القاضي: لن أكون أول قاض يصدر حكما في مثل هذه القضية
ديربورن هايتس – خاص “صدى الوطن”
أصدر قاضي محكمة مدينة ديربورن هايتس مارك بلاويكي، الأربعاء الماضي، حكما قضائيا بتبرئة لاعبي فريق كرة القدم الأميركية (فوتبول) في ثانوية “ستار أكاديمي” وإسقاط التهم الموجهة إليهم، والتي لم يسبق أن وجهت لأي رياضي في أميركا، الأمر الذي استهض حقوقيون عرب ومسلمون وأميركيون للدفاع عن اللاعبين الأربعة على مدى أشهر مضت بسبب شكوك في قانونية الإدعاء الذي أثيرت حوله التساؤلات والتشكيك بأنه تمييزي ضد الطلاب بسبب خلفيتهم الإثنية والدينية.
وقال القاضي بلاويكي في معرض إصدار الحكم أمام حشد غصت به قاعة المحكمة: “إن اتهامات الادعاء ضد الطلاب الأربعة هو تجريم للرياضة في أميركا”. وكانت تهم جنائية تتعلق بالاعتداء والإيذاء الجسدي وجهت للطلاب العرب الأميركيين علي باجي وفنار الأسدي وهادي عطايا ومحمد الأحمد، بعد مشادة مع لاعبي فريق ثانوية “لوثريان” في وستلاند، خلال مباراة جمعت بين الفريقين المدرسيين في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتعرض على إثرها أحد لاعبي “لوثريان” لرضوض وارتجاج في الدماغ.
وعدد بلاويكي عددا من الحوادث المشابهة التي جرت خلال مباريات رياضية ولم يتم تحميل مرتكبي المخالفات فيها أية مسؤولية أو أحكام جنائية. وأضاف أنه لن يكون أول قاض يصدر حكم في مثل هذه المسألة (في إشارة إلى أن المحاكم الأميركية لم تشهد قضايا مماثلة). ونوه بالقول: “إن من يصدر حكما في مثل هذه القضية، لهو (قاض) لم يشاهد ولم يلعب الـ”فوتبول” أبدا”.ولكن بلاويكي، رغم ذلك، وصف تصرف طلاب ثانوية “ستار أكاديمي” بالعدائي ووبخهم لتسبيبهم الإحراج لمدرستهم.
من ناحيته، فشل الادعاء العام في تقديم مثال واحد على “تجريم” رياضيين بسبب تجاوزهم للقواعد الرياضية. وكان محامي الدفاع نبيه عياد قد تحدى الادعاء بإظهار قضية مماثلة صدر فيها حكم في معرض طلبه من المحكمة بإسقاط التهم.
وأعرب أحد الحضور في الجلسة عن خيبته من قرار القاضي وقال لـ”صدى الوطن” “إن الحكم سبب الخيبة لأعضاء فريق “لوثريان” وزملائهم”. وأضاف “رغم أن الفريق ربح تلك المباراة لكن فرحة الطلاب بالفوز لم تكتمل بسبب ما حصل لزميلهم من تضرر نقل على أثره إلى المستشفى”. وكانت قاعة المحكمة قد غصت بعديد الفعاليات المجتمعية التي حضرت لمساندة ودعم طلاب ثانوية “ستار أكاديمي” الذين انفرجت أساريرهم عقب النطق بالحكم، وقال الطالب عطايا: “أشعر بارتياح.. بصراحة كنت خائفا أن أفقد منحتي الدراسية”، بينما قال الطالب أحمد “لقد بدأت للتو دراستي الجامعية وكل ما كنت اريده هو إسقاط التهم”.
وتجدر الإشارة إلى جميع الطلاب العرب كانوا في الـ17 من أعمارهم عندما خاضوا تلك المباراة، وجميعهم حاصلون على منح دراسية لتفوقهم الدراسي، وكانوا مهددين بفقدانها في حال تمت إدانتهم.
وقال عياد الذي ترافع عن الطلاب الأربعة: “في الوقت الذي لم يكن تصرف الطلاب صحيحا (أثناء المشادة والعراك الذي وقع قبل نهاية المباراة بثلاثين ثانية) إلا أنه لا يمكن عد سلوكهم سلوكا جرميا”. وعياد الذي يرأس “الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية” وقف الى جانب الطلاب منذ البداية، واستقطب دعم العديد من المنظمات الحقوقية والمدنية. وأضاف: “إن قرار القاضي قد أعاد لعائلات الطلاب الثقة بنظام العدالة في أميركا”. ونوه “نحن، كجالية، فخورون أن القاضي قام بفعل الشيء الصحيح، وهو إسقاط التهم.. إن أم أحد الطلاب لم تتوقف عن البكاء الا في تلك اللحظة التي صدر بها القرار”.
من جانبها، قالت المديرة العامة لثانوية “ستار أكاديمي” نوال حمادة: “إن نظام العدالة الأميركي مازال يعمل”.
كما قال المدير التنفيذي لـ”الرابطة” رشيد بيضون: “إن هذه التهم لم يكن لها أسباب موجبة اصلا”، وهنأ عائلات الطلاب والمحامي عياد على الجهود التي بذلها وفريقه القانوني من أجل الدفاع عن الطلاب.
Leave a Reply