بيريز: 45 ألف شخص دربوا على مكافحة جرائم الكراهية و28 حالة خلال العامين الماضيين
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
في النقاش المفتوح الذي تضمنه ملتقى “بريدجز” الأخير، الثلاثاء الماضي في قاعة “بيبلوس” في مدينة ديربورن، قال رئيس “المجلس اللبناني الاغترابي” الدكتور نسيب فواز بحضور مساعد وزير العدل الأميركي للحقوق المدنية توماس بيريز: “لقد كنا نعمل مع بعضنا البعض لحل القضايا العالقة ولكننا نريد أن نرى أفعالا.. إننا نشعر وكأننا سجناء، ولا نقوم بأي شيء إلا ونشعر كأن أحدا يراقبنا.. أريد التأكيد أننا كعرب ومسلمين أميركيين مواطنون وطنيون مثل جميع الآخرين”.
هذه المداخلة التي تقدم بها فواز تعكس جملة من التساؤلات حول جدوى ملتقى “بريدجز” الذي تشكل في أعقاب هجمات ١١ أيلول (سبتمبر) 2001، وضم ممثلين وناشطين من المجتمعات العربية والإسلامية والكلدانية دأبوا على عقد اجتماعات دورية مع المسؤولين الحكوميين لمناقشة ما يتعرض له أبناء هذه المجتمعات من تضييق ومساءلات وتمييز تتناقض، في كثير من الأحيان، مع القوانين الدستورية والقيم المدنية في الولايات المتحدة، ويرقى بعضها إلى درجة الفضيحة.
لكن المدير الإقليمي “للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز” (أي دي سي) عماد حمد، وهو أحد مؤسسي “بريدجز” يرى أن الحوار مع المسؤولين الحكوميين والرسميين يبقى هو الطريقة الأفضل لنقل مخاوف المجتمعات العربية والإسلامية والشرق أوسطية وقلقها ووجهات نظرها، بدل إدارة الظهر.
ويضيف حمد في لقاء مع “صدى الوطن”: “لا أقول إننا حققنا نجاحا باهرا خلال السنوات الماضية، ولكننا نجحنا بنسبة 10 إلى 15 بالمئة”.
وكان حوالي مئة شخص من المجتمعات الإسلامية والعربية والكلدانية قد التقوا مع بيريز بحضور المدعي العام لمقاطعة جنوب شرق ميشيغن باربرا ماكويد وممثلين عن وكالة حرس الحدود والجمارك الأميركية. تناقشوا حول مسألة توقيف عرب ومسلمين أميركيين على المنافذ الحدودية مع كندا التي باتت أكثر اطرادا في الآونة الأخيرة، إضافة إلى مسألتي التجسس على المساجد والمجتمعات الإسلامية، والكتيبات المستخدمة في تدريب عناصر في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) التي تضم معلومات خاطئة ومسيئة للإسلام والمسلمين، وهي مسائل أثارت جميعها جدلا واسعا في البلاد. وقال بيريز: “إنني اؤمن أن هذا الاجتماع يعد مثالا للحوارات البناءة ويحتذى به.. ولقد قلت لمجموعات كثيرة على امتداد البلاد إن الطريقة الفضلى لحل المشاكل هي فتح قنوات اتصال مع المجتمعات”.
واعترف بيريز بوجود بعض الحالات التي شابها التمييز وقال: “لكن في آخر الأمر.. حققنا نجاحات لا يمكن إنكارها بكل المقاييس.. بما فيها إعداد المحاكم للتعامل مع هؤلاء الذين لا يجيدون اللغة الانكليزية”(!).
وأشار إلى أن المدعين العامين في الدعاوى القضائية بات من الممكن إبدالهم في حال وجود تحفظات على أدائهم، كما أن إدارة الرئيس باراك أوباما حققت الكثير من التقدم عبر التوقيع على قانون “مكافحة جرائم الكراهية” في العام 2009، وأضاف قائلا: “هناك حوالي 45 ألف شخص محليين تم تدريبهم على منع ومكافحة جرائم الكراهية والتنميط”.
وفيما يتعلق بالكتب المستخدمة في تدريب عناصر “أف بي آي” قال بيريز بأن بعض مضامينها يبعث على الإحراج واليأس والغضب، وأضاف: “لقد التقيت مع وزير العدل إريك هولدر بعد يوم من تعليقه على تلك الكتب بقوله: هذا الموضوع لا يمثلنا ولا يدل على مهمتنا”.
وكانت أغلب المداخلات تتركز حول أن “الأقليات” هي من تواجه مصاعب حقيقية في مجال حرمانها من حقوقها المدنية، وهو أمر بدا بيريز اقرب الى الاقرار به، مشيرا الى أن معظم جرائم الكراهية ينتمي ضحاياها الى المجتمعات الاسلامية ومجتمعات جنوب آسيا، وأن مسارح تلك الجرائم كانت دورا للعبادة، والمساجد منها على الأغلب. وقال “خلال العامين الماضيين حصلت أكثر من 28 جريمة كراهية”.
بدوره، قال عضو “كونغرس مسيحيي الشرق الأوسط” رمزي داس: “إن الكنائس العربية في هذه المنطقة (منطقة ديترويت) تعاني أيضاً”.
حمد أشار إلى الدعوى القضائية التي رفعها “مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية” (كير)- فرع ميشيغن على حرس الحدود وإدارة الجمارك (سي بي <ـي) وعبر عن دعمه لها بالقول: “إننا سنتبع جميع الطرق، بما فيها القانونية، من أجل وقف الانتهاكات ومعالجة التحديات”. وأشار إلى أنه تم تصويب العديد من المضامين المستخدمة في كتب تدريب عناصر الـ”اف بي آي” وقال “ولكن القسم الأكبر مازال معمولا به”، واعتبر أن التواصل مع الفعاليات المجتمعية (الإسلامية في هذا السياق) هو أفضل طريقة لتصويب تلك المراجع وإحلال المضامين الصحيحة بدل تلك الخاطئة والمسيئة.
وحول جدوى الحوار مع المؤسسات الحكومية، قال حمد “هذه المسألة ستبقى عرضة للتجاذبات والتحليلات ووجهات النظر المتضاربة، وهو ما يزيدها حيوية وأنا متفائل وفي النهاية النتائج على الأرض هي المقياس والحوار هو الخيار الأفضل بدل الدوران في الحلقات المفرغة”.
Leave a Reply