ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تحت عنوان “الدين والإبلاغ، الإنخراط في حوار بين الشعوب” أحيى “مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية”- فرع ميشيغن (كير) حفله السنوي الـ12، الأحد الماضي في “المركز الإسلامي في أميركا” في مدينة ديربورن.
إستهل الحفل المدير التنفيذي لـ”كير-ميشيغن” داوود وليد الذي ندد بجريمتي القتل العنصرية التي أودت بحياة العراقية المسلمة شيماء العوادي في كاليفورنيا، والإفريقي الأميركي، ابن السابعة عشرة، ترايفون مارتن في فلوريدا. معتبرا أن الحادثتين تجمعهما دوافع عنصرية وتمييزية، فمارتن الأسود كان يرتدي كنزة بقبعة تغطي رأسه (هودي) وشيماء كانت ترتدي حجابا يغطي رأسها، حسب تعبيره.
وأشارت المتحدثة الرئيسية في الحفل سحر عزيز، والتي عملت كمستشارة للسياسة العليا لمكتب الحقوق المدنية والحريات المدنية في وزارة الأمن الداخلي الأميركية، الى التحديات التي تواجهها الأقليات العرقية في المجتمع الأميركي. وأكدت على أهمية الدفاع عن الحقوق المدنية والحريات دون الخوف من تبعات رفع الصوت عاليا، مستشهدتا بكبار القادة في حركات الحقوق المدنية للأفريقين الأميركين ومشيرة الى التحديات الصعبة التي يواجهها المسلمين.
وقالت: “النضال من أجل تحقيق العدالة لها أثمانها، سواء كنا محامين أو مواطنين محترمين، فليس بيننا أحد لم يطعن من الخلف”. وأضافت: “نحن مستعدون لدفع الثمن غاليا، لأننا ملتزمون أخلاقيا إتجاه أولادنا لحمايتهم من إنتهاكات الحقوق المدنية في مجتمعنا والذي إزداد بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)”.
عزيز، المصرية الجنسية والمسلمة الأميركية، برزت كمحامية ناشطة في الدفاع عن الحقوق المدنية ومعلقة وكاتبة وأستاذة جامعة. وأمضت عزيز وقتا في البحرين لإعداد تقرير عن التحديات التي تواجهها الإنتفاضة الشعبية التي يتهمها النظام الحاكم بالطائفية كـ”ذريعة لممارسة الوحشية وإنتهاك حقوق الإنسان”. وإعتبرت أن المتعصبين ضد الإسلام في أميركا يرغبون في خلق التقسيم بين أفراد المجتمع الواحد وبين المجتمع الإسلامي، الأمر الذي يستدعي وحدة الصفوف في مواجهة محاولات خنق الحريات والتعدي على الحقوق المدنية.
كانت تجربة عزيز في البحرين “ممتعة من حيث حسن ضيافة البحرينيين”، حسب قولها، إلا أنها عانت من قمع النظام الحاكم ما “دفعها الى إدراك مدى أهمية الحريات التي نعيشها في أميركا والتي من واجبنا الدفاع عنها لتبقى مصانة”.
وقالت: “أدركت مدى هشاشة حقوقنا الممنوحة من الدستور.. حريتنا هي ملك لنا، وليست ملك الدولة أو المتعصبين”. وأضافت: “هذه الحقوق ليست حكرا على أحد بل هي ملك الجميع وعلينا حمايتها طوال الوقت”.
وفي سياق آخر، تخلل الحفل جمع التبرعات لدعم “كير-ميشيغن” تولاها الامام سيراج وهاج في حين تحدث المحلل السياسي في راديو ميشيغن وأستاذ الصحافة في جامعة “وين ستايت” جاك ليسينبري.
وشهد هذا العام قفزة نوعية في تواصل “كير-ميشيغن” مع الوسائل الإعلامية إذ وصلت الوثائق الإتصالية الى 214 إتصال فتعدت السنة الماضية بـ 50 مرة، محققة بذلك هدفها في السعي الى الإستمرار كمصدر للمعلومات والآراء حول مجتمع المسلمين الأميركيين والتحديات التي يواجهها.
وشهد المجلس عاماً حافلاً تخلله رفع دعاوى قضائية ضد بلدة بيتسفيلد لرفضها طلب “الأكاديمية الإسلامية في ميشيغن” في إقامة مبنى، ودعوى ضد مدون محلي معادي للإسلام ودعوى ضد التنميط الذي تمارسه وكالة الهجرة والجمارك (آيس) والحدود الأميركية وغيرها.
وختاماً للحفل، كرمت “الجمعية الإسلامية الأميركية للتنوع” المحامية لينا مصري من “كير –ميشيغن” لخوضها معركة قانونية في ستيرلنغ هايتس لإفساح المجال ببناء أول مسجد في المدينة. كما كرمت “كير” التلاميذ الحائزين على منح مدرسية ضمن مبادرة روزا باركس. ومنحت أحمد ورحاب عامر جائزة “السلام والعدالة” لنضالهم الطويل في سبيل تحقيق العدالة وتمرير “قانون عامر” في ولاية ميشيغن.
Leave a Reply