ديترويت – رفع رئيس بلدية ديترويت دايف بينغ مشروع ميزانية مفصلا للمجلس البلدي الأسبوع الماضي، يدعو الى تسريح 2500 موظفا وخفض في ميزانيات الدوائر كافة وإغلاق بعضها الآخر.
وتأتي هذه الخطة في أعقاب اتفاق بين البلدية والولاية تم بداية هذا الشهر لاعادة هيكلة ديترويت لمواجهة أزماتها المالية عبر تشكيل لجنة مشتركة (٩ أشخاص) تتولى الدور الإستشاري في إدارة شؤون المدينة المالية. ويقضي الاتفاق الأولي على إقرار ميزانية تكون قادرة على تحقيق فائض، منهية بذلك سنوات من العجز المالي الذي حاليا بحوالي 265 مليون دولار.
ويتضمن مشروع الميزانية الجديدة خفض 250 مليون دولار من الاموال المخصصة لجميع الدوائر، وهي صيغة موسعة لمشروع قدم للمجلس في 12 نيسان (أبريل)، ومن المنتظر أن يباشر المجلس مناقشته للمشروع الاسبوع المقبل، وتدعو الخطة كذلك الى خفض العجز بواقع 75 مليون دولار، مع ما يعني ذلك من إعادة هيكلة للعمليات ودمج لبعض الدوائر بما في ذلك دائرة الصحة ودائرة تطوير العمالة ودائرة الخدمات الانسانية، اضافة الى مطار كولمان يونغ التابع للبلدية.
وتنص خطة الميزانية للسنة المالية الجديدة على خفض رواتب ضباط الشرطة 10 بالمئة. وستقلص مخصصات دائرة الاشغال بواقع 13,2 مليون دولار. في حين ستظل رسوم التخلص من النفايات الصلبة بالنسبة للمواطنين على حالها 240 دولار و120 للمسنين.
أما دائرة المالية فستخفض موازنتها بنسبة 16 بالمئة في مقابل 53 بالمئة خفض في الاموال المخصصة للمحاكمات الادارية و41 بالمئة للموارد الانسانية، فيما ستقلص موازنة دائرة القانونية بنسبة 55 بالمئة و44 بالمئة لمكتب رئاسة البلدية. وتنص الخطة أيضاً على خفض موازنة دائرة الاطفاء بنسبة 13 بالمئة لتصل الى 160 مليون دولار وسيخفض عدد العاملين فيها من 1400 الى 1250، وتصل قيمة الخفض فيها 23,4 مليون دولار، وهناك منحة فدرالية لها ستيتح الاحتفاظ بـ100 موظف.
وتنوي البلدية، بميزانيتها الجديدة في حال إقرارها، تقليص الانفاق في دائرتي تطوير القوى العاملة والصحة، حيث ستلجأ الى تشكيل هيئة للاشراف عليهما اعتبارا من الاول من تموز (يوليو)، كما ستضع مطار كولمان يونغ البلدي تحت اشراف هيئة قائمة بذاتها او جعله مشروعا مشتركا.
ومن ناحيته، قال رئيس المجلس البلدي تشارلز بيو “علينا أن نفعل هذا، قلنا هذا مرارا وتكرارا”. وقال “اننا مقبلون على وقت سنضطر فيه الى انجاز الخدمات بذات المستوى المعهود بميزانية أقل، يجب أن نكون مبدعين”، وأكد بيو أن الميزانية الجديدة طموحة الى اقصى حد، و”للأسف ليس أمامنا الكثير من الوقت”. ومن جانبه، أعرب عضو المجلس جيمس تايت عن قلقه تجاه تقليص موازنة الدائرة القانونية كونها تشرف على اتفاقيات التسوية ونوه ونوه بالقول “حين أرى خفضا بنسبة 55 بالمئة.. هذا يخيفني”.
وكان المجلس تلقى في 12 من الشهر الحالي مشروع موازنة بقيمة 1,1 مليار دولار تتضمن خفضا بقيمة ١٦٠ مليون دولار للسنة المالية ٢٠١٢-٢٠١٣ تبدأ مطلع تموز (يوليو)، حيث ابدت عضوة المجلس شاونيتل جنكيز قلقها تجاه الخفض في موازنة دائرة الصحة، والتي خصص لها 6 مليون دولار فقط، اضافة الى 83 مليونا بمثابة منحة فدرالية. وقالت “ستكون سنة صعبة وعلينا أن ندير العمل بطريقة مختلفة”، وأضافت “لا أعرف مدى الصواب في خفض موازنة دائرة تخدم الفقراء مثل دائرة الصحة”. وتعهدت بمتابعة الاداء في هذه الدائرة عن كثب.
وينص مشروع الميزانية على خفض الانفاق من الصندوق العام والذي خصص له العام الماضي 1,22 مليار دولار، حيث خفضت مخصصات الشرطة بـ75 مليونا لتصل الى ٣٤٠ مليون دولار وبتقليص عدد العاملين في الدائرة من ٣٣٠٠ الى ٢٩٥٠، وتخفيض المال المخصص لوزارة المواصلات من 53 مليون دولار الى 43 مليوناً، في مقابل خفض مليون دولار في مكتب المدينة (سيتي كليرك) و2 مليون في دائرة الانتخابات.
رؤية سنايدر: لجعل ديترويت قبلة للمهاجرين
وتأتي هذه التطورات مع طرح حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر رؤيته لنهوض مدينة ديترويت في كلمة القاها الاسبوع الماضي امام حشد من رجال الاعمال. وقال سنايدر إنه يريد أن يرى ديترويت مدينة صناعية تصدر بضائعها الى كل العالم، وقبلة لاستقطاب المهاجرين من كل العالم أيضاً. وقال “إن ديترويت بحاجة لاسترداد دورها في استقبال العائلات الشابة بدل الذين غادروها على مدى السنوات العشرة الماضية”. واضاف “اذا قيض لنا النجاح، علينا توفير اماكن جوار صالحة لسكن العائلات يذهب فيها الاطفال لمدارسهم وينشدون الاقامة فيها وبناء مستقبلهم على ارضها”. وقال سنايدر ان المجموعات التي غادرت ديترويت خلال العقد الماضي كانت بمعظمها من الشباب 25-29 عاماً ومن الاطفال 5-9 سنوات. وختم سنايدر بالقول انه تم وضع اساسات للتقدم لكن علينا الاستعجال.
Leave a Reply