بدأ رحلة البحث عن نائب له.. والاستعداد لمنافسة أوباما
رومني يغرد وحيداً بعد انسحاب سانتوروم من السباق الجمهوري للرئاسة الأميركية
واشنطن – بدأ المرشح الجمهوري المعتدل ميت رومني بخوض مرحلة حاسمة لاختيار نائب له لمنافسة الرئيس باراك أوباما في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعد انسحاب منافسه المحافظ ريك سانتوروم الثلاثاء الماضي. ورغم أن الحزب الجمهوري لن يعلن فوز رومني رسميا قبل مؤتمره المقرر في آب (اغسطس) في مدينة تامبا (فلوريدا)، جمع رومني لغاية اكثر من نصف المندوبين الـ1144 اللازمين للفوز بترشح الحزب. واعلان سانتوروم انسحابه من السباق، ضمن لرومني فوزه الذي كان شبه مؤكد.
واصبح اختيار رومني لنائب له الرهان الاساسي للحملة وأكد الاربعاء الماضي لقناة “فوكس نيوز” المحافظة أن “ليس لديه قائمة أسماء بعد” وان عملية الاختيار ستبدأ “قريبا”. وهذه العملية، بحسب المراقبين تستلزم دراسة معمقة لمسار المرشحين لأن الخيار الصائب لا يمكنه دائماً جمع الاصوات لكن الاختيار الخاطىء يمكن أن يكون كارثياً.
وفي 2008 اختار المرشح الجمهوري جون ماكين حاكمة الاسكا (شمال غرب) ساره بايلين التي أضعفت فرص الحزب الجمهوري في الفوز لأنها لم تكن تتمتع بأي خبرة. وهذه السابقة سترغم رومني وفريقه على اختيار بعناية المرشح الاول بعد بايلين، لمنصب نائب الرئيس.
وغالبا ما يختار المرشحون للانتخابات الرئاسية شخصية سياسية قادرة على جمع اصوات لا يمكنهم الحصول عليها وحدهم، ويرجح المراقبون أن يعتمد رومني على نائب مسيحي محافظ لجذب القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري المعروفة بتشددها في كثير من القضايا التي يأخذ منها رومني موقفاً وسطياً.
وبات الباب مفتوحا على كافة الاحتمالات. ففي 1960 اختار جون كينيدي الديموقراطي من ماستشوسيتس (شمال شرق) ليندن جونسون من تكساس لاستقطاب ناخبي الجنوب. وفي 1980 اختار الجمهوري المحافظ رونالد ريغان المعتدل جورج بوش الأب نائبا له. لكن هذه القاعدة تتغير ففي 1992 اختار الديموقراطي الوسطي من الجنوب بيل كلينتون آل غور نائبا له. ويعتبر نورم اورنشتاين خبير القضايا السياسية في معهد “اميريكان انتربرايز” ان “لا اثبات” بان مرشحا لمنصب نائب الرئيس قادر على جمع اصوات في ولايته.
واذا كان الجمهوري المعتدل رومني، يريد أن يلعب ورقة اليمين المحافظ يمكنه الالتفات الى ماركو روبيو السناتور عن فلوريدا (جنوب شرق) الذي ينتمي الى “حركة الشاي” ويمكنه جذب الناخبين اللاتينيين. لكن الأخير أكد انه غير مهتم بهذا المنصب.
ويتم التداول أكثر وأكثر باسم ريك سانتوروم كأحد المرشحين المحتملن لهذا المنصب. لكن ميت رومني قد يختار جمهوريين أكثر اعتدالا مثل سناتور أوهايو (شمال) روب بورتمان او حاكم نيوجورسي (شرق) الذي يتمتع بشعبية كبيرة كريس كريستي.
ويرغب جورج ويل كاتب المقالات المحافظ في “واشنطن بوست” ان يكون نائب الرئيس يتمتع بـ”امكانات ثقافية” لمواجهة أوباما. ويراهن ميجور غاريت من “ناشونال جورنال” على بورتمان “اكتبوا ذلك. وانتقدوني دون رحمة هذا الصيف في حال اخطأت” حسب وكالة “فرانس برس”.
انسحاب سانتوروم
وكان سانتوروم قد أعلن، الأسبوع الماضي، انسحابه من السباق الجمهوري الى البيت الأبيض، ما فتح الطريق امام ميت رومني لمواجهة الرئيس الاميركي باراك أوباما في تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال سانتوروم الثلاثاء الماضي في مؤتمر صحافي في مدينة غيتيسبرغ في معقله في ولاية بنسلفانيا (شمال شرق) عشية الانتخابات التمهيدية الجمهورية التي ستشهدها الولاية في 24 نيسان (ابريل) “مع أن هذه الحملة الرئاسية انتهت بالنسبة الي، وسنعلق حملتنا اعتبارا من اليوم فان معركتنا لم تنته”، معلنا انه سيعمل على إنزال الهزيمة بباراك أوباما.
وكان يفترض ان يستأنف سانتوروم حملته تلك الليلة بعد استراحة في أثناء عطلة عيد الفصح التي شهدت نقل ابنته بيلا المصابة بمرض جيني نادر الى المستشفى. وبعد امضاء نهاية الاسبوع في المستشفى عادت الطفلة البالغة 3 سنوات الى منزلها صباح الاثنين الماضي.
واكد سانتوروم في مؤتمره الصحافي ان صحة ابنته تحسنت قائلا “إنها مناضلة”. وأضاف انه قرر بعد نقاش مع العائلة “حول طاولة المطبخ” الانسحاب من السباق. وقال “سنواصل المعركة من اجل الاميركيين الذين تحركوا ومنحونا اجنحة حققنا من خلالها ما لم يتخيله اي محلل سياسي” مذكرا بفوزه المفاجئ في انتخابت ايوا التمهيدية في 3 كانون الثاني (يناير) وصعود نجمه في السباق الى البيت الابيض الذي فاجأ الكثير من المراقبين.
ومن ناحيته، أقر مرشح الحزب الجمهوري نيوت غينغريتش، الأحد الماضي، بأن رومني هو المرشح “الأوفر حظاً” للفوز بترشيح الحزب. إلا ان الرئيس السابق لمجلس النواب الاميركي شدد على انه مستمر في السباق الرئاسي على الرغم من ادائه المتواضع. وصرح غينغريتش خلال برنامج “فوكس نيوز صنداي” التلفزيوني “اعتقد أننا يجب أن نكون واقعيين بالنظر الى حجم التنظيم في حملته وعدد الانتخابات التمهيدية التي فاز فيها. انه الى حد كبير المرشح الجمهوري الاوفر حظاً”. وأضاف غينغريتش أن السباق الى الرئاسة “أصعب مما كنت أتوقع”، معربا عن اعجابه بالماكينة الانتخابية التي اسسها رومني بعد فشله في العام 2008، وأضاف أنه “لا يندم على شيء”. وتابع “لقد حاربته بكل قوتي وقام بالمثل لكنه تبين أن لديه وسائل اكثر مني.. لقد قام بحملات جمع التبرعات بشكل ملفت”. الا أنه أضاف إنه ليس مستعداً للانسحاب بعد، ولو ان خسارته باتت شبه محسومة. فمنذ بدء انطلاق انتخابات الحزب في كانون الثاني (يناير) الماضي لم يفز غينغريتش سوى في الانتخابات التمهيدية في ولاية ساوث كارولاينا وفي مسقط رأسه جورجيا.
أما المرشح رون بول فلا يملك حظوظاً بالفوز كونه يقدم برنامجاً ثورياً وسط تجاهل الإعلام الأميركي لحملته رغم تحقيقه لنتائج مفاجئة في عدد من الولايات.
Leave a Reply