ديربورن – خاص “صدى الوطن”
ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما خطابا في “متحف هنري فورد” في ديربورن، الأربعاء الماضي، ضمن جولة لجمع التبرعات لحملته الإنتخابية شملت ميشيغن وأوهايو إستعدادا لسباق الرئاسة هذا العام.
وتجاهل أوباما في خطابه، العرب الأميركيين في عقر دارهم، ديربورن، في خطوة أثارت استهجان العديد منهم ممن حضروا الحفل ودعموا حملته الإنتخابية.
وركز أوباما في خطابه على ”منجزات” عهده، ولاسيما “إنقاذه” لصناعة السيارات الأميركية، الورقة التي ربما عتبرها كافية لتجديد فوزه الانتخابي في ميشيغن، وقال: “بدأنا نبصر نور التغيير بعد القرار الذي إتخذناه في العام 2008، أي قبل ثلاث سنوات”. وأضاف: “القرار كان من أجل إنقاذ قطاع صناعة السيارات الأميركية من الإنهيار، وفي الوقت الذي طالب فيه العديد من السياسيين إعلان إفلاس مدينة ديترويت.. التغيير هو قرار إصلاح نظام الرعاية الصحية والذي حققناه بعد مرور سنين على المحاولات..”.
كما تباهى أوباما بإلغاء قانون “لا تسأل، لا تقل” الذي كان يمنع الشاذين جنسياً من إعلان ميولهم الجنسية أثناء خدمتهم في القوات المسلحة الأميركية، وقال: “التغيير هو أننا وللمرة الأولى في تاريخ أميركا لا حاجة للمواطن أن يخفي ميوله وأن يخدم الوطن الذي يحب”.
كما أشار أوباما الى ملايين الشباب الذي أصبح عندهم تأميناً صحياً بسبب القانون الذي سمح لهم الإستمرار على حساب الضمان الصحي للعائلة. وخلال خطابه أعطى أمثلة متعددة عن تحقق التغيير الذي وعد به المواطنين منذ إنتخابه ووقوفه الى جنب قطاع صناعة السيارات وإنتشاله من القعر.
وفي السياق نفسه، أعطى أوباما مثالا عن إنجازاته عبر الموظف لدى شركة “كرايسلر” لصناعة السيارات جيف كلايو، والذي سرح من عمله لمدة ستة أشهر إلا أنه إسترجع وظيفته بعد تمرير قرار دعم الشركة وإنقاذها من الإفلاس.
أما على صعيد السياسة الخارجية للولايات المتحدة وحربها ضد الإرهاب، أكد أوباما أن أهم الإنجازات تحققت في عهده حين نجح في إغتيال رئيس القاعدة أسامة بن لادن وسحب جميع القوات الأميركية من العراق. وقال: “القاعدة اليوم أضعف من أي وقت مضى”.
وعبر الرئيس عن سعادته لزيارة مدينة ديربورن، لكنه لم يتطرق للعرب الأميركيين ولا لحملة التمييز التي يتعرضون لها. واكتفى بشكر بعض المسؤولين المنتخبين ومن بينهم رئيس بلدية مدينة ديربورن جاك أورايلي ومفوض مقاطعة وين غاري ورونتشاك وعضو الكونغرس جون دينغل وغيرهم.
من ناحية أخرى، حضر اللقاء المندوبون عن حملة أوباما في العام 2008 وتوجه الرئيس لهم بالشكر، وقال: “لولا جهودكم لما تحقق التغيير ولازال أمامنا طريق طويلة لنسلكها معا.. لازال هنالك الكثير من المواطنين العاطلين عن العمل. والإقتصاد الأميركي بدأ بالتعافي بعد ظروف قاهرة عصفت بالبلاد”.
وتحدث عن إصلاح قطاع التعليم عن طريق خفض التكاليف والضرائب عن أقساط الدراسة وتقليص العجز عبر الإستغناء عن برامج غير ناجحة.
وختم خطابه بالقول: “قد لا يحدث التغيير بالسرعة التي يبتغيها الناس، لأن التغيير يحتاج الى وقت وقد يتطلب أكثر من رئيس واحد”.
والجدير بالذكر أن زيارة أوباما الى ولاية ميشيغن تضمنت رعاية حفلين لجمع التبرعات واحدة في “متحف هنري فورد” حيث كان سعر البطاقة 250 دولار والثاني في مزرعة في بنغهام، لمالكتها دينيس إيليتش، إبنة الملياردير الشهير في مدينة ديترويت مايك إيليتش ومالك فريق الهوكي “ريد وينغز”. وتراوحت سعر البطاقة الواحدة بين 10 آلاف دولار والـ40 ألف دولار. وحضر اللقاء الثاني مجموع من 47 شخص في أجواء عشاء فاخرة. وكان من بين الحاضرين الحاكم السابق جيم بلانشارد، المحامي في مدينة ساوثفيلد جيوفري فايغر، لاعب البايسبول السابق ويلي هورتون، والمعلقة التلفزيونية هالن روز.
في حافلة رزوا باركس
جلس الرئيس الاميركي باراك أوباما، الأربعاء الماضي، في الحافلة التي شهدت رفض السيدة السوداء روزا باركس التخلي عن مكانها لرجل ابيض في 1955 في واحد من اهم الحوادث في مرحلة النضال من اجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
وانتهز أوباما، أول رئيس اسود للولايات المتحدة، فرصة زيارته الى ديربورن في ولاية ميشيغن ليدخل الحافلة التي شهدت هذه الحادثة في مدينة مونغومري (الاباما، جنوب)، في إشارة اعتبرها المراقبون محاولة لشد عصب الناخب الأسود، ولاسيما في ميشيغن التي ستكون إحدى الولايات الحاسمة في انتخابات الرئاسة القادمة.
وتُعرض الحافلة في مجمع “متحف هنري فورد” في ديربورن حيث شارك أوباما في اجتماعات لجمع تبرعات للحملة الانتخابية.
وفي ثاني هذه الاجتماعات وصف أوباما لمؤيديه ما شعر به في الحافلة. وقال “جلست للحظة وتأملت في الشجاعة والصمود اللذين يشكلان جزءاً من تاريخنا الحديث. ولكنهما ممثلين بلائحة طويلة من الاشخاص المجهولين في بعض الأحيان، والذين لم ترد اسماؤهم في كتب التاريخ لكنهم اصروا على انتزاع كرامتهم وحصتهم من الحلم الأميركي”.
وكان رفض روزا باركس اخلاء المكان الذي تجلس فيه في الحافلة لرجل أبيض أطلق حركة تاريخية لمقاطعة الحافلات في مونغومري من قبل السود لوقف التمييز العنصري قبل عشر سنوات من اصدار الرئيس ليندون جونسون قانون الحقوق المدنية. وتوفيت روزا باركس في 2005 عن 92 عاماً.
Leave a Reply