تروي   –   خاص “صدى الوطن”
بالرغم من إنتشار المؤسسات الطبية التي تؤمن خدمات الرعاية الصحية المنزلية في ولاية ميشيغن، يبقى “مركز أكيوت” في مدينة تروي السباق في تقديم أفضل الخدمات وأكثرها مواكبة للتطور العلمي والطبي على مستوى الولاية.
بدأ العراقي الأميركي ياسر الخفاجي مشروع “أكيوت” للرعاية الصحية المنزلية الخاصة عام ٢٠٠٥ من الصفر، وهو في سن الـ24. وعلى مدى ست سنوات، إستطاعت “أكيوت” أن تثبت تميزها عن باقي المؤسسات المماثلة من حيث التزامها المستمر في مواكبة تكنولوجيا الرعاية الصحية المنزلية، وتقديم خدمات شتى كخدمة اللغات المتعددة وخصوصا العربية، الأمر الذي كان واجهة لإستقطاب وخدمة شريحة أكبر من الزبائن.
ومع النجاح المستمر لمؤسسة “أكيوت”، التي بدأت بمركز صغير في مدينة تروي تحديدا، توسعت خدماتها سريعاً لتطال مناطق متعددة من ميشيغن وصولا الى إفتتاح فرع آخر في ولاية فلوريدا.
هذا النجاح يعود، حسب الخفاجي، بجزء كبير منه الى تميّز الخدمات التي يقدمها، فليس من السهل الدخول في سوق تنافسي كفلوريدا التي يقصدها الأميركيون المسنون من كافة أنحاء البلاد لقضاء سنوات التقاعد.
وفي ميشيغن يقول الخفاجي أن “أكيوت” “تقدم الخدمات للزبائن عبر أكثر من 100 موظف لكن هناك عمل حثيث لتوسيع نطاق عمل “أكيوت” ليشمل كافة أرجاء ولاية ميشيغن”. وأشار الى أنه يتم العمل على توسعة المركز في مدينتي فلنت ووايندوت هذا العام.
تضم “أكيوت” فريق عمل يتألف من ممرضين ومعالجيين فيزيائيين وأخصائيين مرخصين للرعاية الصحية يقدمون الخدمات الطبية داخل المنازل وخصوصا لكبار السن.
وتقدم المؤسسة مجموعة من الخدمات المتنوعة كالعلاج الفيزيائي وعلاج النطق وخبراء في التمريض ونصائح في التغذية عبر خبراء التغذية، والعلاج المهني، وإعادة تأهيل القلب، وغيرها كثير..
وفي السياق عينه، تلبي “أكيوت” الزبائن الذين لا يجيدون الإنكليزية عبر خدمة اللغات المتعددة التي تشمل اللغة العربية والفارسية والفيليبينية والهندية والإسبانية وغيرها، وذلك من أجل خدمة أكبر شريحة ممكنة من سكان منطقة ديترويت الكبرى التي تتمييز بتنوعها الثقافي والإجتماعي.
ويشير الخفاجي الى أن تأمين ممرضين في “أكيوت” يتحدثون اللغة العربية أساسي جدا، خصوصا وأن العديد من الزبائن يتحدثون اللغة العربية فقط. “فالتواصل اللغوي مع الزبائن يؤسس الى إعطاء العناية الصحية الملائمة” حسب تعبيره.
ويأتي إلتزام الشركة في تقديم خدمة اللغات المتنوعة كجزء من الرؤية التي إستلهم من خلالها الخفاجي فكرة مركزه في الأساس. وإستطاع عبر الإنترنت ووسائل أخرى إستقطاب أخصائيين من خلفيات ثقافية مختلفة للتعاون والعمل مع شركته.
وتحتل المتابعة التكنولوجية ومواكبة التطور الطبي حيزاً هو الأكبر لدى “أكيوت” لتقديم أفضل الخدمات للزبائن. ومنها نظام متقدم لوقف نزيف الجروح (أف. أي. سي) بما يساعد مثل هذه الحالات على الشفاء السريع. و”العلاج المسكن” الذي يعمل على الحد من الألم مؤقتا. وخدمة المراقبة المنزلية التي عادة يخضع لها كبار السن عبر إرتداء سوارا طبيا حول المعصم، ويتميز هذا السوار بأنه مضاد للماء ويستوعب المعلومات الطبية الخاصة بالمريض والتي يمكن وصلها الى شبكة الكومبيوتر وتساعد على تأمين الرعاية الخاصة في الحالات الطارئة. ويقول الخفاجي: “إن تقنية السوار العالية تساعد في المتابعة القريبة والبعيدة لكبار السن ومعرفة الأدوية التي هم عليها والملفات الطبية الخاصة بكل واحد منهم في حال دخولهم المستشفى أو تعرضهم لحالة طارئة”. وبإمكان السوار أن يحدد، مثلا، إذا كان المريض مصاب بالسكري ونسي أن يتناول دواءه في الوقت المناسب.
تمنح مؤسسة “أكيوت” للرعاية الصحية كل الخدمات المذكورة وأكثر دون أي تكلفة مادية للزبائن المضمونيين صحيا عبر “الميدكير” والشركات الخاصة.
من ناحية أخرى، إستطاع الخفاجي تطوير شركته ومواكبة التكنولوجيا عبر الأبحاث الدائمة التي يجريها، في الوقت الذي يتابع تحصيله العلمي في مجال إدارة الأعمال في جامعة “والش”. ويتمنى أن يكون نجاح عمله مصدر إلهام للكثيرين و”محفز لهم على السعي من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم”.
وكان والد الخفاجي من المشجعين والمساعدين في إنجاح عمل “أكيوت” بحكم خبرته كمالك لشركة “أس أتش أي أن” للمعدات الطبية، وهي من الشركات المعروفة في منطقة ديترويت الكبرى والتي يقوم بإدارتها شقيق الخفاجي.  ويعتبر الخفاجي أن دعم عائلته له ساعده على النجاح في عمله ويقول: “دعم العائلة هو من المفاتيح الأساسية للنجاح وطبعا المثابرة والعمل الدؤوب”. وأضاف: “ونسعى دائما الى تقديم أفضل الخدمات الصحية لزبائننا”.