ديترويت – خاص “صدى الوطن”
بدأ “تلفزيون ديترويت العام”، يوم الاثنين الماضي، ببث سلسلة تسجيلية بعنوان “قصص عربية أميركية”، يعرض للمرة الأولى تجارب ٣٩ عربياً أميركياً (رجال ونساء) يعملون في مجالات متعددة في كافة أنحاء الولايات المتحدة، نجحوا في أعمالهم وتركوا تأثيرات ملموسة في مجتمعاتهم.
ونالت السلسلة التي بدأ العمل عليها في العام ٢٠١٠ والتي تتألف من 13 حلقة، (بواقع ثلاث قصص في الحلقة الواحدة) دعماً ملموساً على المستوى الوطني ومساهمات مادية من منظمات وجهات فاعلة في ولاية ميشيغن وفرت عملية انتاجها وتوزيعها.
وقالت منتجة السلسلة آليشا سامز أنها “تأمل أن يتمكن عملها من كسر الصور النمطية حول العرب التي سادت في وسائل الإعلام بعد أحداث 11 ايلول (سبمتبر) 2001”. وأضافت: “بعد هجمات ١١ أيلول انتشر الكثير من المعلومات المغلوطة حول العرب الأميركيين، وقد قمنا بتحييد تلك المعلومات وركزنا على إظهار التنوع المحلي والديني والمهني للعرب الأميركيين”.
سامز، اللبنانية الأصل والتي تعيش في شيكاغو، أرادت من خلال السلسلة التلفزيونية أن تعيد اكتشاف ثقافتها العربية بعد عشرين عاماً من مسيرتها في مجال صناعة السينما والتلفزيون، والتي تخللتها أعمال عدة من بينها فيلم “أمريكا” (1999 للمخرجة شيرين دعيبس) والذي يتحدث عن قصة أم عربية تنتقل للعيش مع ابنها اليافع في إحدى الضواحي في ولاية إلينوي.
وفي هذا السياق قالت سامز “بعد الاستقبال الإيجابي لذلك الفيلم، نريد فرصا أكثر لكي نعرّف الآخرين بتراثنا وثقافتنا، إنه لمن الممتع أن تشاهد قصص نجاح عرب أميركيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة”.
وقد تم اختيار الأشخاص الذين تقدم السلسلة قصصهم من قبل لجنة خاصة مكونة من عشرين عضوا كان من ضمن مسؤولياتها أيضا توفير الدعم المالي لانتاج العمل التلفزيوني، وترأست اللجنة الرئيسة السابقة “للمجلس السوري الأميركي الثقافي” هدى سكر.
سكر قالت أن “الهدف من العمل كان رواية قصص عرب أميركيين قاموا بإنجازات غير عادية، بعضهم عمل في الإعلام، والبعض أسسوا أعمالهم الخاصة، وآخرين من الفنانين والمعلمين ورجال الشرطة”. وأضافت سكر “السلسلة تشكل نافذة على حياة العرب الأميركيين”.
يذكر أن عرضاً خاصاً تم تقديمه في 31 آذار (مارس) الماضي في “المتحف العربي الأميركي” في ديربورن حضره فعاليات ونشطاء محليون، تضمن عرض الحلقة الأولى قبل بثها على “تلفزيون ديترويت العام” الإثنين الماضي، وبحسب سكر، فإن الحلقة “تلقت الكثير من الإشادات الإيجابية من قبل الحاضرين الذي ملأوا قاعة العرض”.
وفي سياق آخر، أكدت سامز وجود أوجه تشابه واختلاف بين سلسلة “قصص عربية أميركية” ومسلسل تلفزيون الواقع “مسلمون أميركيون تماما” الذي أُوقف إنتاجه بعد عرضه لموسم واحد على شبكة “تي أل سي”، وقالت “أعتقد أن العملين قد يواجها نفس الجدل (الذي أثير حول عرض “مسلمون أميركيون تماما)، ولكن “قصص عربية أميركية” واسع الطيف ولا يركز على مجتمع واحد بعينه”، في إشارة منها إلى أن “مسلمون أميركيون تماما” قدم عائلات من مدينة ديربورن فقط.
وضمت قائمة الشخصيات التي تم تقديمها في العرض، الإعلامية الإذاعية ديانا رحم من العاصمة واشنطن، والفنان عدنان شرارة، والمديرة في “أكسس” مها فريج، ومديرة “الجمعية العربية الأميركية في نيويورك” ليندا سرسور.
ونوهت سامز إلى أن هذه السلسلة التسجيلية يمكن استخدامها كأداة تثقيفية، كما دعت العرب الأميركيين الى تحميل قصص نجاح أخرى لرفعها على موقع السلسلة الالكتروني، حيث تتوفر الحلقات التي يمكن تنزيلها بخدمة “تحت الطلب”.
ولم تخف سامز طموحها في تقديم موسم ثان من السلسلة، في حال نجاح جزئها الأول. وقالت: “لدينا الكثير من هذه القصص التي يمكن أن نعرضها، ولكننا في النهاية قمنا بتقليص الخيارات لكي نعكس التنوع بأكبر قدر ممكن”. وتابعت “من السذاجة القول أنني آمل أن أغير عقول المشككين، ولكنني بالفعل آمل في تحجيم الصور النمطية” حول العرب الأميركيين.
ستعرض الحلقات محليا في الساعة 7:30 من مساء كل يوم اثنين، على “تلفزيون ديترويت العام”، وسوف تكون مضيفة البرنامج المذيعة العربية الأميركية في الإذاعة العامة الأميركية (أن <ـي أر) ندى علبي، المولودة في الأردن، والتي تناول المسلسل أيضا قصتها في إحدى الحلقات.
كما يعمل “تلفزيون ديترويت العام” جدياً على عرض السلسلة على المستوى الوطني، الصيف المقبل.
Leave a Reply