على وقع انفجار قنبلتين مجهولتي المصدر في أحد أحياء العاصمة الكولومبية بوغوتا، رجّحت مصادر أمنية أن تكون من تدبير حركات تمرّد احتجاجا على زيارة الرئيس الأميركي، بدأ باراك أوباما زيارته الأولى لكولومبيا التي استمرت لثلاثة أيام تخللتها “قمة الاميركيتين” والتي اختتمت الأحد الماضي بدون التوصل الى اي اتفاق على بيان ختامي بسبب الخلاف حول عودة كوبا التي يريد كل قادة الدول الاخرى تقريبا مشاركتها في القمة المقبلة، لكن الولايات المتحدة وكندا تستبعدان ذلك.
ورغم التودد الذي أظهره أوباما للزعماء اللاتينيين إلا أنه يمكن القول أنه عاد من كولومبيا خالي الوفاض، باستثناء فضيحة الدعارة التي طالت حرسه الخاص. وقد هيمن موضوع استبعاد الحضور الكوبي لـ”قمة الأميركيتين” المتواصل منذ ستينيات القرن الماضي على أعمال قمة قادة المجموعة في قمتهم السادسة التي أقيمت في كولومبيا مطلع الأسبوع الماضي، وذلك بعد تهديد مجموعة “ألبا” بمقاطعة القمة مستقبلا ما لم تحضرها كوبا، كما لم تغب الأزمة الأرجنتينية-البريطانية حول جزر الفوكلاند المتنازع عليها إضافة الى ملفي كوريا الشمالية وإيران.
وفي خطاب افتتاح القمة، التي انعقدت بميناء قرطاجنة التاريخي على الساحل الشمالي لكولومبيا، طالب السكرتير العام لمنظمة الأميركيتين خوسيه ميجيل أنسولزا بالتصالح لمواجهة التوتر إزاء وضع كوبا التي لم يتم توجيه دعوة إليها للحضور بسبب المعارضة الأميركية. لكن أعضاء مجموعة “ألبا” اليسارية، التي أنشأتها كوبا وفنزويلا، أعلنوا أنهم لن يشاركوا في اجتماعات قمة الأميركيتين التي تعقد مستقبلا إذا لم توجه دعوة إلى كوبا للحضور. وتضم تلك الكتلة اليسارية دولا أبرزها بوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا. ولم يحضر الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز قمة قرطاجنة بناء على نصيحة أطبائه، وعاد إلى كوبا السبت الماضي لاستكمال العلاج من السرطان.
وسعى أوباما إلى إقناع زعماء أميركا اللاتينية والرأي العام هناك بأن واشنطن لم تدر ظهرها لهم. وفي كلمة له أمام مجموعة من رجال الأعمال قبيل افتتاح القمة، نفى أوباما اتهامات متواصلة بأنه أهمل أميركا اللاتينية مقابل انشغالاته بالعراق وأفغانستان وأولويات عالمية أخرى بعيدة عن المنطقة، وطالب بتعزيز التجارة بين الأميركيتين اللتين تضمان “نحو مليار مستهلك”.
وفي خصوص الملف الإيراني، هدد أوباما بفرض مزيد من العقوبات على إيران إذا لم تحدث انفراجة في محادثاتها النووية مع القوى العالمية قريبا، وقال إنه لم يقدّم لها أي “تنازل” خلال المحادثات الأخيرة في تركيا، على عكس ما قالته إسرائيل. وقال في مؤتمر صحفي إن المفاوضات بين إيران والقوى العالمية الست التي استؤنفت السبت الماضي في تركيا لن تستمر لأجل غير مسمى، وستتطلب أن تقوم طهران بتحرك. وقال أوباما ردا على تصريحات غاضبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر فيها أن هذه المحادثات قدمت لإيران “هديةَ” خمسةِ أسابيع لمواصلة برنامجها النووي، “لم نقدم أي تنازل”. واتفقت إيران مع دول مجموعة “5 زائد 1” (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) في إسطنبول على عقد جولة محادثات جديدة يوم 23 أيار (مايو) المقبل في بغداد لوضع إطار للمفاوضات حول ملف إيران النووي الذي يقول الغرب إنه يستهدف صنع قنبلة نووية، بينما تصر طهران على أن مراميه سلمية مرتبطة بتوليد الطاقة.
Leave a Reply