صوروا جميع أوراقه ودفاتر ولديه المدرسية
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
على الرغم من أن توقيف العرب والمسلمين على المنافذ الحدودية الأميركية الكندية صار من الحوادث المتكررة، بل والمتوقعة بالنسبة للعائدين من كندا، إلا أن المواطن الأميركي اللبناني علي ناصر (53 سنة) لم يرد لقصة توقيفه أن تمر مرور الكرام، فبادر إلى سردها لـ”صدى الوطن” ليعرف الناس حقيقة وعسف الإجراءات التي يتعرض لها المسافرون، ولإعلام السلطات المعنية في الوقت لعلها تبادر إلى تغيير تلك السياسات.
وتم توقيف ناصر مع عائلته خلال عودتهم من قضاء عطلة أسبوعية في كندا، الأسبوع الماضي، من قبل خفر الحدود الذين قاموا بإخراجه من سيارته وتكبيل يديه قبل اقتياده إلى غرفة صغيرة خالية من أي شيء، لمدة ساعة ونصف، قبل أن يقوموا باستجوابه.
وقال ناصر: “لقد عاملوني كمجرم هارب من وجه العدالة، وأمطروني بالأسئلة، كما قاموا بتفتيش جميع أغراضي وأوراقي ووثائقي وصوروها.. ووصل الأمر إلى حد تصوير دفاتر ولديّ (4 و6 سنوات) المدرسية لمجرد احتوائها على كلمات عربية.. ولم تكن تلك الكلمات سوى واجب مدرسي طلبت المدرسة منهما كتابته خلال العطلة”.
أضاف: “أنا مواطن أميركي منذ 35 سنة، وقد عملت كمهندس مع شركات أميركية كبيرة مثل “جنرال موتورز” و”سيمنز” وسافرت إلى دول عديدة في العالم، مثل كوريا وألمانيا وغيرهما، ولم يتم توقيفي ولا مرة”.
واستدرك ناصر بحس ساخر قائلا: “ولكن تم توقيفي في أقرب بلد إلى بلدي وأنا عائد من قضاء عطلة أسبوعية مع أسرتي”.
وحول طبيعة الأسئلة التي وجهها إليه المحققون، قال: “كانت اسئلة تتعلق بأدق التفاصيل، وبعضها لا معنى له.. لقد سألوني إن كنت أعرف أشخاصا في كندا وفي أميركا، ومن هم، ومتى جئت إلى أميركا، وماذا درست، ومتى تخرجت، وأين عملت، ومع من عملت، ولماذا تعيش في ميشيغن، وهل تتواصل مع مجموعات دينية، وهل تتبرع بأموال لـ”حزب الله” وحركة “حماس”، وهل تزور لبنان، ومن اي منطقة في لبنان جئت… وغيرها الكثير من الأسئلة”.
وكان ناصر قد قدم إلى نيويورك أواخر سبعينات القرن الماضي ودرس الهندسة وتخرج فيها وتوظف في إحدى الشركات الأميركية، وقد انتقل للعيش في منطقة ديترويت للعمل مع شركة “جنرال موتورز” قبل أن يتركها ويتنقل للعمل مع شركة “سيمنز” التي مازال موظفا فيها.
وعن توقعاته حول اسباب توقيفه، قال: “لقد أوقفوني بسبب اسمي العربي.. هذه هي الحقيقة، وفي حال كان الأمر بسبب تشابه الأسماء، فقد كان بإمكانهم حل سوء الفهم بسرعة من خلال اسمي الثلاثي، فربما يكون اسم “علي ناصر” شائعا لكن اسمي الثلاثي “علي عدي ناصر” قد يكون الإسم الوحيد في منطقة بعلبك التي جئت منها، وبذلك يتأكدوا أنني لست الشخص المطلوب”.
أضاف في السياق ذاته: “إضافة إلى ذلك يمكنهم التحقق مما يريدون من خلال المعلومات الأخرى الموجودة في وثائقي مثل اسم أمي وتاريخ تولدي وجواز سفري والى غير ذلك”. وأشار: “لقد تعاملوا بشبهة كبيرة فقد صوروا فواتير الفندق الذي نزلت فيه في كندا مع عائلتي وفواتير تعبئة السيارة بالوقود.. وكل أوراقي التي كانت موجودة في السيارة”. ولفت بالقول “في كل مرة كنت أسألهم عن سبب توقيفي كانوا يقولون لي إنهم يتحققون من بعض المعلومات من خلال الاتصال بـ وكالة، وعندما سألتهم من هي هذه الوكالة.. لم يذكروا لي اسمها”.
وختم ناصر بالقول: “لقد أخبروني أنهم سيقومون باجراءات روتينية.. ولكن أي روتين هذا؟! ولقد اردت سرد قصتي ليعرف الناس ما الذي يجري في المراكز الحدودية ولتعرف السلطات المعنية كيف تدار الأمور هناك وكذلك المؤسسات الحقوقية والمدينة.. وأن يعملوا معا لإيجاد حل لهذه المعضلة التي باتت تؤرق بال الكثيرين من العرب والمسلمين الأميركيين”.
Leave a Reply