تتجه لتجاوز السعودية وروسيا كأكبر منتج للطاقة
واشنطن – مع الارتفاع المتواصل لأسعار الطاقة، وخاصة أسعار البنزين، قال أحد أبرز المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، ديفيد بلوف، إن خيار اللجوء إلى المخزون الاستراتيجي من النفط في الولايات المتحدة لمواجهة ارتفاع أسعار المادة في الأسواق الدولية يبقى “خياراً قائماً”، ولكنه اعتبر أن الخطوة ليست مجرد “قرار سياسي” بل تعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل.
وقال بلوف، أحد كبار المستشارين في البيت الأبيض، في مقابلة مع “سي أن أن” إن اللجوء إلى هذا الاحتياطي لدفع الأسعار نحو التراجع هو من بين الخيارات التي تفكر بها واشنطن، مضيفاً أن الولايات المتحدة سبق لها فعل ذلك عدة مرات في السابق لدى حصول مشاكل في إنتاج أو توزيع النفط عالمياً.
وأضاف بلوف: “لدينا الآن مشاكل في الإمدادات في مناطق مثل السودان، وهناك إنتاج لم يصل إلى ذروته بعد في مناطق مثل ليبيا”، مشيراً أيضاً إلى دور العقوبات الأميركية التي اعتبرها “ناجحة” على الاقتصاد الإيراني وتساهم في “خنقه”!. ولكنه أٌقر بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى القيام بالمزيد من أجل الحد من استهلاك النفط.
وكانت تقارير الاحتياطي النفطي قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن سعر غالون البنزين ارتفع بسنتين ليصل إلى 3,89 دولارات، وقد قام الحزب الجمهوري باستغلال قضية أسعار المحروقات للضغط على الإدارة الأميركية وانتقاد خططها الاقتصادية وخاصة تلك المتعلقة بقطاع الطاقة.
ويقول الحزب الجمهوري، الذي يتحضر لخوض معركة سياسية مع الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية هذا العام، إن الرئيس باراك أوباما قد جمد قدرات الولايات المتحدة على إنتاج النفط بسبب التركيز المفرط على البيئة.
ولكن البيت الأبيض رفض هذه الانتقادات وقال إن الإنتاج النفطي الحالي في الولايات المتحدة وصل إلى أعلى مستوياته منذ ثمانية أعوام، كما اعتبر أن زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة بمفردها لا يمكن له التأثير على الأسعار بالأسواق الدولية.
أميركا.. شرق أوسط جديد
وفي سياق متصل، كشف تقرير نشرته مجموعة “سيتي إنفستمنت ريسيرش آند أنالسيز”، الأربعاء الماضي، عن إمكانية ارتفاع إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة الأميركية وأميركا الشمالية بوجه عام إلى مستويات قياسية خلال السنوات الثمانية المقبلة.
وقد أطلق المحللون في “سيتي” لقب “الشرق الأوسط الجديد” على الولايات المتحدة نظرا لإمكانات الإنتاج الهائلة المتوقعة.
ويبدو الرسم البياني المرفق مع التقرير والمستند على معلومات من “بريتش بتروليم” غاية في التفاؤل، حيث يوضح إمكانية تجاوز إنتاج النفط والغاز الأميركي الإنتاج في كل من المملكة العربية السعودية، فضلا عن روسيا في نهاية العام القادم.
وطبقا لسيناريو أكثر اعتدالا، فإن إنتاج الولايات المتحدة من الطاقة سيتجاوز نظيريه السعودي والروسي عام 2020، لكن تبقى النتائج للطفرة المنتظرة في النمو أكثر أهمية من تجاوزه أم لا.
حيث سيدعم ذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة تتراوح بين 2 بالمئة إلى 3,3 بالمئة (حوالي 370 إلى 624 مليار دولار)، وذلك طبقا للإنتاج الجديد المتزامن مع تراجع في الاستهلاك، فضلا عن خلق 3,6 مليون وظيفة عام 2020.
وسيؤدي ذلك بالطبع إلى تقلص عجز الحساب الجاري الأميركي بنسبة تراوح بين 80 بالمئة إلى 90 بالمئة أي يصل عجزه إلى 0,6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي من 3 بالمئة، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار بنسبة تراوح بين 1,6 بالمئة إلى 5,4 بالمئة على حسب التغير في ميزان الحساب الجاري.
ويبقى توقع “سيتي” أشد تفاؤلا من “غولدمان ساكس” الذي يرى حدوث ذلك في عام 2017، وذلك على أساس أن الولايات المتحدة تستورد حاليا أقل من نصف احتياجاتها من النفط طبقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، في حين أنها قبل عامين كانت تستورد حوالي ثلثي تلك الاحتياجات.
Leave a Reply