها التي استهدفت المدن العراقية الشقيقة.. وأن الدماء الطاهرة التي سالت على الأراضي العراقية هي ذاتها التي سالت قبل أيام على شقيقتها السورية”. وأعربت عن أملها أن يعود للعراق أمنه واستقراره.
انفصال الأكراد؟
وفي سياق المسألة الكردية، قال البرزاني في خطاب موجه الى الأكراد بمناسبة عيد رأس السنة الفارسية (النوروز)، “كثيرون من الأشخاص كانوا يتصلون ويطلبون منا أن نعلن اليوم بشرى كبيرة لشعب كردستان لذا فنحن نطمئنكم بأن ذلك اليوم آت إن شاء الله كي تعلن فيه تلك البشرى، ولكنها يجب أن تكون في الوقت المناسب. لكن كونوا مطمئنين بأن البشرى آتية لا محالة”.
وأضاف “إن العراق في هذه الأيام يشهد أزمة جدية، وعندما نقول أزمة جدية فإننا ندرك ما نقول وما نعنيه، وإننا سعينا دائما كي نخدم أخوتنا العرب والتركمان والآشوريين والكلدان في عموم العراق، كسعينا لخدمة كردستان، لأننا نريد خدمة العراق عموما”.
حكومة بغداد.. و”جيش مليوني”
وتحدث البرزاني عن الخلافات مع الحكومة المركزية، موضحا أن على كركوك والمناطق المتنازع عليها، ودور البشمركة وقضية النفط والغاز و”تشكيل جيش مليوني يكون ولاؤه لشخص واحد. فمتى حصل وفي اية بقعة من العالم أنه يوجد هناك شخص يجمع في يديه مناصب مثل القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس الاستخبارات ورئيس مجلس الأمن القومي”. وتابع “إننا نؤكد الالتزام بتحالفنا مع أخوتنا الشيعة، لكن ليس مع هذه الفئة التي احتكرت كل مفاصل السلطة ولاتحسب للآخرين أي حساب، ولكنني متأكد من الشيعة هم غير راضين بهذا الوضع قبل الأكراد والسنة”.
وقال “لقد حان الوقت الذي نقول فيه كفى، لأن العراق يتجه نحو الهاوية، وأن فئة قليلة على وشك جر العراق باتجاه الديكتاتورية، فالعراق يشهد أزمة جدية، وأن دوام وضع كهذا غير مقبول بالنسبة الينا على الإطلاق. ولهذا أدعو جميع قيادات الأحزاب والأطراف السياسية العراقية الى تدارك الوضع والجلوس معا في وقت عاجل، وذلك لوضع الآليات والإسراع في ايجاد حل لهذا الوضع ومعالجته في فترة قصيرة جدا، وإلا فإننا سنلجأ لشعبنا وآنذاك سيتخذ شعبنا قرارنا النهائي، وهذا لكي لا تلقوا علينا بالائمة بعد الآن”.
Leave a Reply